المقالات

قادمون يانينوى".. واهمية حسن التعبئة، وثلاثة سيناريوات محتملة


 

تحقق قواتنا المسلحة والبيشمركة والحشد الشعبي والعشائري نجاحات واضحة وصريحة.. ويحقق الاعلام والتعبئة اداءات افضل من السابق. فالمغالات في اعلان نصر مبكر، والمبالغة بضعف وانهيار العدو، لها ميزان دقيق، يشبه ميزان الطبيب عندما يعطي لمريضه الجرعة المناسبة من الدواء. فالحرب تكسب وتهزم في العقول والقلوب، كما تكسب في الميادين ووسط النيران.

حققت "الحملة" منجزات كبرى. فتم تحرير الاف المواطنين ومساحات شاسعة، ودمرت للعدو امكانيات وقدرات كبيرة، وهناك اليوم طوق، او شبه طوق، يشدد الخناق على "داعش". وبالفعل ارتبكت حركة العدو، وهناك كلام يدور عن تزعزع وضع "البغدادي"، واعدام المتخاذلين. لكن "داعش" تسعى لاعادة تنظيم اوضاعها، وفتح جبهات بعيدة لبعثرة الهجوم. فعدا العمليات الانتحارية، ما زالت "الحويجة" تهدد مؤخرة واجنحة القوات.. وتسعى "داعش" فتح معارك في راوه وعانة وحديثة والقائم ومناطق اخرى، وباختطاف موظفين ومخبرين وغيرهم. فالمعركة لم تنتهِ، ويجب التهيؤ لمعارك الجانب الايمن للموصل التي قد تكون قاسية.. خصوصاً وان العدو سيستثمر فترة الشتاء وسقوط الامطار وتوحل الطرقات، وهذا وضع يناسبه ويقلل مخاطر الطيران وتقدم الاليات نحو انفاقه واماكن تحصيناته. ولاشك ان القائد العام وقيادات القوات والحشد والبيشمركة يضعون كل ذلك في حساباتهم. فالحرب يجب ان لا تترك لمن هب ودب، لتتحول الى سجالات بين سياسيين ومراسلين وفضائيات. فالتصريحات والترويجات الخاطئة قذائف ضدنا.. ففي هذه المعارك لن يستمع كثيرون "للناطق الرسمي"، بل سيعتمدون على الانطباعات والقناعات الرائجة. فالسياسة والاقتصاد والحرب والتعبئة كلها عوامل متلازمة. والمؤسف ان البعض لا يفهم هذا التلازم.. فنراهم يتعاملون مع وثيقة التسوية.. او يناقشون شؤون الاقتصاد والموازنة وكأنها ليست جزءاً من الحرب.. او لا يربطون التطورات الايجابية والسلبية في سوريا بالحرب لدينا، او يتعاملون مع الدول الاقليمية والعالمية وكأن لا علاقة بالتطورات لدينا. فهذه فترة حرجة، والنصر ممكن تماماً ولكن بشرطه وشروطه، ويجب ان يرتفع الجميع الى مستوياته. فالاستهانة بـ"داعش" لا تقل خطراً عن الخوف منها. ومن المفيد عرض عدة سيناريوات لمراجعة تقديراتنا:

1- حصول انتفاضة في الموصل تساعد في تصفية "داعش"، كما حصل مع الصحوات. اذ تنقل الاخبار بعض الاعمال المنفردة، او خط حرف "م" على الجدران كتعبير للمقاومة. لكن التقدير الاصح قد يكون استبعاد هذا الاحتمال، على الاقل في هذا المستوى من المعركة، لشدة قسوة "داعش" على المعارضين.. وهو قد يظهر في الايام الاخيرة بعد ان يتأكد مواطنونا ان "داعش" فقدت السيطرة، وان هزيمتها باتت قضية ساعات وايام.. هنا سيغير الكثير من المقاتلين في صفوف "داعش" ملابسهم، وينضمون للمنتفضين، ان لم يقودوا هم بعض الانتفاضات، كما حصل في الايام الاولى للانتفاضة الشعبانية (١٩٩١)، عندما قدرت بعض قوى النظام السابق وقوى "الجحوش" ان امر النظام قد انتهى.

2- انقسامات داخل "داعش"، والبدء بعمليات هروب جماعية، وانهيار نفسيات ومعنويات مقاتليه، وفقدانه القدرة على مواصلة المعركة بمعناها السوقي. وهنا ايضاً يجب التقليل من حظوظ هذا السيناريو، رغم اننا بدأنا نشهد بعض عمليات الهروب، والتي انعكست ايضاً بعمليات اعدامات لمن يظهر ضعفاً واتصالاً بقواتنا.

3- لمعركة الموصل خصوصياتها. فـ"داعش" هناك منذ اكثر من عامين.. استطاعت خلالها تنظيم شؤون الموصل بمناطقها الشاسعة وجمهورها العريض، وببناء التحصينات والانفاق والقدرات العسكرية واللوجستيكية، وهي ليست قليلة. سواء التي استولت عليها من مخازن ومعسكرات الجيش، او ما يصلها من سوريا وغيرها من مساعدات اجنبية تتلقاها المعارضة السورية، الخ. وما الحفارات الافقية الضخمة، الا دليل على قدراتها في هذا المجال، رغم خسائرها في معداتها والياتها بسبب الغارات الجوية. صحيح ان "داعش" يتهرب الان من معارك مواجهة مباشرة.. فهو يدخر قواه ويريدها حرباً طويلة الاجل، هادفاً ارهاق قواتنا، وفتح ثغرات سياسية او عسكرية في صفوفنا، او يأمل بتطورات خارجية تساعده او تشغلنا وتفرق صفوفنا، خصوصاً في مثل هذه الاوضاع المرتبكة، وطنياً واقليمياً ودولياً. ومن ناحيتنا نستطيع حسم هذا السيناريو، وتوجيه ضربة قاتلة لـ"داعش"، ان وفرنا شروط النصر وعملنا على تلازم متطلباته.

عادل عبد المهدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك