تفاجئ العالم الغربي, وهم يرون إيران تحقق الإعجاز التقني, وتنجح في صنع نسخة من طائرة من دون طيار, أر. كيو 170 المتطورة جدا, طائرة تملك أمكانية تغيير اتجاهها وقدره فائقة في التصوير, مع إمكانية لحمل صواريخ.
وكالة إنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية قالت: إن النسخة الإيرانية من طائرة استطلاع أمريكية من دون طيار, أقلعت في أول رحلة, وكانت إيران أعلنت أنها استولت في شرق البلاد, على طائرة استطلاع أمريكية من طراز أر. كيو 170 سنتنيل, التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية, من عام 2011, حيث كانت في رحلة تجسسية داخل الأراضي الإيرانية.
يمثل الأمر قفزة كبيرة, في الصناعة العسكرية المتطورة, فمع إن إيران صممت منذ سنوات طائرة من دون طيار, إلا إن تصميم برمجية أر كيو 170, على هيئة الجناح الطائر, يعد عملية معقدة وصعبة جدا, لم يتوصل لها إلا عدد ضئيل من دول العالم, وقد توصلت إيران أخيرا لهذه التقنية, الذي صنعته بهندسة عكسية من الطائرة الأمريكية, وعند الإعلان تفاجئ العالم الغربي, وأمريكا بالخصوص, فهي اعتقدت إن الموضوع أهمل, لم تدرك إن همة الإيرانيون لا يوقفها الزمن, فها هم بالعمل الجاد, وعلى مدار ثلاث سنوات حتى تحقيق النجاح.
عند انتشار خبر الاستيلاء, كانت رحلة نسخ التقنية وتفكيك الشفرات قد بدأت, وقد راهن الأمريكان على استحالة إمكانية فك الشفرات, وتصنيع نموذج مشابه, وان القدرات الإيرانية بدائية! لم تصل إلى المكانة التي تمكنها من نسخ التقنية, وإصرار أمريكا على هكذا طرح, يعود لأمرين هامين.
المحور الأول نظرت أمريكا الاستعلائية لبلدان الشرق الأوسط, فتعتبر إن العقل الأمريكي فلتة الزمان, لا يرقى إليه باقي العقول, فاعتقدت استحالة نجاح الإيرانيون, في نسخ التجربة الأمريكية. المحور الثاني, السعي لإسكات الرأي العام الأمريكي, وأيضا نوع من الحرب الإعلامية, بالإضافة إلى سعي أمريكا لطمأنة حلفائها في المنطقة كإسرائيل ومشايخ الخليج.
الرعب الأكبر كان نصيب إسرائيل, فهي تعلم جيدا, أي تطور عسكري لإيران, سيكون لحزب الله نصيبا منه, خصوصا إن الأيام الأخيرة أظهرت مقطع فيديو مسرب, يظهر فيه استخدام طائرة من دون طيار, لمهاجمة احد مواقع المسلحين السوريين, في منطقة حرود عرسال الحدودية شرق لبنان, مما يوحي بأنها تعود لحزب الله ,وهي تمثل عملية كشف لورقة إستراتيجية, باستخدام طائرة متطورة تطلق صواريخ. ولم تصدر تأكيدات من حزب الله نظرا لحساسية الصراع في عرسال.
أمر أخر للقضية, حيث يمثل رفع كبير لأسهم إيران العسكرية, جيش يملك تقنيات عسكرية خطيرة, تدفع الخصوم للشعور بالقلق الكبير, من هذا النمو المضطرد عسكرياً لإيران, لذلك يتشددون في اجتماعات 5+1, بسبب القلق المتزايد من نمو إيران, وسعيهم الجاد للحد من تطور إيران تقنياً.
الأمر مفرح حقا إن تتمكن احد دول المنطقة, من تحقيق نصر تقني, وتبطل التفرد الغربي, مما يعني الإعلان عن واقع جديد, بدا ألان من هذه الطائرة. واقع يجعل منا نداً للاستعلاء الغربي.
https://telegram.me/buratha