المقالات

الشيعة تلاميذ الدرس الأول..!

5669 2017-11-11

قاسم العجرش qasim_200@ yahoo.com

يسعى أي منا الى المضي بحياته قدما الى نهايتها، بحد أدنى من المشكلات، وكي يصل الى هذه الخاتمة السعيدة وفقا للمنظور العلماني، أو أن يدخل حفرته مطمئنا آمنا، وفق قاعدة الآية الكريمة:" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً "، عليه أن يستوعب أحد درسين مهمين.

الأول: إننا إذا حولنا أعدائنا الى أصدقاء، فذلك أفضل من قتلهم، وهذا هو المعيار الوحيد الصحيح، في قبول الناس ما تقول وما تريده، وهذا بالضبط ما يسعى له المسوق الناجح لأفكاره، لأن ليس من المعقول أن نتخلص من مخالفينا بالقتل، إذ أن يوما سيأتي على الأرض، ليس فيه بشر، إلا بقايا عظام وجماجم!

إن الذي يعتقد أن نشر أفكاره ورؤاه، يعتمد على مدى قدرته على مهاجمة الآخرين، محولا إياهم إلى خصوم، كاشفا عوراتهم وهاتكا أستارهم، متصورا أن ذلك وحده الأسلوب الصحيح, فاته أن تسليط الضوء على السلبيات فقط، دون خلق جو يوضح للآخرين، ما يريد وما يبشر به من حلول، تحمل في طياتها ما ينفعهم، ويقدم لهم صورة ناصعة عن معتقده, قد يحرمه مساندتهم وتأييدهم، ويفقده قلوبهم وعقولهم..

في الدرس الثاني: ثمة حقيقة هي أننا كبشر نمتلك طريقين للتعامل بيننا، هما الطريق العاطفي ونقيضه العقلي، واصطلحنا على الأول تسمية القلب، والثاني أسم العقل.

في الطريق الأول، وهو القلب، سرعان ما تغلي الدماء في عروقنا، عندما نواجه مشكلة ما، لأن القلب مضخة دم ليس إلا !

في الطريق الثاني؛ وعندما تتزاحم المشكلات في رؤوسنا، يشتغل العقل بالحد المتاح من طاقته، ويمكن بزيادة تشغيل العقل حل المشكلات !

الخطاب الإسلامي، على مدى أكثر من ثلاثين عاما الفائتة, رأيناه قد سيطر على قلب المجتمع، بمخاطبة القلوب، وأهمل خطاب العقول..وهكذا وجدنا واعظا يرتقي منبرا لبضع دقائق, يأسر من خلالها قلب المستمع، ويسيطر على دماغه، والنتيجة أن القلب سيطر على العقل، فكانت النتيجة هذه الحركات المتطرفة، التي تصول وتجول في ساحتنا الإسلامية بلا عقل !

داعش والنصرة والتكفير والهجرة، وباقي الحركات التي تنتسب الى الإسلام، لا يصح أن نتعامل معها، على وفق المقولة التي يرددها الأغبياء، من أن الإسلام منها براء..أبدا ليس ليس الإسلام منها براء، فهي نتاج طبيعي لتراكم العاطفة المتطرفة، على مدى أربعة عشر قرنا.

لقد أمضى القسم ألكبر من أمتنا تلك القرون، وهو أسير العاطفة، منحيا العقل جانبا، لا يستخدمه إلا بحدود ضيقة جدا.

تلاميذ الدرس الأول تعلموا كيف يعيشون ويتعايشون، و تلاميذ الدرس الثاني تعلموا كيف يموتون ويميتون!..

كلام قبل السلام: من المؤكد أن الشيعة من تلاميذ الدرس الأول !

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك