لقد عشنا مواسم عاشوراء لسنين طوال ، فما هي الحصيلة التي جنيناها من ممارسة الشعائر والمشاركة في أحزانها .
كل واحد منا يسأل نفسه : ما هي التغييرات الجوهرية التي حدثت لنا من حمل روح الانتماء الصادق لمدرسة الإمام الحسين عليه السلام ؟ وهل أثرت ممارسة هذه الشعائر على أنفسنا ومواقفنا ؟
أن الإنسان الحسيني الصادق هو أن لا يظلم أحد سواء كان طفلاً أو شابا أو شيخاً ، عائلة أو عشيرة أو شعب ،رجلاً أو امرأة ، بل ما حوله من الكائنات .
أن ممارسة الشعائر الحسينية يجب ان تكون لها أثرا في ممارساتنا وأعمالنا ومواقفنا لا أن تكون يوم خروجنا من عاشوراء كيوم دخلونا .
أن الحسيني الصادق يجب أن يتبنى ممارسة العدل والإصلاح في عمله وليس شعار يرفعه متى ما شاء من أجل مصالحه ، وعليه أن يرفض الظلم في كل إشكاله ولا يساند الفاسد ويدافع عنه مهما كان قرابته منه .
أن الحسيني الصادق عندما يتولي المسؤولية سواء كان حاكما أو رئيسا أو مديرا أن يمارس العدل والإنصاف مع الجميع ، مع من يحبه أو يكره ،وليس فقط مع الأقارب والعشيرة والحزب والمذهب والقومية .
أن على الحسيني الصادق ان يهتدي بهدي الأئمة أهل البيت عليهم السلام وأخرهم الإمام المهدي ( عليه السلام ) ولا يصح الانتماء اليه من دون الرجوع الى من أمر الرجوع اليهم من الفقهاء الصالحين والعلماء العاملين الزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة ويسترشد بتوجيهاتهم في كافة ابتلاءات الفرد والأمة ، وليس الاسترشاد بالقادة السياسيين .
ان واجب الحسيني الصادق التصدي لقيادات الفاسدة ويكون وفي مقدمة المتصدين وهذا ما أكده الامام الحسين عليه السلام حينما قال ( ومثلي لا يبايع مثله ) ، ومن هنا يؤكد على رفض جميع القيادات الفاسدة بكل أركانها الدينية أو الاجتماعية أو السياسية أو في بقية المجالات ، وأن لا يمكنهم من الوصول الى السلطة على الناس .
ان على الحسيني الصادق أن يختار الرجل الصالح النزيه الكفوء القادر على خدمة الناس وان لا يختار الانسان الفاسد الذي يكون سببا في تعيينه أو اعطاءه هديه أو أنه من عشيرته أو منطقته . وقد لاحظنا هذا في وصول هؤلاء الفاسدين الى مواقع السلطة ، وهذا يتعارض مع صدق الانتماء الى الامام الحسين عليه السلام .
ان الحسيني الصادق عليه واجب النهي عن المنكر ويدعو الالتزام بالمعروف وهي من جملة المبادىء والاهداف التي خرج من أجلها الحسين عليه السلام وهو واجب من أعظم الواجبات الدينية .
قد يواجه الانسان الذي يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر مقاطعة وزعل الاخرين ويواجه مشاكل وصعوبات في عمله ، فأن عليه أن يستمر ولا يقول هذا الامر لا يعنيني في البيت والشارع والسوق وأماكن العمل .
أن الحسيني الصادق أن يتحمل في الوصول الى النتائج التي قد لا تظهر في حياته ، وقد تكون بعد جيل أو أكثر ، وأن يعمل مع الصبر ويتحمل الظروف والصعوبات المؤلمة وأذى الطريق والحرب النفسية التي يمارسها العدو للنيل من معنوياته ، وان لا يصيبه الإحباط واليأس لتأخر النتيجة أو الجزع من نوائب الدهر وتقلباته ، فأن النصر أتي بعون الله تعالى في معترك أمور الدين والدنيا ، فاصبروا .. فاصبروا ... فاصبروا ... يا حسينيون .
الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha