المقالات

بعد ان هدأت العواطف قليلا..وقلت حدة الغضب بعض الشيء / الدكتور محمد الزيادي

3468 08:27:48 2016-07-08

قد آن لصوت الحكمة والعقل ان يدلي بدلوه ..
ساحدثكم عن الحدث الاهم هذا الاسبوع ..هو انفجار الكرادة وهو العمل الارهابي الجبان  الذي اودى بحياة عشرات الشهداء ومئات الجرحى الابرياء رحمهم الله ..والذي غالبيتهم قد قضوا احتراقا ..والسبب سنوضحه الان ..
حيث اتضح لي من خلال متابعة المقاطع والصور  المعروضة بانفجار الكرادة ..ان الانفجار لم يكن بحجم التهويل الاعلامي الذي هول له والذي قيل في بعض الفضائيات والمواقع ثمة اطنان من TNT او مادة C4 وهذا الارجح حيث اجمع الغالبية انها C4 بينما يبدو لي ان  الغالبية لا تعرف عن C4 سوى حرف السي والرقم اربعة .....
وباختصار مادة C4 مادة متفجرة عالية التأثير والضرر تسبب دمار عالي بالمكان الذي تزرع به ..وتستخدم عادة لتفجير الدروع والمصفحات المدرعة كما استعلمت عام 2000 بتفجير البارجة الحربية الامريكية  باليمن والتي سببت ثقبا ضخما جدا قتل 17 بحارا امريكيا ... واليكم ان تعلموا ان كليو غرام واحد من مادة C4  يعادل 10 كليو غرام من مادة TNT ..
حيث تتكون مادة C4 من اربع مواد من ظمنها TNT ..
كما ان بعض الروايات تحدثت عن النابالم ..وحكم معرفتي المتواضعة ان النابالم  هي خليط من نوع من انواع الزيوت عالية الاتقاد مع الماء ..تخلط بطرق منفصلة وتوضع بعبوات ضخمة ..ما ان تشتعل حتى تولد ضغطا عالية وحرارة مرتفعة جدا تصل الى 4000 درجة سليزي ..ينصهر عندها حتى الصخر..وتسبب احتراق شديد بالمحيط المنفجر به .. لدرجة ينصهر كل من حولها وتصل حرارة الاحتراق الى مئات الامتار مسببا حروقا بالانسان بالغة ..لكن اهم صفة بالنابالم انها تسبب اختناق وعجز بالجهاز التنفسي ..وحالات فقر دم مفاجئ واعراض سريرية اخرى .. 
لذا ومن خلال مشهد انفجار الكرادة لم يكن السبب مادة C4 عالية الانفجار بسبب لا توجد حفرة بالارض دالة عليها... ولم يكن النابالم الحارق ..لعدم انصهار الاشياء القريبة من الانفجار تذكروا ان الحرارة المتولدة من النابالم تسبب انصهار الحجر ..واعتقد هذا الامر لم يتحقق بانفجار الكرادة .. فضلا عدم وجود حالات تسمم حاد من استنشاق بخار النابالم ..وهذه الصفة مميزة للنابالم ...
اذن ما علينا الا ان نسلم للاحتمال الاخير وهو كما يبدو انه  كان هنالك انفجار بسيط بالقرب من بوابة احد المجمعات التجارية .. هذا الانفجار سبب حريق في الحال بسبب كثرة المواد سريعة الاشتعال ..(ملابس صيفية )  عطورات مستحضرات تجميل وكانت الكميات كثيرة ومتراكمة وهذه حال اسواقنا قبل العيد لذا التهمت النار هذه الملابس وقد بدى هذا الحريق عاديا اولا ثم فقدت  السيطرة عليه لعدم وجود متطلبات الامان الضرورة لمثل هكذا مجمع تجاري (عشوائي) ..  بالمقابل مواد سريعة الاشتعال متجاورة وبما ان الحريق بالمدخل بقت الناس بالداخل لفترة على امل النجدة ..(وقد ظهر مقطع فيديوا من داخل المجمع للطوابق العليا لم تصل لها النار ) لكن  لعدم وجود درج طوارئ فضلا عن عدم توفر مستلزمات الطوارئ الاخرى من مطافئ كبيرة ومتوفرة بامكان معلومة وواضحة للجميع  ..وعدم وجود قطع ارشادية للمخارج الاضطرارية (المعدمة اصلا)  واضحة في المجمع  في مثل حالات الطواريء هذه...
 ايظا وحسب الروايات التي سمعتها من الناجين هنالك محاولات خاطئة من قبل بعض المسعفين ادت الى تأزم الحريق ..كمحاولة كسر النوافذ في وفتح الابواب في الغرف الملتهبة بطريق عكسي ادت الى تكوين انفجارات نارية بسبب ضغط الهواء الداخل فجأة وهذا ما يحذر منه فرق الدفاع المدني دائما  .. تصاعد الابخرة والغازات بمجمع ينعدم فيه مفرغات هواء مناسبة ..ذعر وهلع الضحايا لاسيما غالبية الضحايا من النساء والاطفال ..ولازالت النار تلتهم كل ما يجاورها ...
والاهم من هذا كله ..تأخر فرق الدفاع المدني وفرق الانقاذ الحكومية وعدم السيطرة على مثل هكذا حريق بالوقت المناسب وعدم توفر سبل انقاذ صحيحةمن قبل فرق الدفاع المدني  للعالقين بالطوابق العليا والذين التهمتهم النيران بعد فترة من الحادثة ..ولا يفوتنا التخاذل والغفلة والنسيان والتمادي اذا لم نقل التواطئ من قبل بعض رجال الامن الذي غفلوا عن (العجلة المفخخة ) او الارهابي المفجر .. كل هذه هي اسباب هذه الكارثة المأساوية .. 
ولو انتبهنا الى الصور الاولية للحريق لوجدنا ان الطوابق العليا وجزء من السفلي.. لم يتضرر بعد بالانفجار ولا بالاحتراق في بداية الامر.. وهذا يدعم تحليلنا المتواضع ..
اما الحديث عن مواد حارقة جديدة وغريبة  مستخدمة بالانفجار اعتقد وحسب اطلاعي هي مبالغ بها 
فكل الاسباب التي ذكرتها اعلاه تعد اهم اسباب هذه الكارثة المأساوية التي راح ضحيتها المئات من الابرياء شهداءا عند ربهم يرزقون ان شاء الله .وانا لله وانا اليه راجعون ..


الدكتور محمد الزيادي
استاذ تدريسي متخصص في كلية العلوم في جامعة الكوفة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك