المقالات

ابن المحافظة


الطائفية الجغرافية والمطعمة بالقومية ، ثقافة اخذت طريقها في وسط عقول ابناء العراق الواحد ومما زاد فيها شقة وفرقة هي الانتخابات والاعلام غير المهني ، وللاسف الشديد نقولها بحسرة ان نظرة المواطن الى ابن محافظته تختلف عن ابن بقية المحافظات ، ولا يستطيع ان يتجرا أي مسؤول سواء بالحكومة او بالمحافظة اعلان دمج محافظتين او ثلاث ، لان هذا الدمج سيلغي مناصب ويغلق بعض منافذ الفساد ، فالروحية العشائرية والقومية وحتى المذهبية لازالت متجذرة في بعض النفوس وهنالك من يلقي الزيت على نارها من خلال الاعلام غير المهني . 

ولا تستبعدوا حدوث صراع حتى يصل الى الحرب بين أي محافظتين يتم اكتشاف بئر نفط على الحدود بينهما ويكفيكم مشكلة كركوك والتي بسبب نفطها . 

حتى الوظائف وشراء العقارات اغلب المحافظات حددت المعاملة بابناء المحافظة واذا ما جاء شخص كاسب يطلب رزقه في محافظة اخرى فان نظرة هذه المحافظة له نظرة انتقاد ولا ابالغ ان قلت نظرة ( دونية) وحصلت الكثير من المفارقات بسبب هذه النظرة الضيقة بين ابناء البلد الواحد والمحافظات المتعددة . 

ان الدين الاسلامي لم يفرق بين ابناء العالم وليس ابناء البلد الواحد ونحن ندعي اسلامنا واعتناقنا لدين محمد فمن اين جاءت فكرة ابن المحافظة او ابن الولاية ، لماذا نمنح اسباب وسبل للتفرقة بين العراقيين تخدم القوى الشريرة التي تريد الشر لهذا البلد ؟ واذا كان هذا حالنا فكيف لا يكون تعاملنا مع غير العراقي تعامل متشنج بل وبمزاجية ففي بعض الاحيان تاخذ المذهبية طريقها لتفريق القومية ، لدرجة الاسف الشديد عندما نرى من يتعامل مع الوهابي والصهيوني تعامل اخوي بينما مع ابن بلدته وحتى ابن جيران بلدته تعامل سيء ويعزف على وتر القومية والعروبة والعربية وكلها لا تساوي عفطة عنز . 

البعض يمتدح طبيعة المجتمعات الاوربية وكيف انها لا تفرق بين مواطنيها بينما هو يفرق بين ابناء بلدته ، وكيف لا يلتفت الى تعامل هذه البلدان مع المسلمين المهاجرين والمهجرين الى بلاد الغرب فكم من جريمة واهانة تعرض لها المسلمين بل اصرت بعض الحكومات على اصدار قوانين بخلاف الدين الاسلامي غايتهم اضطهاد المسلمين وهم من يدعون حرية المعتقد . 

في احدى المحافظات وانا اتجول في اسواقها استاجر مواطن حمال ليحمل له حقائبه ، فجاء حمال ثاني ومن غير وجهة حق قال للحمال الاول انا من استاجرني الرجل ، فرد عليه بل انا ، فقال له بل اشر لي عن بعد وكنت في طريقي اليه وانت ظهرت فجاة ، وهنا جاء احد رجال الشرطة ليفض النزاع فتبين له ان الحمال الاول ومن لهجته انه ابن الجنوب وليس من محافظته فاهانه ورفس عربته وهدده بالحبس ، فما كان من المسكين الا الانسحاب خوفا على العربة لانه استاجرها من صاحب ساحة لاستئجار العربات . 

اذا كانت هذه الروحية متفشية بين نفوسنا فاننا لا نستطيع ان نعمر وطننا واما مسالة ابن الجنوب يقاتل في المحافظات الغربية فان هذه لها اسبابها لربما يتشعب الحديث ويساء الفهم وفي نفس الوقت لا يخلو العراق من عراقيين اصلاء ينظرون نظرة واحدة لابناء بلدهم بل البعض يكرمون الغريب اكثر من ابن محافظتهم ... والله من وراء القصد 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك