( بقلم: ولاء الصفار )
كالعادة استيقضت صباحا من شدة لظى الحر المقيت وهرعت ابحث عن مكان اجد فيه نسمة من هواء استطيع معها تناول فطوري واضعا بجنبي جهاز المذياع كي اسمع فيه اخبار ما يدور في هذا الكون، وخاصة حول المعترك السياسي حيث كنت معتادا على سماع برنامج (هموم الناس) الذي اجد فيه كل يوم معاناة جديدة لهذا الشعب المظلوم.
وبينما انا كذلك راودتني فكرة وهي كون عملي في سلك الصحافة فلماذا لا اجري لقاءا صحفيا مع بعض المسؤولين بعنوان (هموم المسؤولين) لأتوقف على ما يعانيه مسؤولونا حتى لا يظلموا لان وسائل الاعلام تسلط الضوء على معاناة المواطنين فقط وتترك معاناة المسؤولين جانبا .
فحينها ذهبت لاجراء لقاء مع احد المسؤولين وبادرته بطرح سؤالي الاول (اشرح لي كيف تزاول عملك البطولي مع معاناة الانقطاعات الطويلة للتيارالكهربائي) فاجابني المسؤول الحمد لله اني اكافح ليلا ونهارا واسهر من اجل راحة المواطن العراقي المسكين وان انقطاع التيار الكهربائي لبضعة دقائق لا أعتقده سيكون عائقا امام مسيرتي النضالية) فعلمت ان مسؤولنا لا يعاني من انقطاع التيار الكهربائي حيث ان مدير كهرباء مدينتنا قد غذى داره باكثر من خط كهربائي الى جانب ان مسؤولنا في محطة الوقود قد زوده بالوقد الكافي لتشغيل مولدته الخاصة به.
ثم انتقلت الى السؤال الثاني وهو حول مشكلة الماء الصالح للشرب، وقبل ان انتهي من طرح سؤالي اجابني بدهشة؟! هل ان مدينتنا تعاني من هكذا مشكلة !!! فتحيرت حينها بالاجابة وطرحت عليه السؤال الاخير حول عدد الساعات التي يقف بها مسؤولنا في طابور الغاز او البنزين على امل الحصول على قنينة غاز او بعض اللترات من وقود السيارات؟ فحينها ردعني قائلا اليس من المعيب ان توجه سؤالا مثل هذا لمسؤولك الذي يضيع وقته من اجل تقديم الخدمة لك فحينها اصبت بالم كبير واحسست اني اجري لقاءا مع انسان يعيش في السماء السابعة بعيدا عن ما نتلذذ به من حلاوة العيش!!! .
وحينها عزمت على ان اجري لقاءاتي مع المسؤولين في مجلس البرلمان لعلي أجد حلا لمشاكلنا طالما ان مسؤولينا المحليين لا يحسون بنا، فلملمت اوراقي وحضرت عدتي وهممت متوجها الى المنطقة الخضراء التي يتواجد فيها اعضاء البرلمان العراقي، وحين وصولي الى تلك المنطقة اكتشف انها (دولة الخضراء) حيث ان الدخول لها يكون عن طريق بطاقة رسمية ومؤشرة اشبه ما يكون الدخول الى اي دولة اخرى.
وبعد جهد جهيد رفع طلبي الى المسؤول (الفلاني) حول هذا الموضع وبعد ذلك جاءني الرد بان هذا المسؤول لا يمتلك الوقت الكافي للقاء بك في الوقت الحالي، ولهذا يمكنك اللقاء به بعد شهر علما ان المدة المقررة لك هي خمسة دقائق لا اكثر فحينها صرخت (الك الله ياعراق) وتساءلت، اين يذهب المواطن العراقي؟ والى من يرفع شكواه؟ بعدها تيقنت باننا خدعنا بانتخاب اناس خذلونا ونسونا وخدعونا بشخصيتهم حين وجدنا بعضهم يتكلم باسم الوطنية والدين الاسلامي والاخلاق الرفيعة وسيرة اهل البيت عليهم السلام وخاصة سيرة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الا انهم بعيدون كل البعد عن تلك الاخلاق الحميدة، فتاملت قليلا وقلت السلام عليك ياامير المؤمنين فقد حكمت ثلثي العالم ولم يظلم شخص واحد في حكومتك واليوم حكمنا ممن يدعون بانهم متمسكون باخلاقك الحميدة فظلمونا .
بعد ذلك رجعت خائبا منكسرا متيقنا، ان مسؤولينا طالما لا يعانون ما نعانيه ولا يحسون بالامنا فانهم لا يشعرون بنا ابدا ولو كانوا يعانون ما نعانيه لوضعوا الحلول المناسبة بين عشية وضحاها!!.
بقلم: ولاء الصفار
https://telegram.me/buratha