من المعروف ان الصحابي الجليل سعيد بن جبير كان شجاعا جرئيا في الحق لا تأخذه في لله لومة لائم ولا يخاف أحد سوى الله سبحانه وتعالى ، وهذا ما لاحظناه عندما أحضره الحجاج عنده بعد أن تم القبض عليه من قبل أزلام الحجاج الذين وكلهم بذلك .
فقد أمر الحجاج عشرين شخصا من أتباعه باللحاق بالصحابي الجليل سعيد بن جبير وإحضاره أمامه وعين لهم رئيسا وجائزة كبيرة وأقسم أنهم اذا لم يحضروا سعيداً فأن نسائهم ستطلق منهم .
وقد بحثوا عن سعيد ووصلوا اليه وقبل ان يحضروه الى الحجاج كانت كرامات سعيد واضحة فقد خشعت له الوحوش وعلى يده أعتنق الراهب الاسلام ، وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال إن المؤمن يخشع له كل شئ ثم قال : إذا كان مخلصاً لله أخاف الله منه كل شئ حتى هوام الأرض و سباعها و طير السماء ) .
واخذوا جلاوزة الحجاج سعيد واحضروه امامه ودار الحديث المعروف لديكم بين الحجاج وسعيد بن جبير فقال له الحجاج ما اسمك؟ يحاول أن يهين سعيد بذكر اسمه، فقال: سعيد بن جبير, قال: بل أنت شقي بن **ير, فرد عليه بكل جرأة وشجاعة, بل أمي أعلم باسمي منك، قال شقيت أمك وشقيت أنت قال له وهو غير مكترث به: الغيب يعلمه غيرك, قال: لأبدلنك بالدنيا بالدنيا ناراً تلظى, قال: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهاً.عند ذلك قال الحجاج: فما قولك في محمد؟قال: نبي الرحمة وإمام الهدى, قال: فما قولك في علي أهو في الجنة أو في النار؟ قال: لو دخلتها عرفت من فيها وعرفت أهلها 0
وحتى يدين سعيد وتكون له ذريعة في قتله قال له ما رأيك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل, قال فأيهم أعجبك إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي, قال فأيهم أرضى للخالق؟ قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم فغضب الحجاج وقال: اختر يا سعيد أي قتلة أقتلك, قال: أختر لنفسك يا حجاج, فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة, قال أتريد أن أعفو عنك, قال: إن كان العفو فمن الله, وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر, قال الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه, فلما خرج ضحك, فأخبر الحجاج بذلك فردّه وقال: ما أضحك, قال: عجبت من جراءتك على الله وحلم الله عليك, فأمر بالسطح فبُسط وقال: اقتلوه, قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين, قال: وجِّهوا به لغير القبلة, قال سعيد: فأينما تولوا ثمَّ وجه الله, قال: كبُّوه لوجهه, قال سعيد: منها خلقناكم وفيها نعيدكم..., قال الحجاج: اذبحوه,حينها قال سعيد: إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وإن محمداً عبده ورسوله خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة, ثم دعا سعيد فقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي.وبالفعل استجاب الله دعاء سعيد فقد أبتلَ الحجاج ببلاء بعد خمسة عشر يوماً من قتل سعيد ومات بعد ذلك إلى جهنم وبأس المصير.
لقد جند ظالم مدينتي جلاوزته بمتابعة ما أكتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الاخبارية لكوننا نطالب بحقوق ابناء شعبنا وخاصة حقوق المعلمين فمهما حاول ظالم مدينتي ان يمنعني ويوجه لي العقوبات ، فانه لم يقدر ان يمنع صوتي حتى لو فعل معي كما فعل الحجاج مع الصحابي الجليل سعيد بن جبير .
انتظر ايها الظالم البلاء الذي سوف يبليك ربي به كما بلى به الحجاج عندما دعا سعيد بن جبير عليه فلم يمهله الزمن الا خمسة عشر يوما بعدها نال مصيره المحتوم ، وقبل ان ينال مصيره كان يردد " مالي ولسعيد بن جبير "
ولسوف تبقى تردد " مالي وحجي هادي "
الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha