( بقلم عباس العبودي )
{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ }ق24 {مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ }ق25
روي عن الباقر (ع) فإن في جهنم جبلاً يقال له الصعداء وإن في الصعداء لوادياً يقال له سقر وإن في سقر لجبّاً يقال له هبهب كلما كشف غطاء ذلك الجبّ ضجّ أهل النار من حرّه وذلك منازل الجبارين ( كتاب عقاب الاعمال ص 246)
حينما تعيش الامة الوهن والخواء العقائدي وتتحول الى امة جاهلة بكل مقايسس الجهل والعناد وتتبدل فيها كل مقاييس الشر لتكون مقاييس خير والعكس بالعكس, نلاحظ افرازات هذا الجهل في كل المواقع من دون استثناء,فيتحول امر الله الى مواجهة وعناد وايمان بلا معنى ولا اثر سلوكي فيه, ويتحول امر رسول الله (ص) في يوم احد الى صراع وهرولة على الغنائم ,ويتحول الموقف الا تحدي وعناد في مواجهة رسول الله ويتهم بأنه يهجر , ويعصى الله ورسوله في موضع الوصية وينكر الامر يوم السقيفة , ويتولى الطلقاء زمام امر المسلمين , ويتجاوزون على رسول الله واهل بيته , ويتحول الغاة من سلالة الطلقاء الى امراء على المؤمنين, ويذبح اهل بيته رسول الله واتباععم وتحمل رؤؤسهم على الرماح من بلد الى بلد وتسبى عيال رسول الله (ص).
أن الذي فعلوا ذلك لم يكونوا يهود او نصارى , ولكنهم اعراب الامة الذين رفعوا شعار الاسلام ظاهرا ووالكفر والنفاق سلوكا .
حينما يتحول اكبر ظالم سفاح الى شهيدا امتهم المنحرفة وحينما يشهدون ويوالون قتلة اهل بيت رسول الله ويبحتفون بهم ويمجدونهم , فلانتوقع من هؤلاء الاعراب الا سؤً وتخريبا ودمالرا لمواحهة اهل الحق. وهذا ليس بالغريب لانهم من سلالة الشجرة الخبيثة آل ابي سفيان لعنة الله عليهم جميعا.
ألا تتحرك ضمائرهم الميتة لطفل تتقطع اوصاله بقنابل المجرمين من اتباع شهيد امتهم الملعونة , الايفكروا بعقولهم التي سلبها الشيطان بحب الدنيا ونكرانهم للحق ونصرتهم للباطل ,ان الذي يجري من عدوان على الابرياء في العراق يكون كل الاعراب شركاء في دم هؤلاء لابرياء لانهم سكتوا عن الحق ونصروا الباطل.واذا كانت حماس وامثال حماس تترحم على هؤلاء السفلة القتلة الذين نقلهم الله تعالى من هبهب الدنيا الى هبهب جهنم, نسال الله تعالى ان يحشرهم ومن رضي بعملهم في هبهب جهنم مع شهيدهم الذي يلعنه الله وملائكته ورسله واهل الحق كافة , لانهم كتموا الحق ونصروا الباطل.
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159,
وسوف يسلط الله عليهم من لايرحمهم لانهم رضوا بقتل النفس المحترمة المؤمنة الموالية الىة الله ورسوله واهل بيته.
نقول لكل هؤلاء الاعراب الذين مردوا على النفاق انكم اموات الاحياء , فوالله لم ولن تمحون ذكر محمد وال محمد لانهم الشجرة الطيبة {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم2 , واتعضوا من كل الطغاة الذين واجهوا مسيرة محمد وال محمد اين وصل بهم الامر لانهم الشجرة الخبيثة {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }إبراهيم26.
اخيرا وليس بآخرنذكركم بخطبة السيدة زينب بن علي بن ابي طالب (ع) في مواجهتها لطاغية عصرها ابن الطلقاء يزيد في مجلس الطاغية يزيد ,وهذه هي الحقيقة الكبرى الخالدة ,فلن تموت ابدا ((اللهم خذ لنا بحقنا، وانتقم ممن ظلمنا، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا، وقتل حماتنا. فوالله ما فريت الا جلدك، ولا حززت الا لحمك، ولتردن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم، ويلم شعثهم، يأخذ بحقهم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) وحسبك بالله حاكماً، وبمحمد صلى الله عليه وآله خصيماً، وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً وأيكم شر مكاناً، واضعف جنداً.
ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى.
الا فالعجب كل العجب، لقتل حزب الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل، وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما، لنجدنا وشيكاً مغرماً، حين لا تجد الا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد، والى الله المشتكى وعليه المعول. فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد، وجمعك الا بدد، يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين. والحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله ان يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة، انه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل).
الدكتور عباس العبودي
https://telegram.me/buratha