المقالات

كامب ديفيد الجديدة قمة الولاء والخضوع

1237 18:51:46 2015-05-11

مبادرة امنية جديدة يحملها جون كيري وزير الخارجية الامريكية كما عدتها بلاده لمنطقة الشرق الاوسط مع دول التعاون الخليجي وهي تشمل سلسلة من الالتزامات لينتج عنها تفاهم امني جديد يقودهما الى مستوى اعلى وتقوية ما اسماه المعارضة المعتدلة في سوريا ومن المتوقع ان يتم التباحث بشأن هذه المبادرة خلال القمة المقررة في كامب ديفيد .

تخبط عجيب وغريب تمر بها واشنطن لتحقيق وتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد والتي انبلجت بوادرها منذ نهاية التسعينات من القرن الماضي لانه يتطلب القيام بالعديد من الخطوات المهمة .

اهم هذه الخطوات هي تغيير الانظمة القائمة الغير موالية لها حالياً لانها تريد حكومات شرق اوسطية ليبرالية مضمونة الولاء وتبقى على اتصال مع الولايات المتحدة الامريكية . ولتحقيق هذه الاهداف يمكن قراءتها من خلال تصريحات مسؤوليها هو اغراق المنطقة بحروب تمتد لعقود من الزمن والقرارالاخير حول العراق والذي اصدرته لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الامريكي يحمل في ثناياه قراءات متشابكة ومعقدة والعملية التي طرحت في مجلس الشيوخ هي محاولة للبدء بالتقسيم في العراق و بداية المشوار وتعني اعداد سلسلة متواصلة من العلاقات السياسية والاقتصادية التي تؤدي الى التشظي والخراب والتقسيم ومنها تهيئة المناخات المناسبة لاشعال حرب كبيرة وطويلة في المنطقة بالتوافق مع بعض الدول الاقليمية المعروفة بولائها وخضوعها لواشنطن وفي اهم منطقة استراتيجية وجيوسياسية في العالم ومنها لينقل على شكل فايروس للاصطفافات ولتمتد وتتوسع لكل مكان في العالم . ان امريكا تسعى الى تقسيم المنطقة بخطة اصبحت معروفة المعالم وعلى شكل دويلات صغيرة متحاربة ناتجة عن تقويض المنطقة لكي تكون اسرائيل هي محور الشرق الاوسط والشرطية الدولية . 

مثل هذه اللقاءات لن يثمر منها سوى رسم استراتيجيات انتقائية وسيناريوهات دموية في إطار الصراعات الإقتصادية والمنافسات السياسية ومحاولات مد النفوذ من أجل الحصول على الثروات والتاسيس لدول وحكومات ضعيفة عند الحاجة خاضعة لاجنداتها وتأمين ممرات لغرض فرض الارادات والسيطرة على الخيرات والمصالح وتشكيل لدول وحكومات التابعة والذيلية وتأمين منافذ وممرات لنهب الثروات وتقاسم امكانيات الشعوب المهظومة.
إن قمة واشنطن ستساعد الحلفاء الخليجيين على إقامة نظام دفاعي إقليمي للحماية من الصواريخ الإيرانية، ولطالما استخدم اكثر الرؤساء الأمريكيون عبارات التهديد ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستخدمين عبارة "كل الخيارات مطروحة على الطاولة". العبارة الأخيرة هي رسالة تهديد مباشر بالحرب من قبل الأمريكيين لأن واشنطن استنفذت كافة السبل الأخرى مع إيران، سواءً عبر الحرب بالوكيلة او فرض سلسلة من العقوبات على إيران لم يسبق لها مثيل لم تهز شعرة واحدة من افراد مجتمعها وهم يعرفون ايران ومكانتها الاقليمية وثقلها السياسي والاجتماعي والحضاري والثقافي وجعلتهم اكثر ايماناً للاعتماد على انفسهم للوصول الى الاكتفاء الذاتي وتحسين اقتصادهم . تحت ذريعة مكافحة الارهاب والكل يعلم ان واشنطن وحلفائها ممن يدعون محاربة الإرهاب هم الذين اوجدوا هذه الافة ودعموها لتمرير ما يصبون اليه من اهداف مستغلين بقاء الاوضاع على ماعليها و في تصاعد وتيرة النزاعات الطائفية التي تخل بمبادئ الوحدة الاجتماعية بين ابناء شعوب المنطقة، لتؤدي الى انقسامات فئوية حادة داخل مجتمعاتهم.
اما اللقاءات الجديدة المحتملة والمتمثلة بكامب ديفيد والتي تبنى بتخويف وارعاب الدول الخليجية لغرض فتح ترسانات السلاح امام هذه الدول وقد يصحبها تعزيز الالتزامات الأمنية وصفقات سلاح جديدة والمزيد من التدريبات العسكرية المشتركة مقابل المليارات من الدولارات .وقالها كيري بكل صراحة في المؤتمر الصحفي الذي عقده في باريس قبل اللقاء التشاوري'والتي اشترك فيها وزراء خارجية كل من الكويت والبحرين وقطر والسعودية وعمان والامارات "ان هذا ليس طريقا من اتجاه واحد.. إنه طريق ذو اتجاهين.. يشمل مصالح مشتركة واحتياجات مشتركة ينبغي التعامل معه".وأضاف "أنا واثق من أن وجهات النظر تلك سوف تتبلور من خلال اجتماع كامب ديفد في صورة ستعزز كثيرا قدرتنا وعلى تلبية احتياجات شعبنا واحتياجات كل من يريدون ذلك مستقبلا "

إلا ان واشنطن تعيش وضعاً على اقل تقدير يمكن ان يقال عنه تخبط ولايعرفون ما يجب القيام به لان هناك قوة مختلفة تتصارع او تتنافس فيما بينها في المنطقة يجب ان يحسب لها الحساب وعلينا ان ننتظر ماسوف تخرج به قمة كامب ديفيد من نتائج . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك