أي بمعنى أعطونا مجال اي وقت ، وهذا المصطلح من الاقاويل الشعبية العراقية عندما تحدث حالة ما ويراد لها معالجتها وهناك من يريد حلها بصورة سريعة ومستعجلة ، فأن أهل الخير يطالبون ويقولون ( أعطونا .. فنتج ) .
يبدو أن الكتل السياسية والأحزاب والتيارات السياسية وحتى بعض شرائح من المجتمع العراقي تريد حلا لجميع المشاكل التي يعاني منها الشعب من قبل حكومة عبدالمهدي التي مضى عليها 100 يوم ، وكأنما عند عبدالمهدي عصا موسى ويقول للشيء كن فيكون ..
أن حكومة عبدالمهدي لم تكتمل كابينتها الوزارية حيث يوجد نقص أربع وزارات سيادية وهي ( الدفاع – الداخلية – العدل – التربية ) وتلك الوزارات لها مساس فعلي بحاجات الشعب ، وان الكتل السياسية تريد ان يتحقق كل شيء بتلك الفترة القصيرة والعسيرة على الحكومة التي ولدت من فعل التناقضات وتفضيل البعض مصالحه الحزبية ومنافعه الشخصية على مصالح ومنافع الشعب ..
لقد ورثت حكومة عبدالمهدي ماضي ثقيل في جميع مفاصل الدولة العراقية وأولها الفساد المستشري في أروقة المؤسسات الحكومية على الرغم من وجود جهات رقابية ولكنها لا يوجد لها تأثير في تقليل الفساد ، مما حدا بالحكومة ان تؤسس المجلس الاعلى للفساد
وهو تشكيل يضاف إلى سلسلة تشكيلات ولجان وهيئات سابقة شكلت لهذا الغرض، مثل هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية ولجنة النزاهة بأمانة مجلس الوزراء، ومكاتب المفتشين العامّين في ألوزارات وعددهم حتى الآن 41 مكتباً بصلاحيات واسعة. وعلى الرغم من أن المجلس لم يعمل للآن إلا ان بعض الاصوات تعارض تأسيسه ، ونقول من يعارض تأسيسه الا اصحاب الفساد لكي لا تنكشف عوارات فسادهم ..
ان معانات الشعب كثيرة لا يمكن ان تحل من خلال 100 يوم ولكن هناك اوليات في عمل الحكومة في تقديم الخدمات الى الشعب اذا تعاون معها مجلس النواب وأصدر قرارات تصب كلها لصالح خدمة الشعب وليس لصالح أحزابهم ومنافعهم الشخصية كما لا حظنا في الدورات السابقة ..
قد ينظر المواطن ان فتح طرق بغداد المغلقة منذ عام 2003 ومنها المنطقة الخضراء امور لا تهمه ، نقول تهم المواطن اهتماما كبيرا بحيث انكسر الحاجز بين المسؤول المحصن وبين عامة الشعب ، وهذا الفعل له دلائل كبيرة وتحسب نقطة لحكومة عبدالمهدي ..
ومن المنجزات على الصعيد الداخلي تليين العلاقة بين بغداد واربيل بعد ان كانت متوتر ووصلت الى حد التقاتل ، حيث تم التوصل لاتفاق نفطي سمح بإعادة التصدير النفط عبر أنبوب الإقليم إلى ميناء جيهان التركي بعد ان كانت أربيل تفعل ما تشاء دون ان يكون لها رادع ..
ونجحت حكومة عبدالمهدي الى اعتماد نظام داخلي لأول مرة لمجلس الوزراء بعد ان كان مجلس الوزراء يفتقد الى ذلك طيلة فترات الحكومات السابقة.
ان الحكومة جاد في تقليل مؤشر الفقر والبطالة في العراق وكذلك جادة في تقديم الخدمات الاساسية في جميع المدن العراقية وخاصة المحررة منها اذا كانت هناك حكومات محلية نظيفة تعمل لصالح المواطن بعيدة عن الاحزاب والتيارات السياسية .
نقول كما يقولون أهل الخير في حل المشاكل ( أعطوها .. فنتج ) للحكومة عسى ان تنهض بهذا البلد وتحل ما تستطيع حله من المعاناة لان رئيس الوزراء عبدالمهدي شخصية اقتصادية همه الاول تحسين والارتقاء بالاقتصاد العراقي الريعي ..
الكاتب والاعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha