واثق الجابري
تعتبرعملية نزع السلاح من أربعة مناطق، ورفع حظر التجوال وإزالة الحواجر الكونكريتية، رسائل إيجابية وشجاعة حمالة لعدة أوجه أهمها أننا نسير الى الأمام.
نجاح الدولة مرآة لحكمة قادتها، ووطنية مسؤوليها، وحرص مواطنيها، وإتخاذ الحكومة قرارات شجاعة؛ تعبر عن ثقة فريقها ببعضه.
أحتفل البغداديون حتى الصباح؛ برفع حظر التجوال وإزالة الحواجز من الطرق، وإعتبرها أول خطوة شجاعة منذ 2003م، بعد أن صارت بغداد مدينة كونكريتية، إستنزفت ثروة العراق للحواجز، وباب واسع للفساد، في مرتع لا حساب على نوعية وإحجام وأعداد الحواجز، ولا كمية الإسمنت والحديد، الذي يكفي لبناء ملايين الوحدات السكنية والمدارس، أو يعطى مباشرة للمساهمة في حفظ الأمن.
يراود البغداديون همٌ من الصباح الى العودة للبيت، ويسأل كيف يسير في طرق مدينة تغييرت خرائطها، وخسروا وقتهم وأمنهم، وضريبة الوقوف طويلاً في الشوارع، هي مصاريف البنزيين وغلاء أجور النقل وعدم إنسيابتها، وثقة معدومة بين برجل الأمن؛ لصرامة الإجراءات ورداءة النتائج.
زرت مع أصدقائي في الصيف الماضي مدينة أربيل، وعند تجوالنا، كان سائق التكسي كثير الأسئلة، وشعرنا في لحظة أنه رجل أمن، فأجاب نعم على كل مواطن يعمل رجل أمن ورقيب بلدية، ويمنع من يخالف أو يلقي النفايات، وبعد منتصف الليل وعند أحد التقاطعات، شاهدنا مسؤول حكومي يتوقف عند إشارة المرور، رغم عدم وجود أي سيارة غيره.
بعيداً عن أربيل والعالم، فقد أثبتت السنوات السابقة فشلاً في إدارة الدولة، ولم ينتهي الأمر بتسليم أرض العراق الى عصابة منحطة، بعد إنشغال أروقة السياسة يإفتعال الأزمات؛ لكي لا تكشف ملفات الفساد، والمشاريع الوهمية والفضائيين وبيع المناصب، وشغل الساحة إعلام ثرثار يسوق الشتائم والإتهامات، وبدل التعلم من تجربة كردستان الآمنة بنسبة 100% والفقر 4%، و هددت سياسة التمادي بحرب أهلية،بنسبة700%، والفقر في عموم العراق 30%، من المناطق التي تحت سيطرة الحكومة؟!
نجح العبادي وفريقه بمنهج واقعي، رأب الصدع مع القوى السياسية، ومن نمط سياسي معتدل عُقد الإتفاق النفطي مع كردستان، الذي يضمن تصدير النفط عن طريق إنبوب جيهان، ويمنع آبار كركوك من الإندثار إذا مرّ عليها سنة ولم تصدر عن طريقها عن طريق الموصل، وهذه الخطوات تواجه مفاصل مهمة وهيئات فقدت إستقلاليتها، وإعلام يمول من خزينة العراق، ويسير بسايكلوجية عدائية تبذخ بالمال العام، ومافيات تعيش على الأزمات والحواجز الفضائية، ولا تريد الإنتصار لهذه الحكومة، وأمنيتهم أن تكون بغداد مدينة نائمة على وجهها مبكراً، وتفتح عينيها على صوت الإنفجارات؟!
كان المواطن لا يتحرك إلاّ بمزاج المنتفعين من كثرة الحواجز، وأن تقطع أرزاق الناس بالأزدحامت ورقابه بالمفخخات، التي ترصد تجمعاتهم في الشوارع؟!
من المؤكد أن الإجراءات الشجاعة ستواجه حملات التشويه، وتفجيرات عنيفة يقودها إرهابيوا السياسية وتجار الأزمات، والذين يغيضهم أن تطهر أرض العراق من دنس الإرهاب؛ بتعاون قوى الأمن والحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر، وبعد رفع الحواجز يكون الدور التكيميلي على المواطن ومساعدته للإجهزة الأمنية، وينبذ الأصوات النشاز، وعلى السيد العبادي نزع المناصب والهيئات من المناصب المهمة من الفاسدين، وحظرهم من العمل السياسي.
https://telegram.me/buratha