لو تلاحظون اننا كعرب ومسلمون عموما وكعراقيون في الغالب الاعم نجتر من التاريخ آلامه والفتن ونعيد تدويرها وكاننا نستنسخها تجربة طبق الاصل لنعيد الكرة مرة واخرى ونسينا البحث في بطون التاريخ عن كيفية العيش المشترك وقتذاك وماهية الصناعة والزراعة والادارة والتجارة والادب والعلوم والطب وووو لنرسخ في اذهان الاجيال المعاصرة ان هناك ثمة حياة وخير وتجارب رائعة يجب ان نعمل على تنميتها عبر التثقيف عليها واعادة دراستها وترسيخها في الاذهان لتكون مصدرا للخير والعطاء بدل البغض والشحناء .
ليتنا نقسم التاريخ كل 500 عام كحقبة تاريخية وعند التثقيف والتدريس نطرح منها الحروب والفتن وافعال الطغاة ونهتم بالخير والعطاء الذي كان في تلك الحقب ونخصص لدراستها واعادة التذكير بها 95% من اهتماماتنا ودراساتنا وحتى عملية ادخالها في المناهج وترك ماجرى من ويلات وحروب عبرة لمن يعتبر من خلال طرح النتائج الكارثية التي اوصلت المجتمعات اليها كتحذير لا كتدوير وانتاجها من جديد .
عدونا يريد لنا ان نستمر ندور في دوامة القتل والفتن والحروب والشحن ونعم نحتاج الى قوة تحمي البلاد والعباد ولتلك الجنبة خصوصيتها على الدولة والباحثون ايلائها الاهتمام المناسب ولكن من المهم الخروج من الفتن ماظهر منها وما بطن واهم تلك الفتن محاسبة الحاضر بجريرة الماضي قبل ان يبادر الاخر لتطبيق النظرية الظالمة على الآخر في وقت بعيد جدا عن تلك الحقبة المريرة.
كنموذج عراقي لم يقل لي ابي او امي ولا علمائي او اساتذتي ومن هم حولي حينما ربوني ان احقد على او ابغض الآخر لانه على غير عقيدتي وديني بل وجدت في بطون عقيدتي الرحمة والكرم والعطاء والتضحية والخير واعانة المظلوم ونصرته وما وجدت من الشدة الا استخدامها في حالة واحدة وهي الدفاع عن النفس وقبلها الدفع بالتي هي احسن ليتحول الذي بيني وبينه عداوة كانه ولي حميم فلم لايخرج الاخر ويقول لي ماذا علمه من ربوه لنصل الى اتفاق كحل وسط نتخذه منهج حياة وادارة مجتمعات ودولة وامة ونتفق ان نلقن كل خارج عن الاتفاق الدرس المستحق وبضربة مشتركة .
بعيدا عن الدين والعقيدة لا اطالب الاخر بالايمان بايماني وعقيدتي وفقط لو توحدنا في اتخاذ قرار ان نكون انسانيون نتذكر من الماضي خيره وننبذ شره ونتسامح ولايحمل بعضنا وزر جرائم الماضي للاخر الا من طبقها واعاد تدويرها لكنا في قمة القمم علوا ورفعة .
وللتذكير حتى فتن التاريخ كان فيها ثمة ظالم ومظلوم واضحين المعالم , لاتخطيهما العين الباحثة عن الحق والحقيقة ولكن لاذنب للحاضر بتلك الفتن العمياء اقترفها الماضون وانتهوا الى انهم الان بين يدي القاضي العادل ويكون الذنب والجريمة واضحة لدى الحاضر حينما يستنسخ ابناء اليوم فساد التجربة التاريخية ومراراتها رغم وجود العبرة والنتائج الكارثية بكل حذافيرها ويعيد كرة الظلم فينتج عند ذاك من يدافع عن نفسه وقومه وهذا هو مايحصل الان وكمثال تحكم الطغاة الحكام الفاسدين الجائرين برقاب العباد لحصاب مصالحهم الظالمة ولكن المؤلم اننا نعيش الحاضر بدموية واحتراب وتركنا البحث عن الظالم الحقيقي وتركنا في ذات الوقت البناء والعلم والادب وصناعة حضارة تليق بالانسان رغم امتلاكنا اعظم نظرية في التاريخ فاصبحنا كمن يدخل اعظم ثرامة لحوم وعظام وعقول برجليه وارادته وقراره .
يبقى سؤال مهم وهو من يتحمل من ابناء جلدتنا مايجري علينا ومن بيده التغيير ولايغيير ..؟
تابعوني على التلغرام
https://t.me/alyassiriyahmed
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha