المقالات

الخطط ( أ،ب،ج) لما بعد 9/4/2003..!

1472 2019-04-07

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

بعد غد؛ أي في التاسع من نيسان، نكون قد دخلنا في العام السابع عشر، من أعوام صفحة جديدة في حياة العراقيين، الممتدة من فجر الخليقة؛ الى حيث يأذن الله تعالى بقيام الساعة..

فضيلة الأعوام الستة عشر المنصرمة؛ أنها كانت بلا كابوس صدام ونظامه، الذي أزاحته دماء الشهداء الأبرار، وفي مقدمتهم المفكر العظيم السيد محمد باقر الصدر، وشقيقته العلوية بنت الهدى..

لكن الحصيلة أن سنوات ما بعد صدام، لم تبن نظاما للحكم يفي دمائنا حقها، وكل ما استطعنا تشييده من عمران الدولة الجديدة، لا يعدو إلا أن يكون سلطة حاكمة وليس نظام حكم، والفرق كبير جدا بين السلطة والنظام!

لقد بنينا "سلطة" قائمة على قاعدة؛ أن يكون لجميع الذين يطمحون بالحكم، موطيء قدم في بناءات الدولة وتفاصيلها، لكننا وبعد هذه الستة عشر عاما؛ أصبحنا على يقين أن هذا الأسلوب في بناء الدولة، والقائم بشكل واضح، على  الصفقات السياسية لا يمكن أن يبني دولة.

لكننا ويا لخيبتنا؛ أحتجنا للوصول إلى هذا اليقين؛ أن نعبر أنهارا من الدماء، ومفازات من الآلام والخيبات، وبسبب تلك الصفقات؛ بنينا جبالا من المشكلات والهموم المضافة، باتت هي اليوم واقع معقد، في وطننا المعقد بتعقيد تكوينه.

خلال هذه السنوات الستة عشر؛ ونتيجة لأشتراطات الصفقات السياسية، وبدفع من جهات خارجية، وبتنفيذ لاعبين محليين، معظمهم من بقايا النظام السابق، أو الذين رضعوا من أثداءه، وعاشوا في أفياءه، فتثقفوا بثقافته الإزدرائية الإقصائية الشمولية، جرى بشكل حثيث؛ العمل على إزاحة القوى التي قارعت نظام صدام، وأوصلتنا الى عرق بدون هذا النظام الدموي.

لقد نجحت بالحقيقة عملية الإزاحة نجاحا كبيرا، وكانت الخطة "ألف"؛ تتمثل بمشروع "الإزاحة الجيلية"، حيث أستطاع أصحاب هذا المشروع، النفاذ الى قلب القوى التي قارعت نظام صدام، وكان الهدف إستبدال الجيل الذي قارع نظام صدام، بجيل مدجن بالصدامية محملا بأفكارها!

من لم تنفع معه خطة "الإزاحة الجيلية"؛ من القوى التي أشرنا اليها، مورست معهم الخطة باء، والمتمثلة بإفسادهم وإغراقهم بالشبهات وملذات الدنيا، ليسقطوا بالنهاية في عيون جماهيرهم، ويتحولون الى أسم فقد ظلاله، كما حصل مع حزب الدعوة الإسلامية، أعرق تنظيم سياسي إسلامي عراقي نشأ وتأسس، في أجواء العقيدة الثورية؛ التي أطلقها الشهيد محمد باقر الصدر"رض".

من لم تنفع معهم الخطتين ألف وباء، تم إغراقهم بالخطة "جيم" اي بالمناورات السياسية، فبدلا من أن يكون اللعب نظيفا، كما هو في لعبة كرة القدم، صارت لعبتنا السياسية؛ نموذجا من الألعاب الخشنة أو القذرة، وبدل العودة إلى الحياة الطبيعية، وتضميد جراحات الماضي، نشهد وبشكل مستمر مناورات سياسية، تقوم بها هذه الكتلة السياسية أو تلك، مرة يثيرون الغبار هنا، ومرة يختلقون زوبعة هناك، وثالثة يصطنعون عاصفة بإتجاه معاكس للريح السائدة، وهكذا يضيع علينا هدف بناء دولة!

على الأرض ثمة قوى سياسية؛ كانت قد قارعت النظام السابق، ولديها تصور شبه متكامل عن الدولة التي يجب بناؤها، وهؤلاء لم يقارعوا ذلك النظام؛ من أجل الحرية أو الديمقراطية فقط، وإنما قاتلوه من أجل نموذج في الحكم.

كلام قبل السلام: جميع الخطط الثلاث الآنفة؛ كانت أمريكية التخطيط والمحتوى والأدوات والتنفيذ..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك