قد يتصور البعض أن المرجعية الدينية المتمثلة بمرجعية السيد السيستاني ( دام ظله الوارف ) بعيدة كل البعد عن ما يجري من أحداث في العراق .
فقد تابعت المرجعية منذ سقوط النظام البائد الوضع العراقي وأخذت توجه الشعب والقادة السياسيين الى الخطط المناسبة فقد طالبت بكتابة الدستور العراقي بأيادي عراقية ثم إجراء انتخابات وأخرها الفتوى الجهادية التي أعادت الى العراق هيبته وحفظت أرضه وعرضه ومقدساته .
واليوم المرجعية الدينية ترسم مستقبل العراق بعد تحرير الموصل من براثن داعش وتضع خطة عمل لم تقم الحكومة بأي عمل . فقد وضعت المرجعية خطة عمل على الساسة العراقيين الأخذ بها والعمل بموجبها وليس التهاون بها لكي نبعد بلدنا عن كل مكروه مستقبلا . وان يأخذوا العبر والدروس مما حصل خلال السنوات الماضية قبل استيلاء الإرهاب الداعشي على عدد من المحافظات وبعد ذلك، وان يعملوا بصورة جدية لتجاوز المشاكل والأزمات التي يعاني منها البلد. لقد رسمت المرجعية الدينية مستقبل العراق بأربعة نقاط لعبور مرحلة ما بعد داعش وهي :-
1- الابتعاد من استخدام العنف والقهر والشحن الطائفي الذي يعتاش عليه بعض الأحزاب والشخصيات السياسية المدعومة من الأنظمة الإقليمية لتحقيق بعض المكاسب والمأرب والهدف منه تدمير البلاد . والذي يسمح بتدخل الإقليمي والدولي في الشأن العراقي .
2- حث الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والبرلمان ومجالس المحافظات على تطبيق مبدأ المساواة بين مكونات المجتمع العراقي في الحقوق والواجبات بغض النظر عن المذهب والديانة والقومية لا ميزة أحد على الأخر إلا بما يقرره القانون . وهذا كفيل بإعادة ثقة المواطنين المفقودة بالحكومة ومؤسساتها .
3- مكافحة الفساد الإداري والمالي التي تعاني منه مؤسسات الدولة والابتعاد عن المحاصصة الطائفية والفئوية والحزبية المقيتة والاعتماد على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنم المواقع والمناصب ، واعتبرت المرجعية هذا المبدأ فرصة أمام العراق للنهوض من كبوته .
4- الاهتمام برعاية عوائل الشهداء والجرحى والمعوقين وتوفير الحياة الكريمة لهم والى عوائلهم ، وألزمت الحكومة الاتحادية ومجلس النواب لتوفير ما يفي بذلك ، وليس الاعتذار بقلة الموارد المالية .
فقد أدانت المرجعية الدينية من تخصيص رواتب وامتيازات لأناس لم يتحملوا من الأذى والمعاناة في سبيل وطنهم بمقدار يسير ما تحملته عوائل الشهداء والجرحى والمعوقين .
ها هي المرجعية الدينية تضع اليوم خارطة طريق عمل لإنقاذ العراق من ما هو عليه اليوم ولرسم خارطته مستقبلا .
الكاتب والإعلامي / الحاج هايدي العكيلي
https://telegram.me/buratha