المقالات

المرجعية ومعركتها مع الفساد والإرهاب وغياب الولاء / أسعد عبد الله عبد علي

1546 11:16:50 2015-01-28

اسعد عبد الله عبد علي

في لحظة انزلاق الأمة, نحو حفرة الوحل الكبيرة, التي أوجدها الزمن, ينبري رجال الأمة لإنقاذها , كما حصل أيام يزيد, عندما سعى لتدمير بناء الرسالة المحمدية, عبر سياسة تسفيه وعي الأمة, وشراء الذمم, ومحاربة الأخيار, وقمع الحريات, وسعى بمخططه لتحقيق حلم جده, وأساس حربه تدمير أخلاق الأمة, لكن لم ينته الأمر هكذا, بل انبرى الإمام الحسين (عليه السلام), للوقوف بوجه يزيد ومخططه, فنهض لإصلاح حال الأمة.

وتم الإصلاح الحسيني, ونجت الأمة مما خطط لها, عبر ترسيخ قيم الإيثار والتكافل وحفظ الأمانة, في وعي الأمة.

في العقود الأخيرة, كان التخطيط دقيقاً, لتدمير الأمة عبر المساس بمنظومتها الأخلاقية, فنشبت الحروب والأزمات الاقتصادية, التي تؤثر عميقا في المجتمعات, حيث تدفع لظهور سلوكيات تختلف مع ما كان سائدا, نتيجة ضغط العامل الاقتصادي على العراقيين , بالإضافة لعاملي الترهيب والقلق الدائم الذي تعيشه الأمة, بفعل النظام الطاغوتي, الذي سخر إمكاناته, للنيل من وعي الأمة وشخصيتها.

جاءت الهجمة العولمة, لتزيل الحصون بين الثقافات, ويصبح العالم قرية صغيرة, الكل يعرض بضاعته, والقبول للأفضل, وبما إن الغرب يملكون الوسائل والتقنيات الأفضل, أصبح المثال الغربي هو الذي يروج له, ليسود الأمم, إنسان هادف لمصالحه الخاصة, بعيد عن القيم, إنسان منعدم الجذور, لا يرتبط بماضي الأمة, مما اوجد أجيال غريبة, صفتها الفوضوية وتحمل أخلاق الغابة, حيث تحمل ابرز سيئتين, البقاء للأقوى, والغاية تبرر الوسيلة.

عاملان كبيران في التأثير, احدثا تغييرا كبيرا في السلوك اليومي, فالفساد والإرهاب وغياب الولاء, نتائج هذا السحق المستمر للقيم السامية.

المرجعية الصالحة وقفت بوجه الضغوطات, لتنتشل الأمة مما يراد بها من سوء, عبر سعيها للحفاظ على نسيج المجتمع من التفكك, وإرشادها الأبوي في الأزمات, كأنها ربان سفينة في يوم عاصفة هوجاء, فحاربت الفساد ووضعت علامات للمسير, في ما يصح وما لا يصح, للخروج من ابتلاءات الحاضر , وللخلاص من عاصفة الفوضى القيمة, التي أحدثت زلزالا لكل المعمورة, ووقفت بالضد من أي انحراف كبير, فكانت مواقفها موضع إشادة المنصفين.

التغيير كان شعار المرحلة, رفعته المرجعية لإسقاط الأصنام, التي دعمت الانبطاح إمام العاصفة, فالمرجعية شنت حربا ضد الانبطاحيين, الذين تقبلوا مخطط الأخر, وتخلقوا بأخلاق الغابة, ودعموا الفساد, وعملوا على الإفساد, اليوم على الإنسان الواعي إن يكون في خندق المرجعية, كي يتم الانتصار, لتعود الأمة معافاة, من إمراضها القيمية.

دوما حركة الرجال الصالحون, تكون زمناً للتمحيص, عندها يعرف الإنسان موقعه, والفرصة مازالت قائمة للتصحيح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك