المقالات

لمن يطلب من المرجعية تسمية الفاسد باسمه وعنوانه


قبل طرح الموضوع والاجابة اضع قبل ذلك تعريفا لمفهوم المرجع واؤكد هنا ان ما اطرحه هو رأيي وفهمي القاصر الخاص ..

المرجع هو عالم مجتهد يتولى أمور المؤمنين ويتصدى لرعاية مصالحهم الدينية والدنيوية كالقضاء و إقامة الحدود و غيرها نيابة عن الإمام المعصوم في زمن الغيبة,ولايتصدى لهذا المقام إلا من قضى عمره في خدمة العلم حتى نال المراتب العالية منه، وقطع شوطا طويلا في الساحات المعرفية المختلفة.

وعند الشيعة يعتقد أن المرجعية في عصر الغيبة تكون للفقهاء ولا يجوز لأحد غيرهم تولي ذلك , بمعني أن على الشيعة مراجعة الفقهاء في المسائل الدينية و القضاء و إقامة الحدود و غير ذلك, وذلك ما يستفاد من نصوص كثيرة من أهل البيت عليهم السلام.

مسؤوليات المرجع في التعريف المتفق عليه عند الشيعة اعلاه واضحة وفي عصرنا المعاصر لدينا المرجع الاعلى سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله الوارف على امة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونلجئ اليه في الملمات فينصرنا في الشدة والرخاء ويتوسله اليوم البعض التدخل المباشر وتسمية الامور بمسمياتها والتدهل في التفاصيل ومن ذلك تشخيص الفاسدين بالاسم والعنوان لكي يتبين الناس امرهم كما يبررون مطلبهم , ويلاحظ ان هناك اضافة الى بعض الشيعة هناك ممن هم من غير الشيعة وايضا من غير المؤمنين بالاسلام او ممن لايعتقدون بالمذهب الذي تعتقد به المرجعية في النجف الاشرف وهناك من هم من اديان اخرى وايضا ملحدين ومن قوميات مختلفة وغير ذلك يتناولون ذات السؤال ويطالبون سماحة السيد بتسمية الفاسدين باسمائهم والبعض يتجاوز حدوده فيطلق ذلك بسوء نية او بجهل فيصفها بالمتقاعسة وغير المنصفة والخائفة والمحابية وووو من الصفات لانها لاتسمي الاسماء التي يستهويهم تسميتها بالاسم الخاص بها ويرغبون بتسقيطها لغايات في انفسهم او حزبيتهم او اي خلفية اخرى لا للصالح العام  .

الطلب سليم النية بحد ذاته مشروع ولكن هناك سؤال مهم يطرح نفسه وهو : هل قررتم كعينة من الشعب دستوريا وقانونيا وعرفا ونظاما وبكل التنوعات المختلفة دينيا وايدلوجيا وقوميا عراقيا ان ياخذ سماحة السيد دور وواجابات الدولة والقضاء والهيئات المختصة ..؟

الجواب : لا لم يتم الاتفاق على ذلك وسماحته يعلم انه لم يلزمه احد بذلك وانه رغم خلفيته العقائدية والدينية ترك للشعب المتنوع التوجهات ومكوناته اختيار مايناسبه من دستور واليات حكم وقوانين حاكمة وفعلنا ذلك وعليه هو والعقلاء منا يرون انه ملتزم بهذا الامر كعقد ملزم لجميع المكونات المتنوعة .

لاناقش هؤلاء بتفصيل اكثر لعلهم لم يفهموا الواقع وما يجري :

اولا -  لو قررت المرجعية تسمية الفاسدون باسمائهم وعناوينهم  في هذا العراق المتلاطم بامواج وقوافل الفاسدين لاحتاجت الى خطبة تبدأ بسرد الاسماء من ظهرالجمعة الاولى من السنة الهجرية الى الجمعة الاخيرة من تلك السنة وعدم النزول من المنبر لكل ايام السنة لا بل لعله تكون بحاجة لعدة سنوات اخرى واقول ذلك  لكثرة الفاسدون وتعدد انواع مفاسدهم وتشعب المفاسد وآثارها وتبعاتها والشركاء وووو الكثير من التفاصيل  وساشير هنا لبعض الملاحظات عليكم الانتباه لها واترك الحكم للعقلاء ..

ثانيا - المرجع هو الحاكم والحكم الشرعي يلتزم بضوابط شرعية تلزمه ان يتيقن من فساد الفاسد بالدليل الواضح المادي ومع تعدد مفاسد الشخص الواحد هناك الاثار المترتبة والاضرار التابعة ومن تعاون ومن تقاعس ومن سرق لحاجة وجوع وعوز ومن فسد من ترف  ما يتوجب عليه التيقن بالادلة الموثقة والمعززة بحكم قضائي شرعي عادل غير فاسد لانه مرجع عادل يحترم الدولة وقوانينها وقال ذلك منذ اليوم الاول بعد سقوط النظام الدكتاتوري والزم موقعه المبارك بذلك علانية فهل تتقبلون يامن لاتؤمنون بما يؤمن به من اعتقاد ان يكون سماحته ولي امركم اولا وهل اوصلت دولتكم وحكوماتها المتعاقبة اليه كل تلك المعطيات اعلاه تحتوي على كل الاسماء الفاسدة وبالادلة المقنعة والدامغة ليتخذ قراره فيها ..؟

ثالثا - لو كانت الدولة قد فعلت ذلك فما الداعي لتسمية المرجع لهذه الاسماء والدولة ومؤسساتها القانونية والقضائية اعلنت تلك الاسماء بشفافية واضحة وامام الشعب ؟!.

رابعا - من منطلق احترام الدولة والقوانين المرعية والاعراف الاخلاقية والانسانية نحن العوام والبسطاء نعلم ان التهم بعضها صادق وبعضها كاذب والمسميات كثيرة ولكنها تهم غير معززة بدليل ملموس ومحدد بحدود الجرم الموثق ومعزز بحكم قضائي او مستمسك جرمي محترم وموثق وبعضها كيدي تسقيطي وبعضها تطلق عن جهل وعدم تيقن وفق القاء الشبهات على الظن او عبر ترديد الكذبة كاشاعة وتصديقها وبعضها عن تنافس حزبي او طائفي او ينم عن حقد قومي وغير ذلك الكثير ونحن العوام غير متفقون ومختلفون بيننا في تسمية المسميات هذا يقول هذا وهذا يقول ذلك واخرين يقولون لا هذا ولا ذاك بل اؤلائك وهكذا فكيف بمرجعية مقيدة بضوابط شرعية صارمة ان تنساق ورغباتنا غير العادلة والمنصفة وهي تعلم اكثر مما نعلم  ان تشخيص الفاسد من غيره ام يحتاج اليات وامكانيات وضوابط  وهي تعلم وعلى اي الاسس تتخذ حكمها على كل حالة منفردة  لتطرح الاسم بعدها ولتجمع كل الاسماء  بعد زمن قد يطول او يقصر وتعلنه كما يرغب البعض ووفق شهوات البعض كتشهير واخرين كردع والبعض كانتقام وهكذا بقية الاهواء ..؟ هل ممكن ويصلح ذلك ..؟!!

خامسا - هل هناك امر مشابه حصل عبر التاريخ ان قامت مرجعية شيعية يطالبها السني والمسيحي والصابئي والشيعي والكردي والتركماني المقلد والمؤمن بغيرها وووباخذ دور الدولة والدستور والقانون من دون ان يمنحها حق قيادة البلد اداريا ومؤسساتيا ودستوريا وقانونيا واين تم ذلك ..؟

سادسا - الا يعلم هؤلاء البعض ممن لايؤمن بشرعية المرجعية وينطلق من خلفية تسقيطية في طرحه انه اعتراف منه بشرعية هذه المرجعية واعتراف كامل بها وبعدالتها وانه يروج  انه لاينقصها لتكون كاملة المواصفات لو اعطتهم مايريدون عبرهذا الجانب وهو جانب كان يمكنها ان تفعله لو كانت مرجعية صبيانية مهزوزة وبائسة او طالبة لرضى العبيد من دون الله حاشاها من ذلك  ..؟

ياهؤلاء انتم من يقع عليكم اختيار رئيس الوزراء ورئيس الدولة ومجلس النواب ومجلس القضاء والوزراء واختياراعضاء مجالس النواب والمجالس المحلية والمحافظين ومدراء الدوائر والموظفين الشرفاء المنصفين العدول ومن يعاقب ويشخص الفاسدين ويضعهم في سجل التاريخ اسماء عوقبت بعد القبض عليها بالجرم المشهود وعندها هم من سيحكم بالعدل وسيقل عدد الفسادون وان وجد كل هؤلاء هم من سيضعون الفاسدين في قفص الاتهام وامام العدالة وعندها ستعرفوهم بالاسم والدليل الموثق وهذا واجب الدولة ورجالاتها عبر اختيار الشعب السليم لها عبر صناديق الاقتراع  وبهذا تكون المسؤولية ملقاة على عاتقنا كشعب وعلينا نحن ان نشير الى الاسماء التي ستكون واضحة ومفضوحة امام الجميع وهو واجبنا لا واجب المرجعية الحكيمة والملتزمة بحدود تعرفها قبل غيرها .

#احمد_مهدي_الياسري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك