المقالات

برنامج الصدمة

2557 15:55:32 2016-07-12

بسم الله الرحمن الرحیم

 

من ضمن البرامج التلفازية التي ظهرت في رمضان هو برنامج الصدمة والبرنامج يعكس ردود افعال المواطنين تجاه بعض المواقف اللاانسانية التي يتم ترتيبها من قبل افراد العمل الذين توزعوا في بلدان عربية منها العراق والامارات ومصر ولبنان ليأخذ  جوا من الوحدة ويشعرنا اننا لا زالنا امة عربية واحدة ذات ....

صدمنا البرنامج بمواقف منها صراخ شابة على امها المتقدمة بالعمر في مكان عام وصدمنا بطفل متوحد يحرج والدته في مطعم وصدمنا بطفل غيرمهذب يتجاوز على والدته في محل  لعب والظاهر انه صدم المشاهدين 30 صدمة ! اصابني منها ثلاثة وهي ما تابعته بعد رمضان اثر سؤالي  عن البرنامج الذي يستحق المشاهدة !

وقبل ان اصدم برنامج الصدمة بما امتلك من معلومات صادمة احب ان اشير الى ملاحظات لفتت انتباهي في الحلقات الثلاث اذ انه من المؤسف ان يتم تقديم برنامج المفروض انه يحاكي الضمير بدون المرور على اسس عقائدية  فالمقدم والمقدمة يتعامل مع الموقف بدون اي ربط لسماحة الدين الاسلامي ومكارم اخلاق الرسول الاعظم ولولا ذكر الله على لسان بعض المشاركين لنسيت ان البرنامج يخاطب مسلمين والامر الاخر هو تكلف المقدمين ومنهم  المقدمة العراقية وتبرجها الذي لا يتناسب والموضوع والامكنة التي تواجدت بها  ناهيك عن ضعف التقديم  وعدم حبكة المواقف التي ضاع معها الهدف .

ولمن كانت ال ام بي سي  موطنه  وبحاجة لمادة يصدم بها ابناء الامة اقول , طلبكم هذا يسير في  أمة كأمتنا  اذا يكفي ان تعرضوا مواقف انسانية ليصدم المواطن  وليس العكس ! فموظف يرجع الرشوة للراشي صدمة ! و مراجع ينهي اوراقه في ساعة صدمة ! ويتيم يعيش حياة كريمة صدمة اخرى وان تلتقوا بعائلة لم تثكل في الشهر مرات صدمة اخرى .

لا اعلم لماذا اشعر ان مثل هذه البرامج تهزأ بنا  اذ انني كلما دققت لم اجد فيها هدفا يذكر فلو وعظت وذكرت بالله ودينه لقلت انهم يحفرون اساسا وانهم بدئوا بالايسير بل احيانا اشعر ان هدفهم الحقيقي ان وجد هو لمعرفة هل لازالت هناك انسانية في قلوب البشر ام انها ماتت كما يطمحون  ؟!!

لم يصدم احد  وحرمة رمضان تخترق سنة بعد اخرى فكنا لا نرضى على ظهور راقصة في المسلسلات والان صارت الرقصة واجبة في كل حلقة مع مظاهر السكر واولاد الحرام في قصة يمثلها مسلمون في مجتمع مسلم اليست هذه  صدمه !

يحترق مئات الاشخاص في ليلة تعد من ليالي القدر ويشمت بمواقع التواصل الاجتماعي اناس يقال عنهم انهم مسلمون ويشاطرون القتلى بذات الوطن اليست هذه صدمة ؟!.

تسحب الجنسية من ابن البلد العربي اليست هذه صدمة ؟!

يسحق الحجاج بالمئات ولا يحاكم أحد اليست هذه صدمة ؟!

يدعم العرب قتلة العرب اليست هذه صدمة ؟!

ينتحر الشباب باوطانهم  اليست هذه صدمة ؟!

نتناول طعامنا بعد مشاهدة اخبار كلها قتل وتحريق  ودماء اليست هذه صدمة ؟!

تبحث اعيننا طريق النجاة والحال ان اتباع الفطرة السليمة في قلوبنا هو النور الذي سينير حياتنا ويحل مشاكلنا  وأحدى مشاكلنا اننا ننساق خلف المظاهر فاذا ما كانت لدينا اسواق فيها بضائع اجنبية ومتنوعة فنحن بخير وما زالت المجمعات مكتضة فنحن بخير وما زال لدينا  ( كافي شوب) يضاهي مايوجد في دبي فنحن بخيروملابسنا تركية فنحن بخير وفي الذاكرة  امتنان لمن يقاتل من اجلنا من لو دخلوا مدننا كانت نسائنا لهن جواري , نعم الجميع ممتن لكنه غير متفاعل تفاعل اسلامي انساني  فهو يحمل البندقية ونحمل القلم والفأس والمعول ولكن تركنا الزرع وتركنا الامر بالمعروف وغرقنا ولكن لا زلنا ممتنين وما هذا الامتنان الا اشارة لبقايا فطرة سليمة يراهن عليها الشيطان وجنوده لمحيها .

لطالما كان يقيني من ان الاقتصاد ونبذ المظاهر من أهم ما يحمي بلدنا ولكن .. أجد ان صوت الحق لا يكتمه الا الاعلام الجاهل الذي احتل عقل المتلقي فرواقيص الامس باتوا اليوم مقدمي برامج  واقرب مثال  ان من يدعوا للاقتصاد يهاجم وبشدة من هؤلاء الرواقيص لانهم عملاء  لمن يود دفن البلد حيا والمؤسف بعضهم غير مدرك  لتلك الحقيقية .

نسأل الله التوفيق للجميع وان يحفظ مراجعنا العظام فالصدمة الحقيقية هي ان يوفق الله عبده  ويجعل ملايين المسلمين تطلب رأيه وفتواه وهو رجل لا يغادر منزله ولم تمنيه نفسه بشيء مما نتفاخر من املاك الدنيا .

هذه هي الصدمة التي نفاخربها دول عظمى مستحيل ان تحل لغزا كهذا فلغز الامام الحسين عليه السلام  لم يحل بعد  من قبلهم فالشكر والحمد لله الذي جعل الحسين قلب العراق النابض رغم انه كان هدفا لسهام الغدر والحمد لله الذي جعل ابنه صمام اماننا.

واخيرا

كن مع الله تكن لعدوه صدمة

المهندسة بغداد

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك