شهدت اسعار النفط ارتفاعاً ملموساً في نهاية الاسبوع الماضي، قبل ان تغلق اسواق البورصة مساء الجمعة.. ويعلل المحللون ذلك بانخفاض قيمة الدولار، او بسبب الاعلان عن انخفاض جزئي في الخزين الامريكي.. لكنه يبدو ان السبب الرئيس هو الاعلان عن الاجتماع المرتقب في الدوحة بين روسيا والسعودية وفنزويلا وقطر والذي من المفترض عقده في 16 شباط الجاري.. والذي يستهدف اعادة السيطرة على الاسواق بعد سلسلة لقاءات واتصالات بين وزراء النفط من "اوبك" وخارجها.. وسيكون هدف اجتماع الدوحة هو الاتفاق على عدم رفع الانتاج.. وسيعقب ذلك مباشرة اجتماع بين وزراء النفط الفنزويلي والايراني والعراقي في طهران. فاذا ما اتفقت الاطراف فسيتم استحصال دعم بقية الدول المنتجة سواء من داخل "اوبك" او خارجها.. وعندها قد تتوفر فرصة اجتماع طارىء لـ"اوبك" سبق لمعظم الدول ان قامت بتأييدها، شرط تحقيق اتفاق مسبق، قبل الذهاب لمثل هذا الاجتماع.
لاشك ان الوصول الى اتفاق بعدم رفع الانتاج، ولو لفترة من الوقت، من شأنه ادخال عامل مهم في دفع الاسعار نحو الارتفاع.. وبالفعل قد نشهد ارتفاعاً خلال هذا الاسبوع، ان لم تظهر اتجاهات مضادة. ولقد لعب العراق دوراً رئيسياً لتحقيق اتفاق بين المنتجين من "اوبك" وخارجها، وردد مراراً موقفه الايجابي لاستعادة المبادرة وتحقيق التوازن في اسواق النفط. فاستمرار انخفاض الاسعار بات امراً ضاراً ليس بالبلدان المنتجة والمصدرة فقط، والعراق من ضمنها، بل ايضاً بالاقتصاد العالمي عموماً.. فهناك اليوم مؤشرات انكماشية في الاقتصاديات الكبرى كالصين واليابان واوروبا.. بل بدأت بعض العوامل السلبية بالظهور حتى في الولايات المتحدة الامريكية.
وقد اعلنت شركات النفط عن اوضاعها المالية لعام 2015 فبينت تراجعاً خطيراً في موازناتها. فخسرت "شل" نصف ارباحها.. واعلنت "شيفرون" تعرضها للخسارة في الربع الاخير من العام، وهو ما لم يحصل منذ 13 عاماً.. وتقول "بي بي" البريطانية انها خسرت اكثر من 6.5 مليار دولار في 2015، وان ارباحها ستكون 196 مليون دولاراً، خلاف المتوقع وهو 730 مليون دولاراً.. وان اسهمها قد انخفضت 8.5%، وانها تخطط لتسريح 7000 وظيفة وهو ما يشكل 9% من مجموع منتسبيها في العالم.
فاذا تحققت اجتماعات الوزراء، وتم الاتفاق على عدم رفع الانتاج، والتزمت الدول بذلك، فانه سيساهم، ولاشك، في تقليص الفجوة بين العرض والطلب، بسبب الزيادة الطبيعية للطلب التي تقدر سنوياً بـ1.5 مليون برميل/يوم تقريباً. وقد نشهد عندها تحسناً ملموساً في اسعار النفط.
عادل عبد المهدي
https://telegram.me/buratha