أين ما وجد الكعك وجدت الحشرات, تلازم صعب الانفكاك في واقعنا, في الوزارات التي تنتج يكثر المفسدون, فالمال يجذب مافيا الفساد, فتحصل هجرة جماعية نحوها, لأكل الكعكة معا, فتخيل حجم الفساد في وزارة النفط, الأمس زاخر بقصص الفساد, بما يخص الوزارة, عقود وسمسرة وغياب للرقيب, وكلها تم السكوت عنها لتشابك مصالح كبار الشخصيات. أنها كقصص ألف ليلة وليلة, بفارق واحد ليس لليلها نهاية, وأبطالها كثيرون فاقوا العد بخلاف أبطال الماضي.
شركة لايتون الاسترالية, قصة من نوع أخر, ثمن القصة 500مليون دولار, حجم الصفقة كبير جدا , وباب الصرف لزيادة القدرة التصديرية للعراق من النفط الخام, سعت الحكومة السابقة لإنشاء خمس محطات تصديرية عائمة, وتم أحالة المشروع لشركة استرالية اسمها لايتون, وهي ليست الأفضل عالمياً, فهناك شركات عالمية متخصصة , وقدمت عروض وبأسعار اقل! إبطال الصفقة رجال المرحلة السابقة, واليوم هم جزء من الواقع, الاعتراضات كانت كبيرة على المشروع, فالمعلن شيء والنتائج شيء أخر! لكن تمت الصفقة وتبخر المال العراقي على عوائم استرالية متهالكة.
لايتون مثال للتورط في قضايا الفساد, لكنها تستحق إن تتابع, كيف أهملت عروض كبرى الشركات العالمية, ولماذا تم قبول العرض الاسترالي, الافتتاح كان في شهر شباط من عام 2012 بحضور المالكي, ولم يكن مكتملا, والوعود بطاقة تصديرية تصل إلى 900 إلف للمنصة, لم تتحقق حتى نصفها, وبعد أشهر ظهرت بوادر الفساد بمشاكل كبيرة للمنصات! فتحول المال إلى إصلاح العطلات, هدر من نوع أخر!
قضية يشترك بها خيوط مهمة للفساد, لو تم إعادة فتح الملف ستكون ضربة قاضية للفساد, فهي كالشمعة التي تجذب الحشرات, يمكن من خلالها حرق الكثير من الأوراق العفنة, هي مثال عن فساد الامس.
اليوم نطالب الوزير بهمة حقيقية لحرب الفساد, وان يسعى لإعادة المال العراقي المسروق, بالإضافة لوضع قائمة باسم الشركات التي كانت متعاونة مع المفسدين, مع الشروع بتشكيل لجان قانونية تلاحق هذه الشركات, لاستعادة الحق العراقي,ووضع سياسة شفافة للتعاقدات, من دون فريق الأمس الفاسد حد النخاع, بالإضافة لأهمية التغيير في مفاصل الوزارة الحساسة, لان الأمس كانت الوزارة خلية فساد ليس إلا, خطوات يجب على الوزير الشروع بها, لأنها تكفل محاسبة المقصرين, وردع الفساد, واسترجاع حقوقنا.
أملنا كبير بالوزير الجديد في حرب الفساد, وحل مشاكل الأمس, التي خلقتها حكومة الأزمات والفساد, وملاحقة شركات اللصوصية, التي ساهمت في هدر أموال البلد, وقيل قديما ما ضاع حق من ورائه طالب.
https://telegram.me/buratha