بناء دولة مؤسسات قوية وقادرة على تجاوز الاشكالات، وتهيئة الظروف المناسبة لاستعادة الدور الفاعل لها ضمن اطار المجتمع الدولي، مسؤولية تضامنية تقع على عاتق الجميع، ممن قبل التصدي واعلن عن دوره في مسيرة الاصلاح.
لكن ما يؤشر في الواقع العراقي الحاضر، هو وجود جهات وأصوات تتبنى دائماً مبدأ التسقيط والاستهداف، للجهات التي تقف في الطرف الاخر منها، لمجرد النيل من المنجز، وعرقلة الانجاز لتحقيق مكسب سياسي آني، لا ينتج غير مزيد من التراجع والمشاكل، وضياع الاستراتيجية البناءة .
ولكي لا نتعمق في الحديث، ونطرح عموميات الكلمات، نحدد جانب ما يثار حول أستهداف وزارة النقل وشخص وزيرها، في حملة تسابق عليها أسماء عرفت على الساحة السياسية، وتمثيلها لجهة سياسية معينة، تحاول ان تثير الزوبعات السياسية مع كل نجاح يتحقق.
فبعد ان نجحت وزارة النقل "وباقر الزبيدي" في اختبار نقل الزائرين بعد أتمام الزيارة الاربعينية المليونية، والتي عانى زوارها على مدى سنوات ماضية من مشكلة عودتهم الى ديارهم بشكل سلس ومريح، بدأنا نسمع تصاعد الاصوات والتصريحات، والتباكي على قرارات منظمة الطيران المدني، في منع الطائر الاخضر من التحليق في سماء الدول الاوربية، بسبب مخالفات سجلتها المنظمة على الخطوط الجوية العراقية.
لقد حاول المهاجمون لـ"الزبيدي" تغافل الانتهاكات الكبيرة التي سجلت على وزارة النقل في الوزارة السابقة والتي تجاوزت "28" مخالفة عندما كانت تدار من كتلتهم، وجرى تعديل اغلب المخالفات المتراكمة، يضاف الى ذلك الكتب والانذارات التي تسلمتها الوزارة السابقة عن مخالفات سلامة الطيران، وتم تجاهلها بشكل غريب لا يمكن تفسيره الا بالضعف الاداري والوظيفي.
أن قرار ايقاف الطائر الاخضر عن دخول سماء القارة العجوز جاء ضمن قائمة 370 شركة طيران عالمية، كانت الخطوط الجوية العراقية اقل مدة زمنية فيها والتي لن تتجاوز 6 أشهر، لكننا هنا لا ندافع عن القرار ضد الناقل الوطني العراقي، بل نحن في موقف يحتاج الى تعاون ومساندة للتصحيح والتطوير، لا ان نستغل الازمات في ضرب الاخرين، في سيناريو مكرر أجتهد الاخرون تطبيقه داخل اروقة البرلمان، وعلى شاشات التلفاز، متناسين ألتزامهم الوطني ودورهم ضمن المسؤولية التي كلفهم بها الشعب .
https://telegram.me/buratha