( بقلم : عمار العامري )
كشفت زيارة سماحة السيد الحكيم إلى واشنطن الكثير من الحقائق التي أظهرت جليا واهم عدم معرفة اغلب الساسة والمراقبين العراقيين للقضية العراقية فيما يخص سيادته واستقلاله وما هي مدلولاتها خطورتها وتأثيرها على الوضع العراقي القائم وبرزت هذه المعلومات عندما اتضح للعالم بان زيارة الوفد العراقي لم تكن ذات إبعاد حزبية وفئوية بحجم ما هي رؤيا وتطلعات المواطن العراقي لاسيما وان الوفد الزائر إلى الولايات المتحدة كشف وبكل شفافية عن أهم مفاصل الزيارة والتي اتسمت بإبعاد سياسية وأمنية مهمة تخص السيادة العراقية واستقلاله.وكان من أهم البنود التي حظيت بمناقشة الطرفين العراقي والأمريكي وعلى أعلى المستويات هي قضية البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي يلزم بقاء العراق تحت طائلة الدول العظمى التي بيدها قرار الأمم المتحدة وهذا ما ادخل العراق بدوامة الاحتلال بسبب ما وصل أليه من تعنتات المجرم المقبور والذي ادخل البلاد بحروب بات على أثرها خاضع لدوامة القرارات الأممية المجحفة والتي ألمت على الشعب العراقي بدون قيد أو شرط ولا مصوغ لمستقبله لذا جاءت هذه الزيارة العراقية الرفيعة لمناقشة عدت محاور تأثر تأثيرا كبيرا على الشأن العراقي دوليا وإقليميا وقد تكون بعض المواضيع غير خاصة بالقضية العراقية مباشرة ولكنها تمت إليه بالتأثير غير المباشر.
من أهمها الاحتقان الإيراني - الأمريكي والذي يمتت إلى استلام الإسلاميين الإيرانيين نظام الحكم في إيران قبل حوالي ثلاثين عاما وعلى طول الفترة الماضية وخصوصا بعد أن لاحت على الأفق النجاحات العراقية في بناء العراق الجديد بات من الضروري تدخل العراق في هذه الأزمة وكان لسماحة السيد الحكيم الدور المستنهض والمحوري في تحريك المفاوضات بين الطرفين عسى أن تصل اللقاءات المشتركة إلى بر من التفاهم والتقارب في وجهات النظر التي تنعكس على الشأن العراقي بصورة ايجابية والمنع من جعل العراق ساحة للصراع بين النفوذ القومي الإيراني والمخابرات الأمريكية يرتبط بهذا الموضوع مستقبل العلاقات الإقليمية ذات التأثير المباشر في الوضع العام للمنطقة وخاصة حلحلة العلاقات المتشنجة من قبل بعض الحكومات العربية اتجاه الحكومة العراقية خاصة المواقف المصرية والأردنية والكويتية والضغط المستمر على تقارب وجهات النظر بين العراق من جهة وعلاقاته التي مازالت متوترة مع السعودية والإمارات من جهة أخرى.
هذه الملفات وما لها من أهمية مستندة إلى الموقف الدولي من العراق حيال خروج العراق من البند السابع أو بقاءه تحت طائلته وان المساعي الحثيثة من قبل الإطراف العراقية المتفهمة لهذه الحالة توجب عليها التحرك بانسيابية عالية فيما يخص السيادة العراقية ورسم مستقبل زاهر للعراق ومنحه الاستقلال الكامل وما تجدر مناقشته هو دور سماحة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في تبنيه هذه المشاريع الإستراتيجية ووفقا لرؤيا المجلس الأعلى أن هذا الدور لم يكن حالة تشريف لسماحة السيد الحكيم بقدر ما هو حال تكليف من قبل ابن المرجعية الذي يسعى لتقريب وجهات النظر بين كل الإطراف التي من شانها التأثير على الوضع العراقي وباعتباره زعيم اكبر كتلة برلمانية وهذا ما متعارف عليه في البرتوكولات والأعراف الدولية بان الدور الرئيسي لمناقشة ما يخص الشعب هو من شأن ممثل اكبر كتلة شعبية في البرلمان وقد تلمس الكل الدور الكبير لسماحة السيد الحكيم بالضغط على البيت الأبيض في إخراج العراق من أحكام الفصل السابع وإعادة العراق إلى مصاف الدول المستقرة كما كان سابقا وهذا له دور في بناء العراق واستقرار وضعه الداخلي.
ما جاء بُعيد نهاية زيارة الوفد العراقي إلى واشنطن من لغط تصريحات من قبل بعض الجهات السياسية والإعلامية لا اعتقد أنها في كل هذا تنم عن حقائق أو تستند إلى رؤيا واضحة في سياسيات هذه الجهات التي قد بالغة في علاقتها خاصة مع الولايات المتحدة بقدر ما هي مرتبطة معها في إنشاء الحكومة الحالية في العراق وان لواشنطن اثر ملموس في بناء العراق الديمقراطي الفدرالي وأيضا في بناء القوات الأمنية العراقية وأعمار وتنمية البلاد وتوفير الخدمات للمواطنين كما ونجد أن لها علاقات غير مباشرة من كل الإطراف السياسية الدولية والإقليمية وخاصة الولايات المتحدة.
https://telegram.me/buratha