في أحد الأيام أجبرني أحد أصدقائي على التقديم على أحد المناصب في الحكومة المحلية في محافظتي وهذا المنصب إلى جهة سياسية معين ، وبالنظر لكوني لم أنتمي الى تلك الجهة السياسية فأن أمور الترشيح عليها صعب ولن تقبل تلك الجهة السياسية ، وبالنظر لكون عندي صداقة مع أحد القياديين الكبار في تلك الجهة السياسية ، فاتصلت به وطلبت منه أن يرشحني على هذا المنصب ، وقد وافق على طلبي وقال : لا يمكن أن يقبلوا بك لأنك لا توجد بك الصفات التي يريدونها .. فقلت له : وما هي الصفات التي يطلبونها .. فقال ستعرفها عندما يتم طرح أسمك مع المرشحين ..
وبالفعل طرح اسمي من ضمن ثلاث مرشحين الى هذا المنصب في اجتماع خاص بالجهة السياسية ، وعندما طرح أسمي وظهرت صورتي على الشاشة ، تفاجأ من في القاعة حتى أقرب الناس لي من حيث صلة الرحم ، وقال من رشحه ، فلم يعرفوا من رشحني ، وطرحت شخصيتي الى النقاش ، وفي النقاش طرحت ثلاث أمور علي أعتز بها لأنها متأصلة في أخلاقي وعملي وهي ( حقاني أكثر من اللزوم – نزيه لا نستفيد منه – لا يقبل بالباطل ولا يمشي شغلتنا ) . وقد رفضوني وتم اختيار من يستفاد منه في تمشية أمورهم .. وعندما التقيت بذلك القيادي في الجهة السياسية .. ضحك .. وقال .. ها عرفت لماذا رفضوك .. فأنا رشحتك لكي يعرفوا جيدا إننا نختار الرجال الثقاة الكفوئين والنزهاء .. ولكن أصحاب القرار لا يريدون ذلك لأنه لا يخدم مصالحهم الشخصية والحزبية ..
وبعد فترة من الزمن تبين أن الاختيار ليس على حساب الكفاءة والنزاهة وإنما على حساب تلبية مصالح الجهة السياسية والمنافع الشخصية بعيدا عن المصلحة العامة .. وقد وقع في الفخ .. وسوف يقع الآخرون ما دام اختيارهم يتم ليس على أساس الكفاءة والنزاهة ..
الحمد لله الذي لم تتلطخ أيدينا بفسادهم .. والحمد لله الذي نجنا منهم .. والحمد لله الذي جعلنا رؤوسنا مرفوعة دائما ..
الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha