المقالات

ورقة التسوية لماذا الآن ؟

2607 2016-12-07

مهدي أبو النواعير
هل نستطيع أن نثق بورقة التسوية التي يريد التحالف الوطني وبعض الأطراف السياسية تمريرها هذه الأيام؟
يسأل الكثير : تسوية على ماذا؟ وتسوية مع من ؟
من هي الأطراف التي ستجري معهم هذه المصالحة ؟ وهل أن هناك نفع أو فائدة فيها بعد الكم الهائل من المصالحات والتوافقات والتفاهمات ومواثيق الشرف التي حاول طرف التحالف الوطني بشكله المعروف, إجراءها مع الطرف الآخر الناقم والغادر دوما ؟
ابتداءا يجب ان نعرف أن هناك اختلاف في المصطلح, فسابقا كان هناك مفهوم المصالحة, وهي التي تكون بين مختلفين يقفان عند نقاط بداية موحدة, بينما التسوية ستكون ماذا نريد , وماذا يجب ان يُقدم لنا, وما الذي سوف نرفضه ولا نريده . فالتسوية هنا سوف تكون نوع من أنواع فرض شروط المنتصر القوي, وكلنا يعلم بأن المعارك التي حصلت قد بينت قوة أحد الطرفين وغلبته وتمكنه وسيطرته على الأرض, بل ودخوله في عمق أرض المقابل والسيطرة عليها .
كل حرب بين طرفين لابد لها أن تنتهي, طبعا على شرط توفر عنصر التعقل والحكمة لدى أحد الطرفين, وإلا فغياب هذين الشرطين , سوف يقود إلى إستمرار مسلسل طويل ومحزن من سيل الدماء, وخسارة الأموال, وتهديم الإقتصادات, وتخريب تركيبات المجتمع نتيجة هذه الحروب, ومع ذلك فكل حرب مهما كانت طويلة سوف تنتهي في فترة زمنية ما, إما أن تكون طويلة بحيث انها تحرق رجال الطرفين وتستهلك أموالهم فلا يبقى لديهم ما يقاتلون به, وإما ان تنتهي في فترة تعقل تحصل لدى أحد الطرفين أو كلاهما بعد أن تثبت موازين القوى وتظهر حدودها ويعرف المعتدي حجمه وتفاهة قوته, وعدم تمكنه من إلغاء الآخر أو إذلاله أو تخنيعه. 
المنطقة الاقليمية والدولية تسير ،وفي ظل ظروف انهيار اقتصادي، نحو اعتماد مفهوم السلم, بعض الدول الداعمة لأطراف النزاع في العراق (وبالأخص الداعمة لقوى الإرهاب) أيقنت بأن طرف التحالف الوطني (الشيعي) طرف ليس بالسهل ولا الهين, وليس بالطرف الذي يفتقد القدرة أو الكفاءة في اللعب على أوتار القوة والضعف (الدولية والإقليمية والوطنية- الإقتصادية أو السياسية أو العقائدية), لذا وصلت هذه الأطراف الداعمة إلى نتيجة مفادها أن استمرار الحرب سوف لن يكون بمصلحتها, عدا ما هو متوقع من الاستنزاف الغير مفيد لكل الأطراف, لذا كان تدخل الأمم المتحدة في المشاركة بإقرار ورقة التسوية هذه , إشارة واضحة إلى خنوع تلك الأطراف الداعمة, وإقرارها بأن طرف التحالف الوطني (الشيعي) هو الأقوى في المعادلة. 
ورقة التسوية هي فرصة تأريخية لنجلس ونتحاور ونحن الأقوياء, ونفرض شروطنا ونحن المنتصرين, ونأخذ حقوق شهدائنا ونحن الغالبين ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك