لايمتلك شيعة الله ورسوله واهم اعمدتهم ايران الاسلامية اليوم الا هذه القوة المسددة والراسخة في صمودها كانت حلم الصدور الباقرة للعلم والفضيلة زرعت في الاحرار قيم الثورة التي اسسها وانطلق بها القائد العظيم الراحل بجسده والباقي بروح ثورته التي انتصرت وبقيت حتى الان باعجاز الاهي يؤكد قوته البقاء وتصاعد الاقتدار مع تكالب كل القوى المتغطرسة لاركاعها واذلال قادتها وكل الاحرار المنتمين الى مدرستها العقائدية الفذة واعادتها الى حيث كانت قبل ان تطئ اقدام الطهر الخميني بلاد افسدها طاغية عصره .
قيل فيها الكثير ولكني هنا اود ان اسبر اغوار زاوية حيرت الكثيرون وفي خضم الحيرة يتسائل سائل لماذا فلسطين ومنذ الساعات الاولى كانت في صدارة الاولويات التي تبنتها ثورة الامام الراحل روح الله السيد الخميني قدس سره ؟
بحثت في هذا الامر كثيرا وتسائلت مع من تسائل لم امتلك الاجابة في البداية واحتجت الى وقت طويل لاكتشف السر وخصوصا وان الثبات على هذه الاولوية دفعت الجمهورية الاسلامية ثمنها غاليا ولكن الاغلى من كل ذلك هو بقاء الثورة كعقيدة ودولة من اهم الاولويات المصاحبة عبر تعزيز قدراتها في كل المجالات لا استثني مجال علمي او سياسي او اجتماعي او صناعي او عسكري وحتى الاقتصادي رغم الحصار المتواصل والتضييق الا ان مايحسب لها استقلال هذه البلاد جعل من خيراتها رهن يد ابنائها الامناء في الوقت الذي كانت اموال وخيرات الخليج تذهب الى بنوك الولايات المتحدة الامريكية واوربا عمرت تلك البلدان بها ورمي للحكام كلاب الحراسة لحدود تل ابيب الفتات يقتاتون منه بذل وركوع .
هناك امر مهم لابد من الاشارة اليه وهو ان الشعب الفلسطيني الذي خصص الامام الراحل سفارة اسرائيل سفارة له وفتح باب الدعم للقضية على مصراعيها وخاطب عرفات وقتها بان كل ما في الثورة هو رهن اشارة فلسطين ومقدساتها ولكن كان الشعب الفلسطيني باغلبه الا القلة القليلة جدا وقف مع الطاغية صدام الذي فتح بدعم الخليج والامريكان والغرب والشرق ابواب الحرب وجحيمها ضد هذه الجمهورية الاسلامية الفتية وقتذاك ومع ذلك ثبتت قيادة ايران الاسلامية على مبدأ ان فلسطين بوصلة الاحرار ونقطة بعيدة نعم ولكنها هدف استراتيجي امام عين القائد الثائر العلوي الحسيني العرفاني لايتحرك اعتباطا ولاترفا او بنزوة وانفعال انما بدراية قد لاتفهمها وتدرك ماهيتها بعض العقول السطحية .
اغلب الشعب الفلسطيني وحتى حماس التي تتلقى الدعم وصواريخ الردع من ايران يمجدون الطاغية صدام العدو الاقذر والمدعوم من قبل امريكا حليفة اسرائيل حتى الساعة واقيمت سرادق العزاء على روحه الملعونة في غزة والضفة وحتى في داخل الكيان المحتل من قبل فلسطينيوا الـ 48 ولكن بقيت ايران متمسكة بتحرير هذه الارض من الغاصب حتى وان انقلب كل الشعب الفلسطيني ضد الجمهورية الاسلامية وفعلتها حماس كان خالد مشعل يقطن بحماية دمشق وايران ودعمهما المفتوح وما ان انقلب الاعراب على القيادة السورية انقلب معهم وانقلبت كل حماس مع الاخواني مرسي في مصر على سوريا وايران وحزب الله اقوى محور اعانهم وهو المنتصر لا لشئ الا لانها في تحالف طويل واستراتيجي مع ايران الاسلامية وهي القيادة والدولة الوحيدة التي ثبتت في الاخلاص لهذه العلاقة واثبت التاريخ صحة الرؤية بعيدة المدى التي حكمت قرار القيادة السورية منذ عهد الراحل حافظ الاسد وتلك العقيدة اورثها لخلفه الرئيس بشار الاسد .
سيستمر التساؤل ولماذا اذن يبقى هذا الدعم الايراني ومعه حزب الله لحماس والشعب الفلسطيني في وقت تخلت كل الامة العربية والاسلامية عن القضية ..؟
للاجابة على هذا السؤال ولمعرفتي العميقة بكينونة العقيدة التي تؤمن بها هذه القيادة التي ورثت اعظم ثورة في التاريخ الحديث يقود الامانة الان الامام القائد السيد الخامنئي حفظه الله استطيع القول ان هناك ثابتين يكمل بعضهما الاخر .
الثابت الاول هو العقيدة والثبات على المبادئ والقيم الاسلامية والانسانية لان الثورة ماقامت الا من اجل المتسضعفين في الارض ولايمكن لها ان تفرط بهذه المبادئ منها نصرة الشعوب المستضعفة والمقهورة خصوصا الاسلامية وتلك رسالة الاسلام الحق مذ نزل على صدر جد القائدين السيد الخميني والسيد الخامنئي محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله و تمكن الشعب الايراني من الحصول على حقه في الحرية والاستقلال وحرية العقيدة والخلاص من ربقة السيطرة الصهيوامريكية على ايران والمنطقة وكان الامام الراحل يعلم انه لايحارب الشاه المنهار منتهي الصلاحية بل كان في حرب مع اسياده في واشنطن الجسد وقلبها المسموم تل ابيب وهذا الجسد والقلب لديهم من القوة والغطرسة الكثير ولكن لديهم نقطة ضعف استطاع سيد العرفان تشخيصها منذ الساعات الاولى للتفكير بثورته ولان العدو كبير الحجم لديه كامل المساحة للحركة والحصار والايذاء والمناورة فهو اذن يستطيع ايذاء ايران الاسلامية وشعبها وكل من يؤمن بعقيدتها الاسلامية الحقة في المنطقة وحول العالم فكان قراره البحث عن كيفية ايجاد قوة الردع المناسبة فكان القرار بان فلسطين هي وجع الصهاينة سيطروا على اراضي الجوار لابعاد الخطر عن القلب وابتزاز العرب ومقايضتهم بالاجزاء المحتلة مقابل سلام مذل وقرأ الامام الراحل مخططهم فتحرك بانطلاقة مباغتة واوقف العدو عند حد من حدوده لم يمنحه فرصة ابتزاز لبنان وجنوبه العلوي الحسيني فكان قرار قيام حزب الله من رحم الانتصار الثوري ليكون النسخة الثورية والتجربة الاوضح خارج جغرافية ايران الاسلامية ليحقق الانتصار بعنفوان يكاد يشابه مافعلته الثورة بقيادة الامام الراحل بل كان ذلك بدقة متناهية وتسديد الاهي ملحوظ .
الجنبة الاخرى اوالثابت الثاني هي الحنكة القيادية والرؤية والادارة الاستراتيجية للمعركة الكونية بقيادة فذة هي التي ارست اسس هذا الكيان المحمدي الراسخ في ايمانه وفروعه مترامية الاطراف ما تاسس الا بنوايا خالصة لله وحده والذي مزج بين الثبات على العقيدة " فلسطين واقصاها وقدسها خط اسلامي احمر" وبين ترسيخ آلية القدرة على ايجاع العدو في اخطر واهم مواجعه وحيث تقع نقطة ضعفه وما اكد هذه الرؤية الجيوسياسيعسكرية الاستراتيجية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى انتصار حزب الله نتاج الثورة الخارجي الاول حيث وبذات المدرسة والايمان تم اركاع الصهاينة بعد وقوعهم في فخ العقيدة المنصوب لهم بدراية عرفانية لايفقه فحواها الا الراسخون بالايمان والعقيدة ودهاقنة الصهيونية ايضا .
الثابت المؤكد لدى الامام القائد الراحل ومن استلم من بعد القيادة والثورة بكل اسرارها العرفانية وغير ذلك ان الادوات التي في هذه الساحة والاقليم لاقيمة لهم مطلقا وان سيدهم مستعد للتفريط بهم وبارخص الاثمان ولايبكي عليهم ان رحلوا لديه البدلاء من الخونة يملئون المكان والساحة ولكن هناك العدو الاخطر وهو اللاعب الاقذر بيده كل خيوط اللعبة جسده امريكا وقوتها وترسانتها وقلبه تل ابيب قكان القرار المحمدي بمحاصرة وتطويق وتهديد القلب والوصول قربه ونكزه في اي ساعة الامر الكفيل بشل الجسد والسيطرة عليه وهذا ما كان وسيبقى حتى يأذن الله بالنصر الناجز .
هذه الحكمة من اصرار الراحل على ان فلسطين هي مفتاح الانتصار الاكبر يتجسد في مايحصل الان من رعب الاعداء من اقتدار ايران وحلفائها خصوصا حزب الله الغالبون يثبت مارميت اليه من ان ايران ارادت مع تثبيت العقيدة بشرعية تحرير الارض الاسلامية تثبيت قوة الردع وامكانية نقل المعركة الى حيث القلب اخطر ما يخشاه اعداء الثورة منذ انطلاقتها وتجسد ذلك الرعب الرادع ماديا قبل اشهر حينما انطلقت الصواريخ الحيدرية الايرانية باتجاه الاراضي المحتلة من داخل الاراضي السورية ردا على اعتداء "التي فور" فكانت ليلة ليلاء ارعبت فرائص تل ابيب التي ضجت بالتوسل بروسيا لوقف احتمالات تطور الموقف للاسوء وهذه خمسين صاروخ كاتيوشا فعلت مافعلت فكيف لو انطلقت مئات الاف الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى لتدك الارض المحتلة وكل صهيوني يحتلها لا بل كيف اذا تحرك جند الله الغالبون لتحرير الجليل الاعلى الخطة الجاهزة للتنفيذ بشوق وفي اي وقت تامر به القيادة الحسينية في ضاحية المجد والصمود..؟!
اعود لايران الثورة وقد واصل الوارث للقيادة والحكمة الدرب وفوحان عطر الانتصار يشم في كل مكان فيه مستضعفون ولهذا ايضا يهتف انصار الله في اليمن الموت لامريكا والموت لاسرائيل متجاوزين العبيد بني سعود وكان لاوجود لهم وهم كذلك فالعبيد لايحسب حسابهم في موازين المواجهة الكبرى فهم بحكمتهم وايمانهم اليماني العلوي الحسيني تعلموا هذا الدرس العظيم من القائد والمعلم الذي وضع اهم واعظم نواة لدولة اسلامية في العصر الحديث .
الخلاصة ان ايران الاسلامية مزجت بين العقيدة والحكمة والدراية والادارة والتخطيط الاستراتيجي المتدرج في وصوله للهدف وان كانت المعوقات لاتتحملها الجبال والصم الصياخيد ولكن كما يقال من صبر ظفر ومن يصبر على انجاز السجادة الكاشانية سنوات وسنوات يستطيع ان يصبر على الوصول الى النصر بقوة الارادة والعقلية المؤمنة المتفتحة العرفانية الفذة ولهذا تصر تل ابيب على اركاع وانهاء قلب الاسلام المحمدي يعلم دهاقنة الصهيويهود انهم امام ورثة العقيدة والشجاعة المحمدية العلوية الحسنية الحسينية الفاطمية يسعون الى ضرب القلب المعادي ايضا وكان الامام الراحل سبقهم باشواط فوصل بجنده وقائدهم نصر الله الى قرب شرايين قلبهم المريض الخائف المرتجف يحيطوه بهالة من القوة الكاذبة استطاعت ثلة من جند الله الشجعان ان تحرق ماحوله وسط ذهول لا لايطاق وجعه .
في العراق كان لنا عدو نتن قذر يتربص فكان للتجربة ان تستنسخ وها هي النسخة العراقية من الثورة تولد من رحم نلك المدرسة الحسينية الاولى والمدرسة الثورية التي ارست قيادة ايران الاسلامية اعمدتها المعاصرة فكان تمرينها الحي الاول المناورة الحيدرية الحسينية المنتصرة بثبات وعنفوان والتي اركعت اقذر نتاج صهيوهابي تكفيري اسمه داعش ولم تكن هذه التسمية الا غطاء لاداة من ادوات اركاع المشروع الاكبر اجد من الضرورة المحافظة عليه ومده بالقوة التي لاتحدها حدود حماية طهران وثورتها فقط بل كل مكان فيه احرار تواقون للحياة الحرة الكريمة .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha