المقالات

التاريخ لا يسجل الأماني ... بل الأفعال

1832 01:28:57 2016-06-14

الاحداث الاخيرة في بعض المحافظات في الاعتداء على المؤسسات الحكومية والحزبية تشكل ناقوساً خطيراً لسير العملية السياسية والامنية للبلد
بالذات في هذا الوقت الحرج وشعبنا في صراع مع قوى الشر هذا الزمن الذي هو زمن تنازع الأمم للبقاء، وفيه تنشط عوامل الفساد والتجزئة . في مقابل ذلك عوامل للخير والعطاء، ولايخلوا اي مجتمع من هذين المفهومين ،أن تلاحم وتكاتف ووحدة الصف من شأنه تفويت الفرصة على مرضى النفوس ومن يريدون العبث بأمن اي مجتمع وبلد واستقراره ويحاول إدخاله في أتون الفوضى ، ولكن الاعتماد على مد يد التعاون والبناء ونبذ الخلافات ورص الصفوف من أجل بناء الوطن بعيدا عن المماحكات والخلافات ومخلفات الماضي البغيض هو السبيل لانقاذه من الضياع .

نعم بالعزم ينبثق الفجر من أشد ساعات الليل حلكاً ليعلن مبدأ جديدا هو مبدأ الإرادة ، ورصد الصفوف ، ووحدة الكلمة ، السبيل لاي شعب حي يريد سيادته على نفسه ووطنه ليحقق مثله العليا ــ أن المبادئ توجد الشعوب لا الشعوب للمبادئ ، أن كل مبدأ لا يخدم سيادة الشعب نفسه ووطنه هو مبدأ فاشل ، و كل مبدأ صحيح يجب أن يكون لخدمة حياة الوطن . 

نحن علينا ان نكون هكذا ، اذا وضعنا أيدينا على العلة ووجهنا انظارنا إلى الأمام، وصرنا قلباً واحداً، وشعب حي يريد الحياة الحرة الكريمة ، وبقدرما يحب الحياة يحب الحرية . ويحب الموت متى ما كان الموت طريقاً إلى الحياة . منذ اللحظة التي أخذنا فيها نجمع بين الأفكار والعواطف ونلم شمل قوانا المعرضة للتفرقة بين عوامل الفوضى السياسية المنتشرة في طول بيئتنا وعرضها ونُكَون من هذا الجمع وهذا اللّمّ نظاماً جديداً ذا أساليب واطرجديدة يستمد حياته من القيم والحضارة ويصمد امام الملمات والازمات ، ومن هنا يجب التركيز على الجوانب المضيئة للدين كعامل استقرار بين الشعوب وليس عامل احتراب وصراع ، وبيان جوهر الدين الحقيقى المبنى على الرحمة والعدل واحترام الإنسانية.

منذ تلك الساعة يمد الفجرذراعه من الليل وتخرج حركتنا من الجمود وتنطلق من وراء الفوضى قوة الارادة بأتجاه الحركة، ونصبح أمة بعد أن كنا قطعاناً بشرية وتغدوا دولة تقوم على دعائم ومرتكزات مثل :- الدين ، الوطن ،الوحدة ،الحرية، ، النظام، القوة، بعد ان نقضنا فعل التاريخ الجامد وابتدأنا تاريخنا المتحرك الصحيح و التاريخ الحقيقي .بالحاضر الحقيقي .بشرط ان نعقد فيها القلوب والقبضات على الوقوف معاً والسير معاً في سبيل تحقيق المطالب العليا المعلنة وفي غاياتها، ووضعنا أيدينا على المحراث لنزرع ووجهنا صدورنا لمواجهة القادم ، كما عرف عنا مثل شعوب الارض لاننا نحب العزة،. ولانخضع للظلم .بالمعنى الصحيح. كل ما كان هنالك تململ من حالات غير طبيعية لا يمكن أن يأنس إليها اي شعب أو يجد فيها سداً لحاجاته الحيوية. 

المشاهد ان من هم في العملية السياسية جعلوا همهم استثمار هذا التململ لينالوا مكانة يطمعون فيها، واستندوا في تزعمهم إلى منافذ مأخوذة من مبادئ الزمن الماضي جعلت من الشعب مسلوب السلطة وارادته مرهونة بيد جماعات معينة تبذل مصالح الشعب في سبيل نفوذها . وراء البعض من هؤلاء دول طامعة في هذا العصر لدعم قادتهم بالمال فلجأوا إلى طرق ملتوية ، يتناغمون بكلمات الحرية والاستقلال والمبادئ ويتلاعبون بهذه الألفاظ لايهام الجهلة وينزلونها في غير منزلها، دهاليزواستاراً تلعب وراءه الأهواء والأغراض، المتزعمون على الساحة السياسية اتخذوا من الشعب وسيلة للتعبير عن بعض المبادئ. فعكسوا الآية بطريقة لبقة فضفاضة ، وقد يكون ذلك عن جهل مطبق ، وكونوا قضية مضحكة مبكية هي قضية جعل الشعب وقفاً على مبادئهم وتضحيته في سبيل تلك المبادئ. وقد كادوا ان ينجحون في ذلك . 

لكن إن إرادتنا نحن هي التي تقرر كل شيء متى ما وقفنا على أرجلنا ودافعنا عن حقنا في الحياة بقوتنا. ومنها فصاعداً سوف تدير أرادتنا دفة الأمور. ومنها فصاعداً يجب على كل عضو في المجتمع ان يشعر أنه آخذ في التحرر من السيادة الأجنبية والعوامل الخارجية المخضعة ، لأنه في دولته المستقلة التي لا تستمد قوتها إلا من شعبها ولا تستند إلى قوى خارجية . ولوحتى اذا تصورنا قد تحررنا ضمن وطن بعيد عن السيادة الأجنبية والعوامل الخارجية ، تبقي علينا أن نعمل من اجل انقاذ أمتنا بأسرها وأن نحرر ارضنا بكامله من عوامل التصدع والانحراف . رغم الخطورات والازمات التي سوف نواجهها و صعوبات داخلية وخارجية يجب أن نتغلب عليها، مبتدئين بعد أن نكون قد تغلبنا على الصعوبات الداخلية. متكئين على قواعد حيوية تأخذ الأفراد إلى النظام وتفسح أمامهم مجال التطور والنمو على حسب مواهبهم ومؤهلاتهم " الصعوبات الخارجية " فتهون متى ما تغلبنا على الصعوبات الداخلية ،

عبد الخالق الفلاح

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك