المقالات

الحشد الشعبي وسرايا معاوية والخيبة الأمريكية

2008 16:50:16 2015-03-06

بعد معركة صفين, لجأ معاوية لأسلوب السرايا المجرمة, التي تهاجم المدن العراقية, تسلب وتقتل وتفعل أنواع القبائح, لنشر الرعب, كمقدمة للرضوخ لوهم الوحش, بدل الحرب والمواجهة المباشرة,والتي ذاق فيها معاوية طعم الهزيمة, فكان المكر سبيله, و كسب معاوية المستقبل, وسيطر على العراق لاحقا, وظهرت داعش بنفس الأسلوب الأموي, عبر تسيير قوافل تقتل وتسرق وتدمر, مما ساعدها على مسك الأرض, نتيجة النزوح الكبير للعوائل, بفعل تأثير رسالة الرعب.
الغرب عندما شاهد داعش, وما تفعله بالمنطقة, لم يلجا لحلول حقيقية, بل بحث كيف يمكن إن يستفيد, من الوضع الشاذ للمنطقة.
أعلنت أمريكا أنها لا تستطيع إسقاط داعش فورا, لأنها مهمة شبه مستحيلة( كما تدعي أمريكا), ووضعت سقف زمني بالحاجة لسنوات ثلاثة أو تزيد, وعمدت إلى تشكيل تحالف دولي, يقوم بضربات جوية فقط, للحد من تمدد الدواعش, أي للحفاظ على الوضع, على ما هو عليه, لأنه يحقق مكاسب غير متوقع لهم, لذا لا يريدون الانتقال للخطوة التالية, إلا بعد اخذ كل ما يمكن أخذه, من بيع سلاح, إلى تلاعب بالأسواق النفطية, إلى تشكل كيانات جديدة, إلى ردت فعل قد تنتج أزمة, وأمريكا من عشاق الأزمات.

نفسها أمريكا, واجهت خصما عنيدا, يملك دولة, وجهاز قمعي هو الأشد بالمنطقة, بالإضافة لجيوش متعددة, أنه الطاغية صدام, لكن أعلنت أمريكا, إن قضية إسقاط صدام لا تحتاج إلا إلى أسابيع قليلة, وتحقق مرادها بثلاث أسابيع تقريبا, مما يدلل على كذبها بشان الخطر الداعشي, وسقف السنوات الثلاث لإسقاطه, كذبة لا تنطلي إلا على السذج, فلا فائدة ألان لأمريكا, من القضاء تماما على الدواعش, كطبيب غير نزيه, هو لا يعالج المريض من أول جلسه, مع قدرته, لأنه يريد من المريض إن يحضر جلسات أكثر, كي ترتفع الفاتورة.

يتصور الغرب انه عبر الخطة الأمريكية, يمكن احتواء خطر الدواعش, ومحاصرته على ارض العراق وسوريا, مما يعني تحول المنطقة لمستنقع كبير, لا يغرق به الغرب, منتظرين ما تنتج عنه الفوضى, فيمارسون السكوت عن فضائع ما يجري, ويلتزمون بسياستهم غير الإنسانية, والفاقدة لأي قيمه أخلاقية, فيتم التضحية بالعراق وسوريا, كي تستمر سعادة الغربيين, هكذا يخطط الغرب, وداعش تنفذ على ارض الواقع.

مثلما كان جيش معاوية سيسقط, لو تم شن هجوم كبير عليه, فالدواعش سقطوا, نتيجة هجوم الحشد الشعبي وقوات الجيش, وبغطاء جوي عراقي خالص, حيث قلبوا الموازين, واسقطوا حسابات أمريكا والغرب, فانكشفت هشاشة الغول (داعش), وانه ممكن جدا هزيمته, لو ترك الأمر للعراقيين وحدهم, فها هي ديالى وتكريت تعود لحظن الوطن, وتم تحريرها من الدواعش, في ظرف أيام. 
على الحشد الشعبي والقوات الجيش المضي قدما, من دون التفات لزعيق المتآمرين, والأكيد إن الغرب وإذنابه لن يتركوا ثوب الغدر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك