الأسابيع الأخيرة تفاجئنا بظهور علم مزعوم للبصرة, وحراك لبعض الشخصيات السياسية, للدفع بإعلان البصرة إقليم, ونجد الاهتمام الكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي, للشروع بإعلان إقليم البصرة, باعتباره حل لأهالي البصرة التي تنتج الخير كله, ولا تحصل إلا على النزر القليل, فمازالت مجرد محافظة فقيرة, لا تتناسب مع مقدار الثروة التي تحويها أرضها, والحقيقة الحراك داخل محافظة البصرة في تصاعد, لإعلان الإقليم كحقيقة.
لكن هل يمكن اعتبار التوقيت مناسبا؟ وهل هي رؤية خالصة لأهل البصرة, بعيد عن تأثير المحاور, هل الأمر بعيد عن تأثير الكيانات السياسية؟
نجد مجموعة عوامل, تجعل من القضية مرحب بها, من قبل أهالي البصرة, أولها عدم وجود اعتراض رسمي من قبل المرجعية الصالحة, لحد ألان, مما يعني إن الأمر لا يمثل خطر حقيقي,(هكذا يفسروه) وإلا لكان للمرجعية رد فعل علني, وثاني الأمور إن مسألة الإقليم مكفولة دستوريا, فلا يمثل المطالبة بالإقليم خروج عن الحق المشروع, الأمر الثالث إن المطلب بالإقليم اليوم هو مطلب جماهيري, فالحراك الجاري ألان في البصرة لا يمكن إغفاله, هذه العوامل تدفع الأمر بان يصبح حقيقة بالمستقبل.
البصرة تلك المحافظة التي تنتج النفط, وموانئها تستقبل السفن,فهي بوابة العراق للعالم الخارجي, كان يمكن إن تكون أغنى المدن العراقية, لان مواردها كبيرة جدا, لكن عاشت فاقدة لكل شيء, منذ زمن الطاغية صدام, مروراً بحكومة الأزمات, لم يتغير حالها كثيرا, بقيت تعاني كثيرا, مما دفعها اليوم للتفكير بمشروع الإقليم, حيث سيغير حياتهم, فلولا فشل حكومة الأزمات والفوضى, في أداء مسؤوليتها لما فكر البصريون بالإقليم, فالخلل أتى من المركز, والناس تريد إن تعيش.
ملاحظة هامة إن المطالبة بالإقليم ارتفعت وتيرتها مع مطالبة أهل السنة بإنشاء إقليم سني, وزادت الوتيرة بعد مؤتمر اربيل,مما يعني إن مشروع بايدن ينفذ بأيدي عراقية, إن أحسن الظن نقول من دون إن يلتفتوا إلى تنفيذهم أجندة بايدن, فالبصرة إن نجحت فالتالي هو قيام الإقليم الشيعي, وأهل السنة ومشروع إقليمهم, وهكذا يتم الأمر للأمريكان الحالمين بتفتيت العراق إلى ثلاث دول, وهذه الدول لا تعيش السلم,بل العداء المستمر.
نعتقد إن أصل المشروع حق كفله الدستور, وليس لدينا اعتراض, لكن فقط نعترض على توقيته ألان,فمع كم الأزمات السياسية, والمشكلة الاقتصادية بفعل تدهور أسعار النفط, إضافة لضغوطات الحرب ضد داعش, كلها تدفعنا إلى رفض الفكرة ألان, ثانيا واعتبره أمر أساسي , وهو على البصريون اخذ مشورة المرجعية في الأمر, قبل الشروع بالتنفيذ, بالإضافة إن على النخب البصرة إن تعود للتحالف الوطني وهو الخيمة الكبرى لهم, فالتشاور ضروري.
ترك الأمور تسير بهكذا الشكل, فيه خطر على ما سيكون, لأنه مبهم ومتناسق مع أطروحات الغرب.
https://telegram.me/buratha