قاسم العجرش
في تزامن غريب؛ قام الرئيسان المصري والتركي، بزيارة السعودية في نفس اليوم، وثمة زيارة محتملة لامير قطر الى الرياض، معنى هذا أن تغيرات في العلاقات بين الدول المذكورة ستحدث، مثلما ستحدث في النظام الاقليمي في المنطقة ايضا، وأن محورا سعوديا تركيا مصريا قطري، يجري بناؤه على عجل. مواجهة تطورات المنطقة، وتشكيل ائتلاف في وجه إيران وحلفائها الاقليميين.
الحدث الأبرز في هذه الترتيبات؛ أن مؤتمر شرم الشيخ المنعقد هذه الأيام، قد خرج بتمويل ضخم يقدمه الخليجيون لمصر، وسيصل الى 12 مليار دولار، ودخلت في هذا الصدد؛ كل من الكويت والإمارات على الخط الإقتصادي، من الترتيبات الجديدة، يبدو أن الهدف الاساسي منه ،هو تشكيل محور للتعامل بشكل افضل مع تطورات المنطقة، ومنها القدرة على مواجهة تطورات المنطقة، وتشكيل ائتلاف في وجه إيران وحلفائها الاقليميين، أي العراق وسوريا وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن.
تسعى مصر الى كسب المساعدات الاقتصادية، من السعودية وقطر وباقي ذيل الخليج، كما يسعى السيسي أيضا الى العودة بقوة الى المجموعة العربية، ويحاول تغيير مواقف تركيا وقطر من نظام حكمة، إذ تدعم هاتين الدولتين، تنظيم الإخوان المسلمين؛ العدو رقم واحد للسيسي ونظامه.
تريد قطر إزالة الصورة القاتمة عن خارطتها، إذ أصبحت بنظر شعوب المنطقة والعالم، كداعم ومحرك رئيس للتنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم القاعدة وداعش، لا سيما وأن الربيع العربي، الذي طبلت له ومولته ودعمته، لم يزهر إلا عن مزيد من المقابر!
تحاول تركيا بناء موقف جديد، بعدما باتت الجيفة تغمر بلادها، فتركيا التي قامت خلال السنوات الأخيرة، بدعم الاخوان المسلمين، وإحياء أحلام السلطنة العثمانية، الأمر الذي أثار تحفظ السعودية ودول مجلس التعاون، وبديهي إن تحسين الصورة التركية، يمكنه تخفيف شعور العرب، بالتهديد من قبل تركيا.
إذن نحن إزاء محور إقليمي؛ تعمل السعودية بشكل محموم على بناءه، بهدف التخفيف من آثار التطورات في المنطقة على نظامها المتهالك، وكذلك جعل الرياض مركزا للحراك الدبلوماسي في المنطقة، لأن آل سعود يتعشقون الرئاسة لأي تجمع أقليمي.
كلام قبل السلام: الأهم من ذلك كله، رسم محور لاحتواء إيران، ذلك المارد الأقتصادي العسكري العقائدي، الذي بات قوة كبرى!
سلام....
https://telegram.me/buratha