( بقلم قاسم الحوراني )
بعض دول العالم تجعل من الصحافة مظهراً من مظاهر الدولة المعاصرة ، فتنشئ صحفاً مثل بقية دول العالم ، أما ما ينشر في هذه الصحف وكيف يتم تسييرها فهذا موضوع آخر ، ووضع آخر ، لكن الأهم بالنسبة لهذه الدول أن يكون هناك صحف يومية وشهرية وغير ذلك مثل باقي دول العالم ، الحالة التي نتحدث عنها موجودة في السعودية تماماً .
الصحف في السعودية تخضع لقبضة الدولة من مخابرات وأجهزة أمن وسلطات دينية ، وأوصياء على الصحافة لا هدف لهم إلا الحرص على أن تكون هذه الصحافة لا تخدم إلا النظام ، والدعاء للأسرة الحاكمة والإشادة بمواقفها وسياساتها ، أما خدمة القراء والجمهور وتقديم المعلومة فهذه الأشياء لا وجود لها في الصحافة السعودية .
إحدى المنظمات المستقلة واسمها لجنة حماية حرية الصحافة ومقرها مدينة نيويورك قامت بإرسال أحد مسؤوليها في زيارة إلى السعودية أطلع خلالها على أوضاع الصحافة السعودية على عين المكان في أنحاء مختلفة من المملكة ، وقابل خلالها بعض المسؤولين السعوديين في الدولة وخاصة في مجال الصحافة ، وكان تقرير الزيارة الذي صدر عن لجنة حماية حرية الصحافة فضيحة أماطت اللثام عن المستور في الصحافة السعودية ، خاصة أمام أولئك الذين كانوا يعتقدون أن هناك صحافة تمارس قدراً من الحرية في السعودية ، فقد بين التقرير الممارسات التي يقوم بها النظام السعودي في مجال الصحافة .
بين تقرير لجنة حماية الصحفيين أن الصحافة السعودية هي ملك للدول وأن هدفها هو نشر ما يرغب فيه النظام ، ولا يسمح من خلالها بنشر أي وجهة نظر معارضة أو مختلفة ، كما بين التقرير الوسائل الحديدية التي يتبعها النظام السعودي لتكميم الصحافة وجعلها تصب في مصلحته فقط ، ومن هذه الوسائل تعيين مسؤولين موالين للنظام كرؤساء تحرير وتعيين صحفيين موثوق بهم في هذه الصحف ، كما توجد قائمة المحظورات التي لا يمكن الخوض فيها ، يضاف إلى ذلك أن ما تمارسه الجماعات الدينية المتطرفة والمتزمتة في النظام السعودي من نفوذ بشأن الموضوعات التي تطرح في الصحافة السعودية ، حيث لا تسمح بنشر إلا ما يتفق مع هواهم . هذه هي الصحافة السعودية كما كشفت عنها لجنة محايدة أطلعت على الأوضاع الصحفية على عين المكان في المملكة .
قاسم الحوراني
https://telegram.me/buratha