كشف هلاكه عن ان الزرقاوية منهج وثقافة تأصلت في المجتمع العربي ولب هذه الثقافة هو التكفير الذي يستمد شرعيته من المذهب الوهابي التكفيري وعليه اصبحت الزرقاوية كالصدامية منهج ولن تنتهي بموت الاشخاص فقط بل بأجتثاثها واستأصالها من الواقع السياسي والاجتماعي وهنا يبرز اسم الضاري (الزوبعاوي) كمصداق من مصاديق الزرقاوية خصوصا وهو يترأس هيئة وجدت لنشر الفكر التكفيري في ربوع العراق الحبيب ونشر الطائفية الاجتماعية المقيتة. ( بقلم محمد حسن الموسوي )
لقبه مشتق من الزرقاء ثاني اكبر مدن اقليم شرق الاردن التي باتت تعرف بالمملكة الهاشمية الاردنية. ولا توجد ادنى صلة بين اللقب وبين (زرقاء اليمامة) المرأة المشهورة في التاريخ العربي بقوة بصرها حتى اصبحت مضربا للمثل لانه اي الزرقاوي احادي النظر عديم البصيرة ولا يبصر سوى منظر الدم ولا يعتقد الا بالدم بل كما ذكرت هو من مدينة الزرقاء والتي لا علاقة لها بالازرق لون السماء والصفاء والسكينة والذي يقول فيه الشاعر:
لو لم يكن ازرق الالوان اجملها ما اختاره الله لوناً للسموات
وعلى العموم لا علاقة للزرقاء بهذا اللون من قريب او من بعيد لانها مدينة ابعد ما تكون عن الهدوء والسلام ولانها جرداء عاشرها السل والجرب. اما السل فيتمثل بالفكر الديني السلفي المتخلف الضارب الجذور بهذه المدينة والممزوج بتعصب قومي عنصري واما الجرب فالمقصود منه الفلسطينيون الذين استوطنوا هذه المدينة منذ عام 1948 عام النكبة كما في الادبيات العربية ثم جاءتها الموجة الثانية منهم بعد عام النكسة 1967.
اما لماذا سميت هذه الاعوام بالنكبة والنكسة فذلك بسبب خسارات العرب لحروبهم المتتالية مع اسرائيل التي أُعلنت كدولة عام 1948 وفي هذه الحرب بالذات استطاع الجيش العراقي الذي شكل الشيعة والاكراد اغلب افراده الوصول الى اعتاب تل ابيب بعد ان استبسل في المعارك من بين بقية الجيوش العربية التي شاركت في الحرب وسقى ارض فلسطين بدماء جنوده الابطال يومها كان جد الزرقاوي يساوم الاسرائليين على بيع ارضه وداره وليحزم بعد ذلك حقائبه ويأم وجهه شطر الاردن الشرقية وتحديدا شطر الزرقاء ليتخذ منها سكنى وموطنا جديدا له ولعائلته المكونة من عشرين فردا بعد ان ادعى كأكثر الفلسطينيين الذين باعوا اراضيهم طواعية ً انهم طردوا منها وانها أُغتصبت منهم.
يبدو ان جد الزرقاوي ولقبه (الخلايلة) لم يستطع تحمل انهزام الجيوش العربية السنية امام الجيش الاسرائيلي واستبسال الشيعة العراقيين في الدفاع عنه وعن فلسطين وترخيصهم ارواحهم في سبيل قضية هي ليست بقضيتهم ومن اجل ارض هي ليست بارضهم بينما باع هو ارضه بأبخس الاثمان واطلق ساقييه للريح يوم التقى الجمعان, فقرر الجد ان يزرع الحقد والكراهية ضد الشيعة العراقيين _وهم في نظره ونظر المذهب السلفي الذي يعتنقه كفرة ومشركون يعبدون عليا ً ويسجدون للحجر ويتزوجون امهاتهم واخواتهم _ في نفس حفيده الذي ابصر الدنيا في الزرقاء كلاجيء مشرد وحيث تلقى اولى دروس الحقد والكراهية والبغضاء وغسل الدماغ ضد الشيعة الذين قاتلوا الاسرائليين في سبيله وهم _اي الشيعة_ لا ناقة لهم بالامر ولا جمل, وكذلك ضد الامريكيين لينفس الحفيد المسخ عن حقد جده الدفين بعد اكثر من ثلاث عقود في العراق حيث التقى لاول مرة في التاريخ السياسي المعاصر الشيعة والامريكان بعد خصام طويل سببه اخطاء السياسة الامريكية تجاههم ومواقف شيعة العراق المثالية وخصومتهم الغير مبررة في احيان كثيرة لامريكا بسبب التثقيف الشيوعي والقومي والاسلاموي المناهض لأمريكا والغرب في صفوفهم.
وبكلمة أخرى خاض شيعة العراق صراعا ضد امريكا هو ليس بصراعهم فمرة خاضوه نيابة عن العرب بسم تحرير فلسطين بينما اصحاب الشأن الحقيقيين اعني الفلسطينيين والعرب المجاورين لاسرائيل سارعوا لإنهاء صراعهم والتطبيع معها وهاهو الرئيس الفلسطيني يعلن اليوم عن وثيقة الاعتراف بإسرائيل, ومرة ثانية نيابة عن الشيوعية والاتحاد السوفيتي السابق بسم معاداة الامبريالية العالمية مع ان اصحاب الشأن ايضا الروس وبقية الدول الشيوعية قررت في النهاية ترك الشيوعية والالتحاق بركب (الامبريالية) ومع ذلك لايزال بعض الشيعة يؤمنون بالشيوعية رغم ان اكثرهم لاجئ في امريكا والغرب (الامبريالي) ويتقاضى المساعدات الاجتماعية (Social Security) من (الامبريالية) في حالة من التناقض مع النفس لا وجود لها في اي مكان من العالم سوى عند الشيوعيين العراقيين, ومرة ثالثة نيابة عن ايران وفكرها الديني المتشدد بسم الثورة الاسلامية علما ان الشعب الايراني من اكثر شعوب المنطقة تأثراً بالثقافة الامريكية ومولعاً بها الى حد الجنون ويتطلع لإقامة افضل العلاقات معها لولا توجهات قيادته الراديكالية. وفي هذه المرات الثلاثة لم يكن لشيعة العراق مبرر منطقي لمعاداة قوة عظمى مثل امريكا سوى مثالية الشيعة وطيب سرائرهم وحسن نواياهم وانخداعم بالشعارات الثورية الفضفاضة وقلة خبرتهم في شؤون الحكم والدولة.
و نعود الى (ابو البلاوي) الزرقاوي الذي نشأ في شوارع الزرقاء البائسة حيث كان يقضي اوقاته متسكعا كأحد اشقياء المدينة اي (ازعر) كما يوصف باللغة البدوية الاردنية وهناك بدأت تظهر مواهبه الشريرة في القتل والاعتداء على الامنين ليستغل هذه المواهب القذرة بعد ذلك في قتل الابرياء من العراقيين لاسيما من الشيعة الذي دخل العراق متعطشا لدمائهم طالبا للثأر منهم حاملا معه فتاوى مشايخه قي استباحة دمائهم واعراضهم وذلك عملاً بوصية جده المأفون الذي زقه كراهية الشيعة زقا ليتحول الى عنصر هدم وضرر في كل مجتمع يعيش فيه وقد اثبتت سيرته في العراق والايام التي قضاها ينشر الرعب في بلاد الرافدين انه ضارفي حياته نافع في مماته وهلاكه واليك التفصيل:
ضار في حياته لانه اعتنق فكرا ضارا اعني الفكر الوهابي السلفي التكفيري وقد اثبتت التجربة التأريخية ان كل وهابي ارهابي مع وقف التنفيذ اي اذا سنحت له الفرصة. فماذا نتوقع من ارهابي غير الشر والضرر والقتل وقطع الرؤوس والتفخيخ؟. وكونه سلفي فمعنى ذلك انه ضد كل ما هو تقدمي نافع للبشر وضد كل مظاهر الحياة الجديدة ويعني كذلك التمسك بالقديم وتقديسه والرجوع بعقارب الساعة الى ذلك القديم تحت يافطة احياء (سنة السلف الصالح). وكونه تكفيري فمعناه انه اقصائي لان التكفير كمنهج وكثقافة يعني اقصاء والغاء الاخرين ورفضهم وتبرير قتلهم واستئصالهم من الحياة اذ ان الفكر التكفيري ينطلق من عقلية الغائية ضيقة تصنف الاشياء الى حق مطلق وباطل مطلق والى ثنائية حادة اما الاسود واما الابيض ولا مجال للون رمادي بينهما ولعل اوضح تعبير لهذا الفكر العدائي وهذه الثقافة الاقصائية هو ماعبرت عنه كتابات شيخ التكفيريين سيد قطب وتنظيره في كتابه (معالم الطريق) لنظرية (التقابل) حيث يصنف المجتمع وفقا لهذه الاطروحة الى مجتمع مسلم مؤمن يستحق الحياة والى مجتمع كافر مشرك يستحق الموت ويضع بعد ذلك معايره الخاصة لكل من المسلم والمشرك. وجدير بالذكر ان الظواهري هو ألمع تلاميذ سيد قطب وأكثرهم عملا ً بفكره الهدام هذا. فمما تقدم يتضح ان وجود الزرقاوي في الحياة كان ضررا كبيرا وقد شاهدنا سوء افعاله وشنيع اعماله بالعراقيين وقتله للابرياء من دون ذنب اقترفوه سوى انهم ليسوا بسلفيين تكفيريين وهابيين اي انهم ليسوا بمسلمين حقيقيين وفقا للتقابل الذي يقول به قطب وتلميذاه الظواهري والزرقاوي .
اما كونه نافعا في هلاكه فلأنه كشف عن الكثير من المستور من مواقف الاخرين تجاه العراق والتي ماكان لبعض العراقيين اكتشافها او الاقتناع بها الا بشق الانفس الا ان موت الزرقاوي في هذا الوقت بالذات وبهذه الطريقة المدوية جعل الاخرين يتقيئون ما في احشائهم من سموم واسقط ورقة التوت عن عوراتهم فسهل الامرعلى العراقيين المتنورين الذين كانوا يعانون في سبيل اقناع بعض المخدوعين منهم بحقيقة العرب عامة ودول الجوار خاصة ويمكن ان تكون هذه المنفعة الوحيدة والعظيمة التي قدمها الزرقاوي للعراقيين وتعالوا نرى ماذا حقق لنا ايضا هلاك هذا المجرم الارهابي.
كشف هلاكه عن ان الزرقاوية منهج وثقافة تأصلت في المجتمع العربي ولب هذه الثقافة هو التكفير الذي يستمد شرعيته من المذهب الوهابي التكفيري وعليه اصبحت الزرقاوية كالصدامية منهج ولن تنتهي بموت الاشخاص فقط بل بأجتثاثها واستأصالها من الواقع السياسي والاجتماعي وهنا يبرز اسم الضاري (الزوبعاوي) كمصداق من مصاديق الزرقاوية خصوصا وهو يترأس هيئة وجدت لنشر الفكر التكفيري في ربوع العراق الحبيب ونشر الطائفية الاجتماعية المقيتة. وكذلك كشف هلاكه عن الوجه النشاز لحركة (حماس) بإعتبارها تنظيما تكفيريا داعماً ومروجاً للارهاب وقد اسفرت الحركة عن وجهها الفبيح ببيانها الصريح الذي نعت فيه الارهابي الزرقاوي واصفة ً اياه بـ (شهيد الامة) ثم عادت وتنكرت لما اصدرت لكن نفيها جاء ليثبت ما نسب اليها حينما اعتبر المتحدث يإسمها تنظيم الزرقاوي من (حركات التحرر العالمية) ؟ تصوروا ان تنظيماً يقوم على قطع الرؤوس وذبح الابرياء وخطف النفوس تعتبره (حماس) حركة تحرير ضد (الاحتلال) الامريكي. وهنا اود ان اتساءل ويتساءل معي ملايين من العراقيين ومن احرار العالم لماذا يكون التدخل الامريكي في العراق (احتلالاً) بينما يكون في الشأن الفلسطيني عملاً انسانياً ودولياً يستحق الاحترام؟ ولماذا المال الامريكي المدفوع للعراقيين تعتبره (حماس) سحتاً وحراماً وعمالةً بينما تطالب هي من امريكا والاتحاد الاوربي الالتزام بتعهداتها ودفع (المساعدات) المالية اليها والتي تصل الى ملايين الدولارات شهرياً؟ فلماذا الدولار الامريكي في فلسطين اخضر وفي العراق اصفر؟ ولماذا الانتخابات الفلسطينية التي تجري تحت الاحتلال الاسرائلي توصف بالشرعية بينما الانتخابات العراقية الي تجري تحت القرار الدولي 1546 توصف باللاشرعية؟ ولماذا انتخاب (حماس) السلفية يكون امراً وطنياً بينما انتخاب الائتلاف الشيعي يكون امراً طائفياً؟ لماذا باءُ الفلسطينيين و(حماس) تجر وباءُ العراقيين والشيعة لا تجر؟
اخيراً هذا الموقف من (حماس) والذي كشفه هلاك الزرقاوي والذي سبقته مواقف انتهازية لهذه الحركة الارهابية من قبيل اقامتها مجالس العزاء على هلاك نغلي صدام وكذلك دفاع الرنتيسي عن ديكتاتور العصر وطاغية الدهر ووصفه اياه بـ (المجاهد) ومواقف اخرى رفع الغطاء عن اعين بعض شيعة العراق النجباء من حسني النوايا الذين تطوعوا (قربة لوجه الله) ان يكونوا الذراع الايمن لـ (حماس) والايسر لـ (حزب الله) في العراق في تصرف غير دقيق ولا ينم عن نضج سياسي. فالمطلوب الان من هؤلاء الشيعة اعلان البراءة من هذين التنظيمين الحاقدين على كل ماهو عراقي شيعي وكذلك المطلوب من الحكومة العراقية طرد القائم بالاعمال الفلسطيني في العراق وقطع اي شكل من اشكال العلاقة الديبلوماسية مع الحكومة الفلسطينية لا سيما وان تنظيما ارهابيا مثل (حماس) يقودها.
بقي ان نقول ان هلاك المجرم الزرقاوي انجاز عظيم للعراقيين وللقوات الصديقة المتعددة الجنسيات ولكن هذا الانجاز لايكفي مادامت الزرقاوية باقية في المنطقة والعراق . هلك الزرقاوي ولكن ماذا عن خليفته الحقيقي (الزوبعاوي) هل سيترك حراً طليقا؟ أن رصاصة واحدة في رأسه العفن تكفي فهل سيفعلها المالكي؟ نترك الاجابة له ليجيبنا يوم يزف لشعبه نبأ هلاك هذا الجلف البدوي كما فعلها قبل ايام حينما زف للعراقيين بشرى انزال حكم العدالة بالزرقاوي حفيد بسر بن أرطأة. ثقتنا بسليل الاشتر عالية وقد أثبت ان (كَصته خير) على العراقيين والايام القادمة ستؤكد هذا فـ(انتظروا انا معكم من المنتظرين).
محمد حسن الموسوي
https://telegram.me/buratha