حيدر الطائي.
تمثيل واقعة السبع كواحدة من صور العزاء الحسيني المتوارثة. حيث يصطف الناس لمشاهدة الأسد وهو يقوم ببعض الحركات التي تُثير في النفوس مشاعر الأسى والتفجع لما حل بالإمام الحسين وأنصاره يوم عاشوراء من شهر محرم الحرام سنة 61 هجرية.
وتفيد الرواية التأريخية بأن أحد الأسود الضارية اعترض الإمام علي بن أبي طالب.ع. لدى عودته من حرب صفين مارًا بكربلاء إلى الكوفة فسأله الإمام (أي الأسد)
أأنت في هذه الارض؟ قال بلى. فقال له الإمام(إذا وقعت حادثة كربلاء عليك أن تحفظ ولدي الحسين لكي لا تطأه الخيول) فلما صار يوم عاشوراء ونزل الحسين بكربلاء وبعد قتله أمر ابن سعد أن يوطأ صدر الحسين وظهره فلما سمعت النساء ما أراده ابن سعد جعلن يبكين وكانت هناك غابة من قصب. خرج الأسدُ منها مُسرعًا وهز برأسه. فلما جاءوا إلى جسد الحسين ليطأوه ربض عن جثته فأحجمت الخيل أن تدوس صدره.
وهنا لابد التوقف والتحقيق مليًا بهذه الحادثة
أولا: تقول الروايات بتواترها والصحيح منها إن جسد الحسين لم يبقى شيءٌ في جسده إلا وبه طعنةَ رمحٍ أو سيف أو سهم وهو مُقطّع الأعضاء وقد قُطع الرأس الشريف من الجسد فعلا ماذا يحمي الأسد جثة الحٌسين.ع. ؟
ثانيا: كل ماوردنا من واقعة الطف وثورتها هي رواياتٍ مُرسلة عن الأئمة عليهم السلام. وبعض الروايات ضعيفة السند
ورواية الأسد من ضمنها حيثُ رواها الشيخ الطريحي فقط في كتابه (المنتخب) وهي ليست مُتواترة
ثالثًا: تقول بعض الروايات أن الأسد هو الإمام علي.ع. حيثُ تمثل بهيئةِ أسد وجاء إلى واقعة الطف وهذا بعيد عن الصحة طبعًا لأن أهل البيت أسمى وأرفع وأجل وأكرم من أن
يتمثلون إلى هيئات( حيوانية) وحاشاهم. فكيف بالإمام علي وهو يتمثل اسدًا ولماذا لم يأتي الإمام علي بهيئته الآدمية مثلاً إلى كربلاء؟
أذًا حادثة الأسد ليست صحيحة بل رواية مرسلة مجعولة غُرست في الموروث الاجتماعي. حتى باتت ممارسات تُقام لحد يومنا هذا للأسف.
ولابد على خطباء المنبر التنويه والتركيز على هذه القضايا الحساسة كي يطلع الناس على الحقائق وتكون لديهم معرفة ودراية ببعض الدخيل من الطقوس والممارسات الخاطئة التي تُمارس. والسلام...
https://telegram.me/buratha