أحمد الياسري
بالتسعينات سفرتني الشرطة التركية لزاخو بعد ان سجنوني ٤ أشهر بتهمة عبور الحدود بشكل غير رسمي ، سجنت بزاخو واربيل وتم تسفيري للسليمانية لاني طلبت ذلك املا بالعودة الى ايران
- في السليمانية استقبلنا البيشمرگة بالترحاب وقالوا لنا انتم في وطنكم لا تخافوا ولم يسجنونا كما فعل الحزب الديمقراطي في زاخو واربيل .
- اغلقت ايران الحدود لدواعي أمنية وحوصرنا بالسليمانية انا ومجموعة من الاصدقاء بلا مصرف ولا اكل وصرنا ننام بأحد الشوارع فاقترح علي صديق ان نذهب للمستشفى ونبيع دم ، بلشنا نبيع بدمنا ونصرف على أنفسنا ، بطل الدم كان سعره ١٢٠ دينار على ما اتذكر ، أبيع دمي افضل ما امد أيدي وإني سيد ياسري .. تمرضت كلش وصار عندي نقص حاد بالوزن الا درجة كنت اتقيأ اي شي آكله
- وإني نايم في احد شوارع سرچنار وقفت جنبي انا وصديقي سيارة لاندگروز نزل منها شاب .. !
گال انتم منين ؟ گتلة احنا عرب شيعة من الجنوب بس الحدود انسدت مال ايران وانحصرنا اهنا وخلصت فلوسنا ..
- تركنا الرجل وذهب بعد ساعة تقريبا رجعت السيارة ومعها سيارتين اخرى ونزل منها شباب گالوا اصعدوا ويانه .. صعدنا وياهم ونحن نرتجف أدخلونا الى مكان أشبه بالمقر الحزبي دخل علينا رجل قال انا العقيد عباس وانا عربي شيعي مثلكم انتم ضيوف الدكتور .. حقيقة لا اعرف منو الدكتور وشنو الفيلم جابولنا ملابس واكل گعدنا ارتاحينا بعدها دخل علينا رجل فقام الجميع احتراما انا كنت جالس ولم اتزحزح فجلس الرجل جنبي وسألني ( اشلونك هسة مرتاح ؟ ) گتلة الحمدلله نشكركم على الضيافة ، گالي انت منين ؟ گتلة من السادة ال ياسر .. گال شيصير منك سيد عبدالمهدي الياسري عضو مجلس الأعيان بزمن الملك گتلة جدي .. انفعل انفعال شديد وقال حفيد عبد المهدي الياسري ينام بشوارع سليمانية والله عيب علينا هذا اجداده الي جابوا الملك فيصل للعراق .. اني كلش خجلت من كلامه گلت طلع يعرف عائلتي ، گتله استاذ اني وضعي جيد بايران والحمدلله بس كنت مسجون بتركيا وخلصن فلوسي وانا رجل صحفي وشاعر اعمل بالصحافة هناك ..
گال گوم وياي أدخلني لمكتبه وقال لي شنو اسمك ؟ گتلة احمد ، گال انا ايضا اسمي احمد وجدك كان صديق والدي كلش ..اني ابوي اسمه عبدالهادي الچلبي ... حقيقة اقولها وللتاريخ صعقني هذا الموقف گتلة يعني انت نفسك الدكتور الچلبي الي سمعنا عنك بايران ؟ گال أي .. گتلة انت العلماني الكافر ؟ ضحك وقال اي اني ... گتلة الاحزاب الاسلامية بايران هيچ يگولون عليك ، گال ادري بس احنا جميعا نعمل لاسقاط النظام هذا الكلام مو مهم
- قمة التواضع والإحساس بالمسئولية الوطنية والتسامح ، شخصية غريبة جدا ، ساهم هذا الرجل بانقاذي من الموت جوعا ومرضا وأرسل معنا أشخاص أوصلونا لمدينة قم بايران وأعطاني رقم قال لي اذا اي شخص تعرفه يحتاج لمساعدة أعطي رقمي وسأكون بالخدمة .
- لم التق بالرجل بعد تلك الحادثة ولكن الأيام التي قضيتها في الشمال عرفت تماما ماذا قدم هذا الرجل للشيعة تحديدا وكيف أنقذ ارواح المئات منهم ،
- لم اكتب عن الرجل حرفاً في حياته ولكن حين سمعت بخبر وفاته تذكرت ان الرجل أنقذني من الموت ذات يو دون ان يطلب مني شيء ، هذا الموقف الشخصي الانساني هو الذي جعلني أرد على بعض الشامتين بموته يكفيه فخرا انه لم يشتمه في مماته الا ابناء الزانيات كأنور الحمداني وربعه والبعثيون والجهلة من الشيعة الذين خذلوه بالانتخابات وانتخبوا المالكي او بعض الشيعة المتورطين بقضايا فساد وانا اعرف ملفات بعضهم ، الشرفاء الوطنيون كلهم أزعجهم خبر وفاته لا اعلم هل أنقذ الچلبي حياتهم مثلي ام تعاطفوا معه لانه ليس لديه من يدافع عنه على آيه حال دفاعي عنه كان موقفا شخصيا ودينا في رقبتي اسال ان اوفق لرده في هذه الكلمات
- رحم الله عمنا احمد الچلبي وهنيئا له مجاورته للجوادين والخزي والعار لكل المنحطين الذين تناولوا الرجل وهو مبت