قاسم العجرش
قبل أيام كتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على "تويتر" في فيينا قائلا، "إذا تم التوصل لاتفاق إيران، فإن انتصار الدبلوماسية، يعني أننا جميعا قد فزنا، في وقت كان من الممكن فيه أن نخسر".
فمن الرابح ومن الخاسر في إتفاق 5+1 النووي؟!
دعونا نقرأ النتائج من ردود الأفعال الدولية، ونترك ردود أفعال الشارع الإيراني الى مقاربة أخرى..
عراقيا: وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة التركية أنقرة، اعتبر التوصل للاتفاق النووي الإيراني وتنفيذه ضروري لتحقيق الاستقرار في المنطقة، فيما أشار وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى أن رفع العقوبات عن كاهل إيران سيعود بالنفع على الاقتصاد الإقليمي، وسيكون له أثره المباشر على تركيا.
تركيا المنافس اللدود لإيران ستستفيد، وسينتعش إقتصادها إذن، والعراق جار البلدين الأزلي، ينشد الإستقرار عبر هذا الإتفاق، أكد ذلك المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي، حينما قال: ان الحكومة العراقية ترحب بالاتفاق النووي الايراني، وتعتبره تطورا ايجابيا وخطوة في الاتجاه الصحيح، لأنه سيؤدي الى الحد من حالة الاحتقان السياسي، التي سادت في المنطقة خلال السنوات الماضية"، و" نأمل أن يسهم هذا الاتفاق في تقليل حدة التوتر في العلاقات الاقليمية التي كان لها اثر بالغ في ايجاد مناخات أدت لتوسع ظاهرة الارهاب والتطرف".
نقرأ بين السطور أن الاتفاق؛ سيكون عاملا مساعدا في تعزيز التعاون بين مختلف الدول، في مجال مكافحة الارهاب، والتصدي لمخاطره، وهونموذج حي على ضرورة اعتماد الحوار، كوسيلة لحل الخلافات بين الدول.
خلف الصورة أن الإيرانيين أثبتوا للعالم، بأنهم بقدرما لا يخضعون للإبتزاز والضغوط، ولا يخشون التهديدات، لأنهم إستعدوا لها على أتم وجه، فإنهم أيضا أمة راقية، تعتمد الحوار سبيلا لحل النزاعات، وأنهم خبراء في الصبر وطول الأناة، وأنهم أيضا لا يتزعزعون عن الحق شعرة!
أمريكا أيضا تعلمت الدرس الإيراني بضرورة الحوار، فقد قال رئيسها اوباما؛ ان الاتفاق النووي الذي تم توقيعه بين ايران والدول الكبرى، يزيل احتمالية اللجوء الى القوة والحرب، معترفا ان "إيران كانت نداً ذكياً للولايات المتحدة، وان الاتفاق النووي، يتيح المضي في مسار جديد مع ايران"
من المؤكد أن أمريكا ستعيد تطبيق ما تعلمته في نزاعات أخرى، وبما " يمكن أن يمهد الطريق أمام فصل جديد في العلاقات الدولية"،كما قالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.
مع أن إيران أنتصرت بكل المعايير، إلا أنها لم تستخدم لغة التعالي والغرور، فأثناء توقيع الإتفاق قال ظريف وزير خارجيتها: هذه لحظة تاريخية.. لم يحقق أي طرف كل ما يريد، ولكن توصلنا لأفضل اتفاق، وبعد الإتفاق قال الرئيس روحاني، ان "الصفحة الجديدة التي فتحت في تاريخ المنطقة، مبنية على أساس الحوار"، وأن "طريق حل الأزمات في العالم، يأتي عبر الحوار".
لقد أنتصر الحوار..!
كلام قبل السلام: عضوة "الكنيست" الصهيوني عن "حزب العمل" شيلي يحيموفيتش، قالت بصراحة متناهية بأن: "الإتفاق النووي فشل ذريع لنتنياهو، سيتم تدريسه في كتب التاريخ"!
سلام..
https://telegram.me/buratha