الزمان سنة ستون للهجرة, والمكان دمشق حاضرة العالم, عاصمة مملكة الأمويين, حيث تعهدت تلك العاصمة, إن تمد العالم الإسلامي بالفتنة, فهناك يجلس شخصا تمثل بكل صفات الشيطنة, معتبراً نفسه المدافع عن ارث الأجداد, ممن عبدوا هبل, ضد دين الرحمة المحمدي, انه يزيد بن معاوية, ليكمل مسيرة الانقلابيون, في محاربة نهج الرسول الخاتم, والسعي لإفراغ الإسلام من محتواه, وجعله مجرد صورة من دون روح, فقط يحكمون بها الناس, والسلوك هو نفس سلوك قريش أيام هبل.
السكوت على الانحراف يدفع به ليتمدد, والناس تنتظر المخلص ان يعلن الثورة, فالانحراف يكاد يخنق المنهج.
الانحراف عن النهج المحمدي قد تحقق, بفعل الجهود الكبيرة التي بذلها الانقلابيون, منذ العام الأول لرحيل الرسول الخاتم (صلواته تعالى عليه واله), إما خط الممانعة كان يسعى دوما للحفاظ على الأساس, فالأمة بدين ملوكها, تسير بنهج الانقلابين لأنهم يضمنون لها الرزق والعطايا والمناصب, ويرهبوهم بالقوة التي تحت أيديهم, فبين الترهيب والترغيب انصاعت فئة واسعة, بخلاف بقية النهج, الذين كانوا يعيشون العسر والتحديد والإبعاد, فكان الأمر بيد الانقلابيين, مما يعني انحراف الخط العام.
عند فجر عام 60 للهجرة, كانت الأمة تتجه إلى نفق مظلم, نتيجة الانحراف الكبير عن النهج الأول, وتغييب دور بقية النهج, وبروز نكرات الأمس! وتحكمهم بالمصير والتاريخ والمستقبل, وترسخ نهج جديد كبديل للنهج المحمدي, وهو نهج الانقلابيون, بوابة الانسلاخ التام عن حقيقة الدين, فكان الأمر يحتاج لثورة, كي تصحو الأمة من سباتها, ونظرة للمنطقة في تلك الفترة , كانت ارض العراق هي ارض الثورة الخصبة, التي يمكن إن تكون مشعل نور للأجيال, بالإضافة لقيام الحجة, لان أهل العراق وحدهم هم من راسلوا الإمام, يطالبوه بالخروج معه. الإمام الحسين عليه السلام بقية الرسول الخاتم, وهو يرى تبدل الحياة, وانحراف طريقها بعيدا عن النهج الأول, كان لا سبيل أخر إمامه إلا الخروج للإصلاح, وتنبيه الأمة على خطر ضياعها الأبدي, فسلوكها كان بحسب النهج المصطنع, دين الانقلابين والذي يضمن صعود القردة , للتحكم بالدين والدنيا, لذا خرج الإمام يطلب التغيير وإعادة الروح للإسلام.
كانت رحلة الحسين نحو العراق, عبر صحراء الجزيرة, سيرا حيثيا لإعادة إحياء الدين, فالموت يكاد يخنق الدين, سلطان دمشق سيعيد تماثيل الإله, إن لم يتم الوقوف بوجهه. إلى إن وصل لكربلاء, فعمد إلى نشر أفكار الثورة, من خلال خطبه التي وثقها التاريخ, وشعاراته العاشورائية التي هي اكبر صرخة بوجه الظلم, يستمد من عبقها المسلم والمسيحي والبوذي, فالحسين لكل الإنسانية.
تمت التضحية الكبرى, وأعيدت الروح للنهج المحمدي, وخسر هنالك المبطلون, وانتصر الحسين على جيوش يزيد, فسلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
https://telegram.me/buratha