المقالات

نداء الضمير والمسؤولية

1485 18:19:26 2016-05-12

العمليات الارهابيةالاخيرة في مناطق مختلفة من بغداد اسبابها الخلافات التي عصفت في البلاد والوضع السياسي الذي يشوبه الغموض ولايعرف الى اين تتجه البوصلة .حلها يعتمد الخروج من الجمود والركود المصنع والعودة الى الروح الوطنية .

الصراعات اخذت بالتزايد حدة وعنفا بين أطراف العملية السياسية والقضايا الخلافية التي تحتدم بينهم من حين لآخر تعود الى تفاقم التوترات والتشنجات بين مكوناتها وسيادة أجواء الإرتياب والرؤية الضبابية وعجز الشراكة الوطنية عن الإرتقاء إلى مستوى إرساء أسس راسخة من التوافق والشراكة ووحدة الرؤى والموقف تجاه القضايا الأساسية التي هي بحاجة إلى معالجات جادة للإنتقال إلى خطوة متقدمة . 

العملية السياسية في العراق يجب ان تكون من اجل اعطاء الفرصة لنمو القوى الخيرة وتحقيق المفاهيم الانسانية لا من اجل الحصول على المكاسب والمناصب وتقسيم الثروات واعطاء الحق الكامل للفرد الكفوء في ان يكون مؤثراً لقرارات السلطة السياسية على اسس وقواعد تحترم وتصون حق الفرد او المجتمع مهما كان صغيراً او كبيراً في تنمية ثقافته وحضارته والماكنة الادارية للدولة.

الحركة الوطنية في مجتمعنا ممكن ان تكون اداة ايجاية وفعالة اذا اخذنا دروساً من الماضي ودروساً من التحالفات السليمة التي خدمة المواطنة .
في الحقيقة ان العراق يمرحالياً بمرحلة مفصلية، بلغت الأزمة السياسية فيه مرحلة الخطر الحقيقي، وإن لم تدرك القوى السياسية هذا الخطر المُحدق بها وبالعراق كدولة متماسكة، فإن الجميع ومعهم البلد كله يتجه نحو التشتت والفوضى والمستقبل المجهول، وهذا ليس في مصلحة أي من القوى السياسية الحالية ولا في مصلحة دول المنطقة أو المجتمع الدولي الذي سيضطر للتدخل مرة أخرى ويتحمل تكاليف مادية وبشرية جديدة .

هناك مخاطر جمة في مقدمتها الطائفية السياسية وإرهاب بشع يستغل المناخ السياسي السلبي ليوسع نشاطاته ضد شعبنا لضعف المؤسسات المهنية الكفء التي تبنى عليها الدولة القادرة والمتمكنة من تقديم الأمان والخدمات اللائقة، ومفرق للمجتمع بدلاً من بناء دولة مواطنة كاملة وحقيقية، 
من المهم غلق منافذ الترويج للاشاعات التسقيطية التي تمارس اليوم عن طريق وسائل الاعلام المختلفة يجب التنبه لها ودراستها دراسة واقعية معمقة ناضجة وكشف منابعها وتجفيف مواردها بشكل دقيق وبمعالجة حكيمة بأتخاذ التدابير الاستراتيجية التي تحفظ وحدة الشعب وتضع اسس قوية لمستقبل سليم معافى عرقياً ومدنياً حراً تحفظ فيه حب المواطنة وحقوق الانسان .

الإنجازات الأمنية تتطلب بذل جهود مضنية للحفاظ عليها من خلال العمل على توحيد الصفوف ومشاركة جميع فئات الشعب العراقي وكل من يعتقد أن خطر الإرهاب الذي يطال الدولة في هذه المرحلة سوف لا تطاله إنما هوفي وهم خاصةً أن هذه المجاميع المجرمة كشرت عن نواياها الخبيثة باتجاه إشعال الفتن الطائفية في العراق و المنطقة وبرغم مما تحدثه من خسائر في الأرواح يوميا إلا أنها باتت مدانة من عموم الشعب العراقي الذي بات موحدا ضدها. 

ثمة ملاحظة يجب ادراكها ان هناك علاقة جدلية بين الإرهاب المسكوت عنه إعلاميا و الإرهاب المضاد المحمول عليه بشدة من طرف و سائل الإعلام المعلومة الحال، مع العلم أن هذين النوعين من الإرهاب هما وجهان لعملة واحدة ويغذي كل منهما الآخر و يذكي ناره. 

على الدولة ان تكون لها هناك دورحقيقي على مستوى المعلومة والخطط الامنية واستخدام التقنية الحديثة ودعم افراد الجيش والشرطة الاتحادية ورجال الامن مادياً ومعنوياً وابعادهم عن الصراعات السياسية والعمل على اساس المواطنة كما عودونا والمحافظة على وحدة الامة وتماسك نسيجها الاجتماعي والاسري والارتقاء بكل عوامل العائلة نحو الافضل وتوفير مستقبل لحمايتهم . 

كما ان دماء الالاف من الشهداء الذين لا يمكن ان تضيع دون قطف ثمار تضحياتهم على خطوط المواجهة تدعوا لتحمل هذه الرسالة . الكتل السياسية الوطنية والمكونات المجتمعية في العراق اليوم مطلوب منها حماية هوية التعددية وتنوعه العرقي والديني والثقافي والذي يعتبر مصدر اثراء للاجيال القادمة ، ورعاية حقوق الانسان ، والعمل على ترسيخ هذه المبادئ ، والقبول بالآخر ، بل لتحقيق التعاون البناء على الخير والعدل ، والإحسان.علينا ان نكون متفائلين دائماً ، فالتفاؤل يزيد من الإيمان و بقدرات الإنسان ومقدرته على حل المشكلات بل وعمل المعجزات. و أنّ صوت العقل هو الذي يلهم إبداع الإنسان. هو الصوت الذي يعلوا ليحثنا دائماً للوصول إلى الأفضل 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك