بليغ مثقال أبو كلل
مقاربة: ميزانية المناطق الساخنة وال 17٪ حصة إقليم كردستان...
سقوط الموصل مثل نقطة تحول كبيرة في كل المجالات، وعلى مختلف المستويات...
لمّا سقطت الموصل في زمن حكومة السيد المالكي، وتبعتها المحافظات الأخرى، قرر مجلس الوزراء صرف رواتب هذه المحافظات التي تقع تحت سيطرة داعش بالكامل، وكان هناك من يقول: كيف نعطي رواتب لمناطق تقع تحت الإرهاب الكامل، مع تسليمنا أن هذه الأموال ستقع بيد داعش وسيسيطر عليها بالكامل، وهو من سيقوم بتوزيعها حسب ما يراه. كان الجواب يأتي: أن الموجودين تحت حكم داعش هم شعبنا ومواطنون عراقيون، وحتى لو وقعت الرواتب كلها تحت يد داعش فلا يجب قطعها، حتى لا يشعر المواطن في هذه المناطق أننا نعاديه، وأن داعش هي من تدافع عنه، وعلينا أن نسلم الرواتب بالكامل حتى تكون المشكلة بين داعش والمواطنين في تلك المناطق. وكانت الحجة الأخرى التي يوردها الكثير ( ومنهم رئيس الحكومة السابق )، أن علينا التفريق بين داعش ( الحاكمة في تلك المناطق ) وبين شعبنا، فما ذنب شعبنا هناك أن نحرمه من رزقه؟ فالمشكلة مع داعش وليس مع الشعب، حتى لو كان بعض هؤلاء المواطنين ممن تصله رواتب الحكومة الإتحادية يقف مع داعش بالضد من الحكومة الإتحادية... كان هذا هو القرار في حكومة السيد المالكي...
ولو راجعنا التاريخ من بعد عام 2003 وإلى الآن نجد أن كل الإرهاب الذي جاءنا طيلة السنوات الماضية كان من مناطق ( الموصل، صلاح الدين، الرمادي، ديالى )، ولو راجعنا حجم الخسائر البشرية والمالية التي تكبدناها من جراء هذا الإرهاب، لرأينا العجب العجاب، وهذا الأمر واضح لكل من كان عاقلاً. مع كل هذه الخسائر وهذا الإرهاب، كنا نقول دائماً أن مشكلتنا مع الإرهاب وليست مع السنة ( وهو الواقع ) ولم يدعوا منا أحد إلى قطع الرواتب ولا الميزانية عن هذه المناطق، لأن الإرهاب شيء، وشعبنا هناك شيء آخر.
بالمقارنة، لم يأتنا من إقليم كردستان وحكومته وشعبنا هناك، لا إرهاب، ولا مفخخة، ولا تم وصفنا بالروافض، ولا الصفوية، ولا المجوس، ولم نخسر من جراءهم أياً من عشرات الآلاف من أرواح الأبرياء التي أزهقت من الشيعة والسنة، ولم نخسر مليارات الدولارات... كل ما هنالك لدينا خلاف وحيد هو خلاف إقتصادي تماماً، ليس خلافاً على الأغلبية، ولا خلافاً على من يحكم العراق، ولا خلافاً على مذهب، ولا خلافاً على عقيدة... إنه خلاف إقتصادي إقتصادي إقتصادي ...
جيد إذا قبلنا بإعطاء رواتب وميزانية المحافظات التي تقع تحت حكم داعش، وهي التي تقتلنا وهي الخطر الأكبر، كيف قطعنا رواتب شعبنا في كردستان بحجة النفط! ولم نقطعه عن داعش بحجة الإرهاب! أليس علينا أن نلتفت إلى هذا الأمر؟ أليس علينا أن نسآئل أنفسنا لماذا يحاول البعض أن يصور الكرد على أنهم أعداء الشيعة، بل وأنهم أخطر أعداء الشيعة؟؟؟ لمصلحة من يُراد لنا أن نكون كذلك؟؟؟
فهل يقبل ( المأزومون والمهزومون ) أن نعطي الرواتب لشعبنا تحت حكم داعش وهم يقتلوننا، ولا يقبل هؤلاء ( المأزومون والمهزومون ) أن نعطي رواتب شعبنا في كردستان لأن لدينا خلاف إقتصادي مع حكومة إقليم كردستان!! هل هؤلاء عقلاء؟ أم هؤلاء خبثاء؟ أم هؤلاء يريدون أن يزيدوا من أصواتهم في الإنتخابات القادمة إستعداداً لها من الآن؟
https://telegram.me/buratha