واثق الجابري
لابد من الاعتراف؛ أن إرادة سماوية وراء نجاح إحياء المراسيم الحسينية، وأن للتضحية أثر بالغ في عمق التاريخ، وسؤال لا يجد الإجابة؛ إلا عند ذي لُب فهم معنى الرسالة السماوية والثورة الحسينية.
بين عائلة بسيطة بتواضع تقدم قوتها؛ وباذل سخر أمكاناته، فعملوا كخلية نحل يكمل أحدهما الآخر، يظهر مشهد لا يشابهه واقع التفاني والعطاء.
رسالة لا أبلغ منها في مشهد لا مثيل له في الكون؛ حيث تجتمع أطراف المعمورة، ويتوحد العالم ويظهر الكرم في قمته والخدمة في معناها، فلا تعب ولا جدال ولا خلاف، وجميع الأصوات تنادي لبيك يا حسين.
إنها طبول الحرية تقرع، وتُسمع التاريخ وتبكي البشر والحجر، وتقض مضاجع الظالمين والمخالفين والمارقين والخوارج والمنحرفين الإرهابيين، وتعلو أصوات نعاة ورواديد وشعراء ومثقفين، ويصمت العالم أمام مشهد لا يمكن أن تستطيع قوة أن تسيطر عليه إلاّ بإرادة خفية ربانية، ويقتنع كثيرون بالمستحيل؛ لأنه عطاء ممتد من الحسين عليه السلام.
تصدح أصوات بمختلف اللغات، وتعبر شعوب بمختلف العادات، ويبقى شجون الصوت العراقي بارز في كل الساحات، فسجل شعراء وأصوات لا تمحوها ذاكرة أزمنة غابرة، ولا قمع حكام ظلمة؛ بواجهة خلود الكلمات ومنار ضحايا على درب الحسين، وبين تلك الأصوات يبقى باسم الكربلائي علامة فارقة وعملاق أنجبته الثورة الحسينية، يردد صوت عالمي وإعلام زينبي، وخلود المنبر والبكاء والإبداع من أجل إحياء ثورة الإمام الحسين.
إن التاريخ سجل على صفحاته البيضاء؛ أعمدة للمنبر الحسيني كالدكتور أحمد الوائلي وحمزة الصغير، وشعراء كالجواهري والعلامة الحلي، ومراثي أمتدت الى يومنا هذا، قطع طريق التواصل بينها قمع وإرهاب وتضليل، وبين هذا وذاك وجدنا أن كبار الشعراء اليوم يكتبون أروع قصائد المراثي، لتخرج بأجمل الأصوات باسم الكربلائي.
كل ما يقدم من عطاء وكلمات وأصوات؛ لا تستطيع أن تلامس ذرى المجد والتضحية والتفاني، الذي قدمه الإمام الحسين في ثورة الإصلاح والحرية والإباء والكرامة.
كل يوم يبدع الشعراء ونقول هذه من القصائد الخالدة، ويومياً تصدح أصوات الحزن مستذكرة واقعة أليمة ومصدر فخر وشموخ وكبرياء، ويصدح باسم الكربلائي بصوت حسيني؛ ليصوغ تلك المعاني مع أجواء المناسبة، حقاً علينا أن نتوقف ونتعترف أن لكل قصيدة لحن وقصة وحكاية عن معنى التضحية، ولا شك أن من عمق هذا العطاء الكبير نتاج وراءه يد سماوية؛ وإلاّ كيف يستطيع صوت أن يسطر مئات الألحان سنوياً، وكل قصيدة أجمل من سابقتها، أنها إرادة السماء، وسر الوجود الحسيني، وعند الحسين تتططأ الرايات وتنحني القامات، أنها قامة الحسين التي وقف العالم لها مجلاً، وصمت عنها الإعلام، فكان باسم الكربلائي، ومَنْ سبقه ومُنْ يتلوه هم إعلام بصوت ولهجة عراقية شجية.
https://telegram.me/buratha