طريقي للبيت, يمر بشارع حي البتول, لكن دعوني اسميه شارع الهم, بل من التجني أن نسميه شارع, فهو اقرب لكونه بركة طين وماء , فبعد أمطار الثلاثاء الفائت, تحول إلى بركة كبيرة من الوحل, مما جعل الازدحام لا يطاق, نتيجة صعوبة سير المركبات, مما اوجد ازدحامات لا ينتهي, الوقت يفلت منا, ونحن جالسون في الباص, منتظرين أن تحين لحظة فرج, كي تتحرك السيارات, لنصل لبيوتنا, لكن دوما تكون تلك اللحظة بعيدة.
قبل أسابيع جاءت لزيارته أمينة العاصمة, بعد توسلات كثيرة من أهل المنطقة, ووعدتنا الأمينة, بحل مشكلة الشارع بأسرع وقت, وتنفس أهالي المنطقة أملاً, بان تفي المرأة بما وعدت, خصوصا أنها المرة الأولى التي تتنازل بها, وتزور المناطق البسيطة, ذات الأكثرية الفقيرة, فكانت الأفكار تتزاحم في مخيلة الناس, لشكل أكثر جمالا لشارع المشاكل, بحيث نراه شارع نظيف ومبلط, كي ترتاح الناس من محنته المزمنة.
ومر الوقت مملا, فها هي الأسابيع تتقافز مسرعة, منذ أن وعدتنا ذكرى علوش, والشارع بأسوأ أحواله, والازدحامات لا تنتهي, وإذا أردت أن تعبر الشارع فالأكيد أن ملابسك ستتشح بلون الطين والماء, وهذه محنة الموظفين والطلاب كل يوم, أصاب الناس الكدر والألم, من عدم تنفيذ ذكرى لوعدها, وعدم اعتذارها حتى! هل لان أهالي المناطق, هم من الفقراء, فلا يجد المسئولين حرجا من نقض وعودهم؟ أم أنها السياسة بنكهة ميكافيلية.
اعتقد أن على الأهالي, أن يدركوا كيف تكسب الحقوق, وان يكونوا أكثر وعيا بالمستقبل, فلا يعطون أصواتهم, ألا لمن يضمنون يقينا, انه سيعمل لأجلهم, فالذين كذبوا عليهم قائمة طويلة, من البرلمانيين وأعضاء مجلس المحافظة, ممن صعدوا بأصوات المساكين.
في الختام, أتساءل: متى يدرك السادة المسئولون, الحديث النبوي الذي تعلمناه في الخامس الابتدائي, والذي يتحدث عن علامات المنافق, وكان احدها "أذا وعد اخلف", فهم ألان نفاقهم معلن, والشعب يعي صنف من يتحكم بالقرار, فمن المعيب أن يتكلمون بالدين أو القيم الأخلاقية آو الوطنية, فلن يستر عورتهم أي ثوب.
https://telegram.me/buratha