لقد انتهت ولاية العبادي على مدى اربع سنوات الماضية قضاها على الشعب العراقي بوعود كاذبة لم تتحقق على ارض الواقع ..
فكل ما يشتد عليه الوطيس تراه يظهر على الاعلام بأننا سوف نحقق ونحقق وقد استخدم كلمة ( سوف ) وعندما نحصي استخدامه لتلك الكلمة نجدها فاقة عدد ايام حكمه والظاهر ان تلك الكلمة قد سوفت امور العراق وأصبح على حالة من التردي في كل المجالات .
وفي نهاية حكم العبادي اصبح الوضع عليه صعب لدرجة ترك ( سوف ) وأطلق كثير من القرارات ولكل محافظة مجموعة من القرارات نتيجة الضغط الجماهيري والتظاهرات والاعتصام المستمرة تلبية لمطالب تلك الجماهير ، فعرف ان استخدام ( سوف ) سيدفع به خارج الحلبة ولذلك عليه ان يستخدم نوع جديد من أجل التهدئة للغضب الجماهير استخدم ( التخدير ) بحجم القرارات التي تحصل عليها كل محافظة منتفضة دون ان ترى تلك القرارات تطبيق على ارض الواقع ولم يجد لها غطاء مالي ..
ان اطلاق التعيينات بهذا العدد في كل محافظة وضع كثير من الاسئلة من قبل المواطن العراقي .. لماذا لم يطلقها قبل التظاهرات الشعبية ؟ ولماذا أطلقها بعد التظاهرات الشعبية ؟!!
ان اطلاق الدرجات الوظيفية بهذا العدد ليس رحمة لوالديه وإنما هو استحقاق الشباب العاطل عن العمل وما تمليه عليه القوانين المعمول بها من درجات الحذف والاستحداث ، ولكن تلك الدرجات بحاجة الى غطاء مالي وهذا الغطاء غير متوفر في الوقت بحاجة الى تشريعات من قبل مجلس النواب ، ومجلس النواب انتهت صلاحيته وننتظر مجلس النواب القادم اذا عقد جلساته .. متى ؟ الله أعلم ..
أن زرق ابرة التخدير للشعب الغاضب من جراء السياسات الفاشلة من قبل الحكومة الحالية والحكومات السابقة التي أدت الى تفشي الفساد في كل اركان الدولة العراقية ولم يبقى اي ركن سالم لا الشمالي ولا الجنوبي وبدا الشعب يهتف ( شلع قلع كلهم حراميه ) ، لذلك اتخذ العبادي سلسلة من القرارات منها اطلاق التعينات عسى منه ان يمتص غض الجماهير ويخدرهم لحين ان تشكل الحكومة القادمة ، وهذا ما يعمل به ألآن لكي يستمر في بقاءه ويبعده عن شوشرة الجماهير الغاضبة التي تطالب بإقالة الفاسدين ومحاسبتهم وهو هدفهم الرئيسي ولكن العبادي يطلق التخدير بين الحين والأخر عسى أن يدفع عنه الثورة الشعبية العارمة .
أن الايام القادمة سوف تشهد انتهاء التخدير قبل ان تشكل الحكومة القادمة وبهذا سيصبح العبادي في ( حلك المدفع ) وقد يؤدي به الى خارج السلطة بسبب السياسة التي يتبعها اتجاه الجماهير الغاضبة لأنها لن تؤدي الى نتيجة بإقالة الفاسدين ومحاسبتهم بل بسبب سكوته عليهم وبقائهم في مناصبهم ..وسوف يستيقظ الشعب من التخدير ويجد أمامه نفس الوجوه الكالحة التي دمرت بلاده ، وهنا سيكون الحساب لهم على كل ما عملوه بهذا الشعب ..
الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha