مظفر قاسم mudhaffar@maktoob.com
قد لا يلتفت البعض الى دور علم النفس في حياتنا الاجتماعية والمهنية بل وحتى السياسية لما له من تأثير واضح في رسم سياسات داخلية وخارجية , وأرى أن أسس الحرب البارده تقوم أصلا على العوامل النفسية التي تتضمنها التصريحات بين الدول المتصارعه , وفي الحروب يدخل العامل النفسي في بث بيانات وهمية وتصريحات (نارية) وأخرى خيالية لشحذ الهمم وبث الخوف في قلوب الخصم ! ولو أسردت الحروب التي دخل فيها العامل النفسي أكاد أقول جميعها بل أن العامل النفسي يدخل ليس فقط في بيوتنا وحياتنا الاجتماعية بل هو يتحكم في سلوك الفرد فكثير من علماء النفس يقولون ان أفعال الفرد عبارة عن ردود أفعال وليست أفعالا كما نسميها نحن بأن فلانا فعل كذا وكذا , فعلماء النفس عكسنا تماما يقولون بأن فلانا كان ردّ فعله كذا وكذا, ولشرح هذا بصورة مبسطه دعونا نسأل أنفسنا بعض الاسئلة منها : لماذا نأكل ؟ لماذا نشرب الماء ؟ لماذا ننام ؟ لماذا نعمل ؟ لنجد الاجوبة على التوالي لاننا جعنا , عطشنا , تعبنا , نعيش ... فالجوع والعطش والتعب والعيش الاسباب التي دعت لان نأكل ونشرب وننام ونعمل , أي الفعل , لذا كان سلوكنا اليومي ردَّ فعل , ومن هنا قال علماء نفس بأن سلوك الانسان عبارة عن مجموعة ردود أفعال لا أفعال ... هذه مقدمة بسيطه لاعتراضاتي الاعلامية ومهما أختلفنا فأظن أننا سنتفق تماما بأن علم النفس يدخل أيضا في الاعلامّ سواء كان مرئيا أو مسموعا أو مقروءا فلكل وسيلة اعلامية رسالة تؤديها وتعتمد هذه الرسالة على حضن ناشئها وذهن متلقيها وهنا لا أريد مخاطبة الاحضان بل أود مخاطبة الاذهان لان الاحضان صمّاء لا تسمع اطلاقا بل لا تعرف غير الحديث لكن الاذهان التي تتلقى الرساله الاعلامية يمكن التحاور معها , وهنا دعوني أبدي بعض اعتراضاتي الاعلامية على ما يجري في أغلب وسائل الاعلام العراقية والعربية بل وحتى الاجنبية سواء كانت تصريحات اعلامية تتبناها جهات الاعلام نفسها او كانت تصريحات حكومية مسؤولة لم ينتبه مصرّحوها لطياتها... فتعالوا معي نستعرض بعض هذه الاعتراضات تاركا لكم كل الحرية في الرّد عليها دون تردد .. نحن الان في منتصف 2006 أي مرّ الان أكثر من ثلاثة أعوام على سقوط نظام صدام في العراق وجميعكم يعرف المراحل السياسية التي مرّ بها الشارع السياسي العراقي من انتخابات وكتابة دستور دائم والتصويت عليه وتأسيس حكومة انتقالية وتشكيل جمعية وطنية لحين بلوغه تأسيس الحكومة الدائمه لاربع سنوات مقبله وبالرغم من تولي الشيخ غازي عجيل الياور رئاسة جمهورية العراق في الحكومة الانتقالية ومن ثم تولي الدكتور جلال الطالباني رئاسة جمهورية العراق لفترتين متتاليتين الاّ أنني لم أر أو أسمع أية جهة اعلامية وصفت صدام حسين بـ (الرئيس الاسبق ) !! بل انهم مصرون على وصفه بـ (الرئيس السابق) !! وهنا فأني أعترض على ذلك وأعتب على الاعلام العراقي قبل العربي والاجنبي كيف لم ينتبهوا الى هذه المسألة ومازلوا في جلسات المحاكمة التي تجاوزت الثلاثين جلسة بقليل يرددون في قنوات عراقية وعربية قولة ( محاكمة الرئيس السابق صدام حسين وسبعة من أعوانه), هل أعتبرُ هذا عدم اعتراف برؤساء العراق الذين تلوا صدام ؟ أو ماذا ؟ لماذا يردد الاعلام العراقي نفس اخطاء الاعلام العربي ؟ لماذا لا يصحح اعلامنا العراقي اخطاء الاعلام العربي ؟ متى نرفع من اذهاننا تقليد الاخرين ؟ لم لا يكون للاعلام العراقي بصمته في الساحة الاعلامية ؟ اعتراض أقدمه الى جميع وسائل الاعلام من فضائيات وصحف واذاعات ... ودعوني أهمس في آذان اعلاميينا الكرام فأقول ...أيها الأحبة بالاضافة الى حقنا السياسي فان التأثير النفسي في استخدام كلمة (الاسبق) يختلف كثيرا عن استخدام كلمة (السابق) ..... أليس كذلك ؟ إذاً سجّلوا هذا الاعتراض ...إعتراضي الثاني هو على اسم ( أحمد فاضل الخلايله ), بالتاكيد قد يكون الاسم غريبا عليكم وهذا ليس بذنبكم بل ذنب الاعلام للأسف , وهنا أقول لو قرأنا قصص المجرمين لوجدناهم يهيمون بالالقاب ويتبارون في اختيار الالقاب لهم والاعلام بدوره يكنيهم بالالقاب التي اختاروها هم لانفسهم فتراهم يذيعون الاخبار والتقارير عنهم مستخدمين القابهم في حين يجب علينا نحن العراقيين (على الاقل) ان لا نقع في هذا الفخ وننساق وراء وسائل الاعلام الاخرى ووراء أهواء المجرمين انفسهم خاصة عندما يكون هذا الاجرام يستهدف عراقيتنا فلماذا نشجع المجرمين في استخدام القابهم التي يفتخرون بها ؟! ..... ياسادتي يا كرام (المجرم أحمد فاضل الخلايله) هو ما يسمي نفسه بــ (أبو مصعب الزرقاوي ) فمتى يستخدم الاعلامُ وخاصة العراقي مصطلح (المجرم الاردني أحمد فاضل) أليس هذا هو المصطلح الادق والافضل وله تأثيراته الايجابية لنا في أكثر من صعيد إن تمعّنا فيه مليًا ؟ وأقول هذا حتى بعد مقتله لأن الارهاب لن يقف بمقتله بل سيظهر آخرون فأرجوا أن لا يستخدم الاعلام (وعلى الاقل العراقي منه) ما سيطلقه المجرم الجديد من لقب على نفسه ...اذاً سجّلوا هذا الاعتراض...إعتراضي الثالث على ما يتردد في نشرات أخبار وسائل الاعلام وهم يذيعون خبرا مفاده (( أصدر تنظيم القاعده في الرافدين )) او (( أصدر تنظيم القاعده في العراق)) وهذا اعتبره خطأ كبيراً فصياغة الخبر بهذه الطريقة يعني انه اعترافٌ رسميٌ بهذا التنظيم والاحرى ان يُقال (( أصدر ما يسمى بتنظيم القاعده في ...... )) فحذف كلمة ( مايسمى ) برأي اعتراف بوجود هذا التنظيم واعطائه صفة شرعية ورسمية الى حد ما , فمتى سينتبه إعلامُنا لهذه الهفوات ؟.... إذاً سجّلوا هذا الاعتراض......أعتراضي الرابع موجه الى دوائر الاعلام العراقية فمن الواجب عليهم مخاطبة الفضائيات العربية وتوجيههم لتجاوز الاخطاء الاعلامية التي تمس العراق وشعبه فالسكوت عن هذا الامر يجلب آثارا سلبية يوما بعد يوم ويعطي فرصة للأعلام العربي لأن يصول ويجول ونحن نتفرج فقط.... ألا تتفقون معي ؟... إذاً سجلوا هذا الاعتراض.إعتراضي الخامس على وسائل الاعلام العربية, وهو اعتراض لن أخوض في تفاصيله بل سأطرحه بصيغة سؤال تاركا الاجابة لكافة الوسائل الاعلامية المرئية والمقروءة والمسموعه .... لماذا يُذكر في النشرات الاخبارية ولجميع القنوات العربية دون استثناء قولة (((( لاقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل))))!!! هذه جملة خطيرة برأي , فالأحرى بكم ان تقولوا ((( لاقامة دولة اسرائيلية الى جانب فلسطين ))) والفرق بين الجملتين كبير .... فالجملة الاولى توحي بأن اسرائيل متفضلة في اقامة دولة فلسطينية الى جانبها وكأن اسرائيل هي الاصل وهي البلد المضيف !! ((( ومساكين الفلسطينيين خلي نعطيهم دولة بجانبنا ))) !!! اما الجملة الثانية فهي التي تضع النقاط على الحروف بأن فلسطين هي الاصل وسننظر في اقامة دولة اسرائيلية الى جانب فلسطين ... ألا تتفقون معي؟ ... إذا سجلوا هذا الاعتراض على أمل ان نلتقيكم في الجزء الثاني من... إعتراضات إعلامية ... مع تقديري الكبير الى اساتذتي الاعلاميين فأني أرى حرجا كبيرا في كتابة هذه الاعتراضات بوجودهم وما أنا إلاّ تلميذ صغير.حزيران يونيو 2006وكالة أنباء براثا (واب)اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha