المقالات

متى تلغى إتفاقية الإطار مع أمريكا؟!

1536 2019-04-22

علي عبد سلمان

 

قال أحد المقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهومدير التحالف الأميركي الشرق الاوسطي توم حرب في تصريحات متلفزة، إن “هناك اصواتا عراقية تطالب برحيل القوات الأميركية من العراق”، مؤكدا أن “من حق العراقيين المطالبة برحيل القوات الأميركية”.

وأضاف حرب، أن “الانسحاب الأميركي من العراق ينبغي ان يتم عبر مجلس النواب العراقي والحكومة”، مشيرا إلى أن “ترامب سيسحب قواته من العراق اذا طُلب منه رسميا ذلك”.

تأتي هذه التصريحات مع عزم أكبر كتلتين في مجلس النواب؛ وهما تحالفا سائرون والفتح التصويت على قانون، يقضي باخراج كافة القوات الأجنبية من العراق؛ بداية الفصل التشريعي المقبل.

عقيب إحتلال الدواعش الأشرار في حزيران 2014، قرابة ثلث مساحة العراق، وحينما باتوا يطرقون أبواب بغداد، تشكل ما يسمى بالتحالف الدولي لمحاربة داعش، من قرابة ستين دولة، تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، البلد الذي كان يحتل العراق، والذي تربطه به معاهدة إطار ستراتيجي، أنهت الإحتلال في أواخر عام 2011، ونظمت العلاقة بين البلدين، خصوصا في الجوانب الأمنية، التي حتمت على الأمريكان، تجهيز وتدريب وتسليح القوات المسلحة العراقية..والى أن يقوى عودها، فإن هناك إلتزامات بشأن حماية العراق، يتحملها الجانب الأمريكي..

إتفاقية الإطار كما قيل وقت إبرامها، عقدت بين بلدين متكافئين سياديا، وقد بذل المفاوض العراقي جهودا مؤشرة، كي يصل الى صيغة تحفظ سيادة وكرامة العراقيين، ولو بحدها الأدنى المتعارف عليه دوليا.

عندما أبرمت الأتفاقية؛ عرضت هنا في العراق، على مجلس النواب وصادق عليها، لكن الطرف المقابل، أكتفى بتوقيع الرئيس الأمريكي أوباما، دون أن يجري عرضها على الكونكرس الأمريكي!

لقد كانت هذه هي بداية تملص الأمريكان، من إلتزاماتهم تجاه العراق، لأن الأتفاقات التي يبرمها رئيس أمريكا، دون عرضها على المشرعين في بلادده، لا تكون ملزمة للدولة الأمريكية، بنفس القدر؛ فيما لو صادق عليها مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين..

لقد ألزم الساسة العراقيون أنفسهم، بموجب هذه الأتفاقية، بما لم يلتزم به الأمريكان، وبقي الجزء الأمني من الأتفاقية مشوشا ومعطلا، فقد ماطل الطرف المقابل بتسليح الجيش العراقي، وما تم تجهيزه لم يكن يتعدى، البنادق التي تباع علنا، في محلات تجارة الأسلحة الشخصية، في معظم الولايات الأمريكية، حيث بإمكان اي بالغ أمريكي، أن يقتني بنادق جي سي وأم 16 وذخيرتها!

الطائرات الـ أف 16 التي قبلوا بيعها لنا، هي أشبه ما تكون بالطائرات الإستعراضية، بعد أن خلعوا منها أنيابها، ومعظم تجهيزاتها الدقيقة..ومع ذلك ماطلوا بتسليمها حتى بعد أن وقع ثلث أرض العراق بيد الدواعش، برغم أننا دفعنا ثمنها عدا ونقدا، وبسعر أعلى مما بيعت به الى مصر والسعودية وإسرائيل!

إن التسويف والمماطلة؛ منهج أمريكي معروف، وكان على القيادة العراقية، أن تضع العقلية الأمريكية في حسابها، ولا تنساق وراء سراب الأمريكان.

إننا الآن بالحقيقة؛ أمام نقطة مفصلية من حياتنا كشعب، وما لم نتعامل مع الوقت بعقل، فإننا سنخسر صفحة مهمة، من صفحات معركتنا مع الإرهاب الداعشي.

 في نهاية المطاف لا يمكن لنا أن ننتصر، إلا بعد أن نتخلص؛ من عبيء العلاقة مع الأمريكان وتحالفهم المشبوه، الذي يضم فيما يضم السعودية العدو العلني؛الذي يكن ضدنا حقدا طائفيا ليس له مدى!

الوقت قد حان؛ لأن يتخذ المشرعين العراقيين قرارا جريئا، بإلغاء المعاهدات والأتفاقات مع الأمريكان، العلني منها والسري، فالتحالف الدولي لمحاربة داعش، كذبة أمريكية كبيرة، بلعها ساستنا، برغبتهم وبكامل قواهم العقلية!

اليوم يقوم الأمريكان بعمليات تدريب وتسليح في قاعدة عين الأسد، ليس للقوات العراقية كما هو مثبت في الأتفاقية سيئة الصيت معهم، بل هم يدربون قوة عسكرية منتقاة من الدواعش الهاربين من سوريا، وسيكون هؤلاء المنتج الأمريكي الجديد، بعدما سبق لهم وأن أنتجوا داعش ذاتها!

....................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك