المقالات

لماذا لا يكون لدينا قانون للأحزاب؟!/ قاسم العجرش

1497 12:49:31 2015-01-19

قاسم العجرش

هذا السؤال كانت إجابته مؤجلة منذ 2005، مرة بدواعي الأضطرابات الأمنية، ومرة بالتهديد الخارجي، ومرة أخرى لإعطاء فسحة زمنية، لنمو طبيعي للأحزاب، كي يكتمل المشهد!

 بيد أن أمراضا داخلية تعاني منها الأحزاب، غير موضوع التمويل، تقف وراء تأخر إقرار قانون الأحزاب؛ أو حتى مناقشته!

الحقيقية أن الأمراض التي عنيناها، لا يختص بها حزب سياسي بعينه، لأن معظم الأحزاب والقوى السياسية العراقية، تتماثل في أوضاعها الداخلية، مع الدكاكين أو مكاتب المقاولات، إذ لا يجمعها بالسياسة؛ إلا الأسم والعنوان العام، أما في التفاصيل؛ فهي شركات مساهمة لبضعة شخوص، إحترفوا اللعب في سيركٍ ليس ممتعا!

أحزابنا تتحرك بعقلية مغرقة بالتخلف، وتنتهج مسلكيات، لا تمت بصلة إلى منهجيات العمل الحزبي الحقة المتعارف عليها عالميا، لذلك فهي تستهين بكل شيء، وفي مقدمة ما تستهين به: تطلعات ومطامح المواطن، الذي ضاق ذرعا بأفعالها وتصرفاتها، وبالنتيجة فإن كل الأماني والمرامي، تبقى في حكم العدم، ومؤجلة إلى زمن سياسي لاحق، قد يأتي وقد لا يأتي..

الأحزاب تكتنفها ركامات كبرى من الاعتلالات، ليس أقلها غياب البرامج، وإن وجدت فهي ضعيفة  هزيلة، فضلا عن أن تواصلها مع أعضائها، وورائهم الجماهير، تواصل موسمي أو مناسباتي، مرتبط فقط بزمن الاستحقاق الانتخابي!

مازالت معظم الأحزاب تتعامل مع الديمقراطية الداخلية، بمنطق إدعائي وشعاراتي فقط في أغلب الأحيان، حيث لم تنفك عن الأسلوب السلطوي للقيادة، مع إقصاء القواعد الحزبية، التي تشكل الشريان الحقيقي، الذي يمد الحزب بالنشاط والحركية والديناميكية.

إن وضع أغلب الأحزاب التنظيمي؛ يتصف بهشاشة تنظيمية داخلية، فهي تعاني من ضعف مستديم، على مستوى الالتزام السياسي، وفقر دم فكري تحول الى مرض دائم..مع شيوع الترحال إلى هنا وهناك، بحثا عن الكلأ السياسي!

تتحكم نظرية المؤامرة في عمل أحزابنا السياسي، وبعلاقاتها مع القوى الأخرى، مع أن نظرية المؤامرة، أكثر نظريات العمل السياسي خيبة!

 حتى على صعيد بنيتها التنظيمية؛ فإن الشكوك تسود، وتتفشى عقلية رجل الأمن في التعامل الداخلي، كل يشك بكل، وكل يخاف من كل!..

 أشد أمراض الأحزاب فتكا، هو طغيان العمل في الكواليس، أو الحقل الضمني، الذي تدار فيه قواعد اللعبة مع السلطة، وفق منطقي التوافقات والتنازلات!

الحاضرة دوما في أحزابنا هي الخلافات الشخصية، بدل تنشيط ثقافة الاختلاف التي تعطي القوة والمناعة، ولذلك تشهد االعملية السياسية، عدم إمكانية تعايش التيارات الحزبية، كما تتشكل تحالفات واصطفافات اضطرارية وقسرية، تقع تحت وطأة فروض المصالح الحزبية الضيقة، أو تنجم عن إكراهات العمل البرلماني، تحت قيد ضرورة تكوين فريق برلماني.

كلام قبل السلام: هذه بعض العلل، وبعضها كاف لأن يحيل العملية السياسية برمتها الى ركام!..

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك