أن موضوع التدهور في العملية التربوية يجب ان يحظى بالاهتمام الذي يستحقه من الجميع ( حكومة – برلمان – مؤسسات مجتمع مدني – الشعب ) ،حتى لا نصحوا يوماً لنجد انفسنا امام كارثة خطيرة لا يمكن القضاء عليها .
وأن الحديث عن العملية التربوية في العراق لا يدور حول مفصل من مفاصل الدولة العراقية أنه يدور حول مستقبل جيل بأكمله ، بل عن مستقبل وطن برمته . وأن اصلاحها يجب حل جميع المعوقات والمشاكل التي تواجها .
- المناهج الدراسية ..
تماشيا مع التطورات الحاصلة في المناهج الدراسية العالمية ومواكبة مع تلك التطورات الحاصلة في النظريات التربوية ، فأن تغيير المناهج في العراق يجب ان يواكب تلك التطورات ويجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار الظروف العراقية وليس النقل الالي وتطبيق تلك المناهج على الطلبة والتلاميذ العراقيين . بل يجب ان ننظر الى السنة الدراسية العراقية ، الدوام المدرسي ، أعداد المعلم والمدرس ، المستلزمات المدرسية . لذا يجب أعادة النظر بتلك المناهج .
أن تغيير المناهج حالة من حالات التطور العلمي ولكن يجب أن توزع على الطلبة عند بداية العام الدراسي وليس في منتصف أو نهايته وأحيانا لا توزع ، وهذا عامل من عوامل التي تضاف الى ابعاد الطلبة عن الدراسة والتعليم وتساهم في عدم تشجعيهم على بذل الجهود في تحصيل العلم والدراسة .
- الملاكات المدرسية ..
أصبح توزيع الملاكات المدرسية عائق من معوقات العملية التربوية ، فنجد الفيض في ملاكات المدارس التي تقع في مربع المدينة ، بينما نجد النقص في ملاكات المدارس التي تبتعد عن مربع المدينة ( الاطراف ) وفي المدارس الريفية والنائية ، وهذا ناتج من سوء التخطيط والتأثيرات الخارجية والسياسية مما اثر بشكل مباشر على توزيع الملاكات التعليمية والتدريسية ومساواتها في أغلب المدارس ، لذلك نجد أغلب الهيئات التعليمية والتدريسية تسعى الى النقل الى تلك المدارس التي يوجد فيها فيض .
لو أجرينا احصاء على الملاكات التعليمية والتدريسية في كل محافظة من المحافظات وتوزيعها الى المدارس بحصص قدرهامن 15 - 18 حصة اسبوعيا وليس 24 حصة كما هو في القوانين التربوية لوجدنا فيضا في تلك الملاكات ، لذلك على وزارة التربية ان تعمل وفق هذا المجال ، لكي لا نضطر الى تعيين محاضرين بالمجان وما لهذا من مشاكل كثيرة .
- الامتحانات ..
لم يكتفي الطالب بأداء الامتحان في الدور الاول والثاني ، بل تعداه الى الدور الثالث وربما قريبا نشهد دور رابع عن طريق ( ضربات الجزاء ) .
ومن المعروف أن الدور الثالث جاء من قبل جهات وشخصيات سياسية بتأثيرات الطلبة وأولياء أمورهم والغاية منه هو الكسب الانتخابي ، مما اثر تأثير سلبيا على العملية التربوية بالقدر الذي يكون هناك نجاح بعض ابنائنا ..
لذلك يجب أن تكون هناك حصانة علمية لطلبة في انتقالهم من مرحلة الى مرحلة أخرى ، وليس المهم انتقالهم مما يؤدي الى مشاهدة ضعف المستوى العلمي لهم .
لقد خلق ذلك حالة من عدم الاهتمام من قبل الطلبة وأولياء أمورهم بالدراسة واكتساب المعارف العلمية بالقدر الاهتمام بالانتقال من مرحلة الى مرحلة أخرى .
لذا على الوزارة أعادة النظر في جميع القرارات الطارئة على العملية التربوية من أجل الارتقاء بها .
الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي
تابعونا في الجزء الثالث ..
https://telegram.me/buratha