واثق الجابري
توغل الإرهاب في جسد الدولة، فنخرها وكسر ظهر المواطن، وإبتلى المجتمع بالفاقة والعجز والضعف والحرمان، وهاجمته الوحوش والعقول الضحلة المريضة بقتل همجي إجرامي.
مسرحية يندى لها الجبين الإنساني، لأن من أساء الأدب أمن العقاب، وصارت السجون محطات إستراحة، وتنسيق للهروب ومواصلة الإجرام؟!
ترتكب كل يوم جريمة كبرى، وتشوى الأجساد بلظى المفخخات، وتتناثر الأجساد على الأرصفة وأعمدة الكهرباء وأسطح المباني، ويأتي دور المرملات بالبحث بين دخان الأجساد المتفحمة، والساسة الجبناء يعزون تخاذلهم الى نظريات التآمر وطمع غيرهم بكرسيهم، وهذه الأفعال زادت من تمادي الإرهاب.
شتان بين أم مفجوعة وأخرى تنام على الحرير في منطقتها الخضراء، وكارثة أن يضع عراقي عقاله في رقبته كدراً، وهو يرى أبناءه لقمة سائغة للذئاب، ويرى مسؤول حكومي يجوب الفنادق ورأسه المتعفن على أفخاذ الماجنات، وشباب ينحرون وهم جياع عطاشى، وتركوا عوائل لا تملك قوت يومها؛ بينما أبناء أصحاب الجلالة والفخامة في الملاهي، يحرقون دفاتر الدولارات على مومسات يرتمين بأحضان آلاف الرجال.
يوزع حثالات ونفايات التاريخ كل يوم موت مجاني يلاحقون به المواطن أينما ذهب، بينما لا توجد قرارات حاسمة في تنفيذ الإعدام الفوري، ولا حتى ردة فعل من قادة جبناء أو شركاء بسكوتهم، يلوحون بالملفات ولا يُقاربون الحقائق، وصمتهم الرهيب ناتج من الخوف على كراسي جاثمة على صدور المواطنيين؟!
كان رد الحكومة الأردنية بمستوى الحدث، وعلى الفور ثأرت لحرق الطيار معاذ الكساسبة، وجمعت حولها الرأي العام المحلي والدولي، وإستمرت بتنفيذ عشرات الغارات الجوية على الرقة والموصل، وتحرك الجيش لحماية الحدود ومنع الإرهابين من الهروب، وستواصل القصاص وتثير الرعب لدى عصابة داعش.
ماذا ينتظر قادة العراق وآلاف المجرمين المحكوميين بالإعدام، يعيشون في أجواء التكييف، وينفق عليهم أضعاف المواطن؟! الذي أفنى حياته تحت لهيب الحروب ووحشية الإرهاب، وظلم سراق التضحيات والمال؟! أما آن الآوان أن يتعلموا درساً من فرنسا والأردن، وكل الدول حين تصديها للإرهاب، وهل لدينا دماء أكثر ندفعها؛ حتى يكذب علينا فلان وعلان، ويخدعونا سنوات بالإدعاء أن تعطيل أحكام الإعدام وملفات الفساد، ويدعون أنه يرتبط بالأجندات السياسية؟!
سُلبت هيبة الدولة وكرامة المواطن؛ بسبب جبن وفساد سلطة تنفيذية متخاذلة؛ ولا تمثل طموح المواطن، ولم تتحمل مسؤوليتها بالحفاظ على الدماء؟!
كفانا تهاون ومقايضات، وتوقفوا عن المتاجرة بالتضحيات، ولا يحق لمن أضاع ثلث العراق، وسرق ثروة سنوات، أن يعود لسرقة تضحيات الحشد الشعبي، وما كان لبغداد وبقية المدن أن تحافظ على كرامتها، لولا فتوى مرجعية، دفعت أبناءها في الصفوف الأولى من القتال، فأين أبناءكم وأنسابكم؟! وهل شاهدوا ساحات القتال، وأنهم تقدموا على المواطن، ولم يقدموا سوى الخزي والعار، ومن المخجل جداً أن تطلبوا لأنفسكم السلطة مجداً؛ وأنتم سبب البلاء؟! وسرقة تضحيات الحشد الشعبي حلقة من مسلسل المؤامرة على العراق.
https://telegram.me/buratha