بسم الله الرحمن الرحيم
سرعان ما أنبرت الاقلام لملامة المهاجر على ترك الارض والعرض والنفاذ بالجلد كما يقال ووجدت إن بعض العبارات كانت قاسية وربما تلوح بالخيانة بطريقة غير مباشرة أو تـُحمل من لم يبقى مسؤولية ما سيحصل وقد تقسم عباراتهم الناس الى عراقيوا الداخل والخارج من حيث لايعلمون .
وهنا أطرح تساؤلا من خلاله أسعى لاظهار وجه نظري , فهل يا ترى ننتظر من الجميع الجهاد ؟! قال تعالى في كتابه الكريم (فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾, أن الله تعالى لم يتهم القاعدين بما نتهمهم به اليوم من الخيانة والعمالة وغيرها بل انه جل شأنه عبر عن المجاهد بأن له أجر عظيم كما أنه لم يتوعد من قال لموسى عليه السلام فاذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون ! لان الله جل شأنه لايحتاج الى نصرتهم في شيء وأن عدم نصرتهم للانبياء والائمة عليهم السلام لن ترجع بالاسى الا عليهم فهم بتلك القرارات يرسمون مستقبلهم ويكتبون الذلة على انفسهم .
نحن من نحن ؟
نحن شعب جيشه قاتل جاره المسلم وقيد كالخراف الى ساحات الوغى ولم يستفسر لما ؟ ومن وقف وسأل ولم يقاتل وقتله الطاغية لعمري هو المجاهد الحق .
ونحن شعب أمر طاغيته جيشه بسرقة جار اخر فلبى !!
باختصار لم نعرف للجهاد معنى أو لذة بل ورميت البدلات العسكرية بعد السقوط فلا جيش يُبنى ولا حق يحل , وهام الشباب هياما ً فلا موجه ولا باني ولا راعي ولولا رحمة الله بوجود الائمة عليهم السلام والذين تمكنوا من احتضان الشباب حولهم ولو في المواسم والمناسبات الدينية لكانت المأساة أكبر .
عندما كان الاصلاء والمؤمنون يدققون في ما يدخل بطونهم يكونون محط سخرية خاصة أيام الحصار التي استغلها صدام الاهوج في تلويث دواخل البشر باطعامهم ما لا يُعرف منشائه وأستمر الحال حتى يومنا هذا فكانت النتيجة ان تلوثت المراة مراة الضمير والايمان داخلنا فمن فساد وأكل مشبوه ومال حرام ورشوة لم يبقى نقطة بيضاء في تلك القلوب
لا تحزن أن الله معنا هذا ما اود قوله لمن يجد نفسه بقرب الاضرحة يحميها ولا يخطر بباله تركها ومن لا اتصور ان كلماتي ستصله فهو في البيداء هناك ينتظر ذئاب الليل وجرذان النهار , انه يوم ادراك معدن القلوب ويوم معرفة مدى تلوث مراة الفطرة الصافية فهنيئا لك طهارتك ونقائك . ان الجهاد اليوم هو جهاد عمار ومالك وحجر وابا ذر , جهاد الاخلاص والحقيقة بل هو جهاد النخبة وليس الجميع نخبة فالنخبة أفراد متميزة يقل عددها وتثقل قيمتها .
ولمن شق عليه سكوت السيد السيستاني ورماه بما لا يُرمى به حفيد أمير المؤمنين أقول له تأمل فها هو سمح للحشد الشعبي بالقتال فما النتيجة يفضلون الغرق على ان يجاهدوا ؟! تأمل يا من اتهمته بالصمت والتخاذل واستغفر لذنبك فلقد بان معدن الشعب جليا ً وهاي هي صفين تخذل عليا ً اخر ومن قلب جيشه .
من جهة ثانية لا الوم من يغادر فانه ليس اهلا للقتال وربما سيكون اهلا لشيء اخر ربما يحفظ النسل ويربي ويحافظ على اصالته فيكون عونا بمفهوم اخر , ان المهاجر ليس خائنا وانما ايمانه لم يصل لمستوى الجهاد وهو ما لا اراه عيبا ولكن اود ان نلتفت اننا لو اصطفينا للهجوم عليه سيزيد الضرر فبالعكس اتمنى ان يصيبهم الخير ويحفظهم الله ويكونوا من الذين يمكر الله بهم بالماكرين فربما هم من سيظهرون الاسلام هناك وربما يعينون امام زمانهم اثناء الظهور .
أن المقياس الذي يجب ان يخضع له الجميع هو كيف نقوي ايماننا ولا نخسره اذا كان با لمغادرة فليغادر وان كان بالمكث دون القتال فليبقى وان كان بالقتال فذلك خير على خير . ومن المؤسف اننا نسمع كثيرا بحوادث الانتحار بين الشباب فذاك يحرق نفسه واخر يشنقها فهو يمتلكون ادى درجات الايمان والعياذ بالله ولو فكروا بالهجرة لكان خير من هذا المصير الذي لا يرتجى منه سوى نار جهنم , فلا نصور ذهابهم هذا انتحار بل هو رحلة للخلاص لمن يصور له ايمانه ان هذا هو الخلاص وان من الايمان ماهو أقوى فيجد الخلاص بالصبر والمكث وانتظار الفرج من موقعه واعلى درجات الخلاص ان يهدي الانسان روحه لربه ويقول له قتلت في سبيلك وفي سبيل دينك ورسولك واوليائك .
نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم الذي يفرق الجمع ويعكر صفو الاخوة ونسأل الله ان ينصر الاقوى ايماننا بيننا بنصر قريب وان يعجل لوليه الفرج انه سميع الدعاء واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وال الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا .
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha