يبدو ان عبود لا يتعظ من تجارب الاخرين ، ولم يأخذ الحكمة من أفواه الشعب العراقي ، ولم ينم على ظهره لاسترجاع ذكرياته ، ولم يلتفت الى حوليه ليرى كيف كانوا بالأمس واليوم أصبحوا تحت التراب .
ولك ( عبود ) الناس للناس من حضر ومن بدو وأنت لا مع الحضر ولا مع البدو تلعب على الحبلين ، تبحث عن الرئاسة لتحقيق منافعك الشخصية بعيدا عن مصالح ومنافع الشعب العامة .
ولك ( عبود ) الزمن يعيد نفسه كما يقال ، فأنت بالأمس كنت بعيدا عن المنصب واليوم في المنصب ، الظروف هي التي جاءت بك ، وأعتقد نفس الظروف سوف تبعدك عن المنصب ، فاعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا .
ولك ( عبود ) من رام وصل الشمس حاك خيوطها ، وأنت قيضت الاربع سنوات بكلمة ( سوف ) و( سوف ) الى ان سافت كل الامور وأصبحت التظاهرات تدق عرشك الكارتوني ، والشعب لم يقبض اي شيء ، فقط حالات التقشف والاستقطاعات ، وجعلت الدولة مثل التي علتها في ( ..... ) .
ولك (عبود ) من التجارب يتعلم الاخرون ، وأنت لم تتعلم ولا طَكَه ، فقد مرت الايام والسنين ولن تتعلم كيف تكون قائد شجاع كفء ، لذا المرجعية الدينية شخصت ذلك ، وقالت نريد رئيس الوزراء القادم رجل كفء شجاع .. اشرب مقوي للشجاعة عسى ان تكون شجاع وتبرز عضلات على المتظاهرين وتضربهم بالدبابات والمدافع كما فعل قبلك الديكتاتوري الملعون .
ولك ( عبود ) ما بني على باطل فهو باطل .. وأنت تعرف جيد ذلك ، فالانتخابات البرلمانية لعام 2018 باطلة لان المفوضية المستقلة للانتخابات بنيت على المحاصصة الحزبية ، وان نسبة المشاركة بالانتخابات لم تتجاوز 20% مسجل على مستوى العالم وهذا يدلل على عزوف الشعب عن المشاركة في انتخابات وأنك تعرف جيدا ستزور وبالفعل اصاب الانتخابات الكثير من التزوير والى الآن لم تحسم النتائج ، وأنت لم تحرك ساكنا على الرغم من انتهاء اعمال مجلس النواب ، وأصبح البيت لمطيره طير به فرد طيره ، أعلن حكومة طوارئ ، ووقف العمل بالدستور الذي اصبح مشكلة العراق الكبرى ، وحل مجالس المحافظات والبلديات ، وعين محافظين جدد قادرين على أدارة دفة الحكم ، وأصدر قرارات فورية تقضي على الفاسدين وبذلك يكون الشعب معك ويسجلك التاريخ من أوسع ابوابه ..
ولك ( عبود ) الحديث يطول وياك ، وأنا اعرفك ليس وراءك نهضت لهذا البلد ، لأنك انسان مسير وليس مخير ، اتركها للآخرين بعد ان قالت المرجعية الدينية كلمتها بهذا الخصوص .
ولك ( عبود ) ضيعت الصفرة والحمرة من عندك ، وما تعرف ماذا تعمل ، فالوضع العراقي حرج الى حد الانهيار ، فأن أنهار الوضع فتصبح على ما فعلت من النادمين ، شد حيلك يالله وكوم ، فأن الشعب يرحب بأي قرار يصدر منك يكون باتجاه الفاسدين والفاشلين فترى الشعب يصفق لك .. فلا تتهاون بذلك ويقشمرك حوليك ، فهم اليوم بجانبك وتجدهم غدا بجانب غيرك .. اضرب بقوة يا ( عبود ) قبل أن تضرب ..
الكاتب والاعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha