بعد أن كانت الكتل السياسية الصغيرة تطمح في خوض الانتخابات وتحصل على بعض المقاعد لها في مجالس المحافظات . فقد أرادت الكتل السياسية الصغيرة أن تبحر في عالم الانتخابات وتحمل هموم أبناء هذا الشعب الذي سيطرت عليه الحيتان الكبيرة ولكن تلك الحيتان صوتت على قانون مجالس المحافظات في البرلمان من أجل تكريس ديكتاتورية تلك الحيتان وتجاوزها على حقوق الكتل السياسية الصغيرة .
لقد قامت الكتل الكبيرة بابتلاع الكتل الصغيرة كما تبتلع الأسماك الكبيرة الأسماك الصغيرة في الماء بإصرارها والتصويت على نظام سانت ليغو بوضعها 1,9 الذي لم يتيح للكتل الصغيرة أن تأخذ دورها في العملية السياسية وتطالب بالإصلاح والتغيير .
ان الكتل الكبيرة التي صدعت رؤوسنا بالإصلاحات والحديث عنها أثبتت عكس ما رفعته من شعارات حين وضعت النسبة بهذا الشكل ، وهذا ما يمنع الكتل الصغيرة من الحصول على مقاعد في مجالس المحافظات في الانتخابات القادمة ويرسخ للكتل الكبيرة ببقاء في السلطة لتأتي بشخصيات تابعة لها بغض النظر عن نزاهتها وكفاءتها وتحسب على قيادة المحافظات دون أن تقدم فائدة لتلك المحافظات .
ان الكتل الكبيرة انقلبت على الإصلاح وضربت شعاراتها عرض الحائط وذلك بتصويتها على فقرة في قانون انتخابات مجالس المحافظات والاقضية على نظام سانت ليغو بوضعها 1,9 رغبة منها التفرد بالسلطة وضربة للكتل الصغيرة ، وهذا يمثل قفزا على الوعود التي أطلقتها الكتل السياسية والحكومة بالإصلاح .
لقد كشفت الكتل السياسية الكبيرة الوجه الحقيقي المتستر خلف شعارات الإصلاح ونسفت كل الآمال بالتغيير ، وأعلنت رغبتها بالتفرد وإزاحة كل الأصوات الوطنية التي برزت وكانت حجر عثرة في طريقها ، بعد أن كشفت تلك الأصوات الوطنية صفقات الفساد التي كانت تجري بالكواليس وكشفت الكثير من المتورطين فيها من تلك الكتل السياسية .
أن على الشعب العراقي ان يعي حجم المؤامرة التي عملت عليها حيتان السياسة ، وان يكن له موقف واضح للرد على تلك الاستهانة بهذا الشعب وحقوقه ، وان يرفع صوته برفض تلك الممارسات ومعاقبتهم من خلال صناديق الاقتراع وعدم التصويت لهم ، لكي لا تعاد تلك الوجوه البائسة .
الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha