من خلال متابعاتي وقراءتي لثقافة بعض العلمانيين وجدتهم يطوعون الحقائق وفق امثلة افتراضية عوراء عرجاء حتى يثبت ما ترغب نفسه وليس عقله .شاهدنا اليوم الدكتور عبد الكريم سروش ايراني الجنسية ، سبق لنا وان كتبنا عن بعض شطحاته في كتابنا التطرف العلماني الا انني عثرت اليوم على مقالة للدكتور في غاية الغرابة والتشويش وبالرغم من ان السيد ابو الفضل ساجدي قد رد عليه في كتابه الدين والحداثة ولكنني احببت ان ارد بطريقتي والاشارة الى مخالفات الدكتور للواقع والعقل والمنطق .
اقف عند مفهوم غريب للدكتور وهو الاستغناء الممدوح والاستغناء المذموم واستعان بافتراض غريب ليؤكد ان الاستغناء عن الدين في هذا العصر استغناء ممدوح أي عدم الاستفادة من الدين اليوم ومثله الذي استعان به ان المريض والطبيب عندما يستغني احدهما عن الاخر يكون احد النوعين فالاستغناء الممدوح هو عندما يلتزم المريض ببرنامج صحي سليم فيحافظ على صحته فيستغني عن الطبيب وهذا الاستغناء هو الممدوح ، اما ان المريض لا يلتزم بالتعليمات الصحية ويمرض ويستغني عن الطبيب فهذا استغناء مذموم ، وهنا يقول ان الدين اليوم اصبح الاستغناء عنه استغناء ممدوح لانه ادى رسالته في زمن الانبياء وانتهى .
اقول بالنسبة للمثل الذي اعتمده الدكتور من اين له المريض ان يعلم بما هو الصحي وغير الصحي فاما من نصائح طبيب او قراءة كتب او متابعة برامج صحية وكلها اساسها القائمون على الطب وبمختلف اصنافهم وبهذا يستحيل ان يستغني الانسان وليس المريض عن الاخر ، واما عدم الرجوع الى الطبيب بالنسبة للمريض فجنابه يقول انه استغناء مذموم بل الحقيقة هي حماقة وغباء وليس استغناء وهذا المصطلح هو التلاعب بعقلية القارئ لتمهيد الطريق له كي يقتنع بالاستغناء عن الدين .
وهنا اجزم ان الاخ سروش وغيره من العلمانيين اصلا لا يعرفون تعريف الدين وما هي رسالة الدين ، نعم تختلف الرسالات بالنسبة للاديان وكل رسالة لها مبادئها ومعتقداتها وخاتمتها الرسالة الاسلامية أي الدين الاسلامي ، ولانهم أي العلمانيين يفهمون الدين خطا فتاتي افكارهم صحيحة وفق الفهم الخاطئ لهم .
التطور والعلم هو جزء من الدين الاسلامي وهذا الجزء يحث عليه الاسلام ولا يمنعه اما اذا كان هنالك من لا يفقه هذه الامور من المسلمين فالخلل بعقولهم وليس باسلامهم ، وهل يعلم الى هذا اليوم ان الكعب المعلى لعلماء الاسلام وفي كثير من المجالات ، وعلى سبيل المثال ان بريطانيا تاوي علماء عراقيين مسلمين اكثر من بقية العلماء في الدول الاسلامية وبالنتيجة الكل مسلمون ، وهؤلاء العلماء لم يستغنوا عن اسلامهم كما وان الاسلام لم يمنعهم من التطور العلمي بل تمسكهم بالاسلام زاد من علميتهم .
مشكلة الانسان هو التشريع السليم الذي يضمن له حقوقه ويعرفه بواجباته والتنفيذ لهذا التشريع بعدالة من قبل اشخاص نزيهين ، وكل القوانين الوضعية اثبت مشرعوها ان فيها ثغرات وقد ظلم الكثير من البشر بسبب ذلك ، اما الاسلام فانه اصلا يحقق العدالة للبشر وان حدث خطا فالخطا بتفكير المجتهد واغلب المجتهدين بعد تشريعهم لاي حكم يقول والله العالم وفي نفس الوقت يعبر عن اجتهاده ولا يلزم الاخرين به .
واما التطور الذي عليه الغرب فليبحث عن اسبابه الدكتور سروش اولا ، وثانيا وليعلم جيدا لو كفت بريطانيا وامريكا وغيرها من دول اصحاب الفكر الاستعماري من تدخلاتها بالشان الاسلامي فسيكون هنالك كلام اخر عن المسلمين
وانت يا جناب سروش الا تقتنع بالتطور العلمي لدولتك ايران ، الا ترى خصومة الصهاينة لها لانها بلغت درجات عليا من التطور العلمي ، الا يكفيك هذا للاستدلال على ان تخلف الدول الاسلامية بسبب حكامها العملاء للصهاينة وليس بسبب الاسلام .
https://telegram.me/buratha