انتهى زمن القاعدة, وقامت أمريكا بقتل رجلها أسامة بن لادن, فالعمر الافتراضي لم يعد فيه بقية, وحان وقت التغيير بظهور وليد جديد يعيد الروح لجسد التنظيمات الإرهابية, لتشرع برسم قصة جديد, لذا كان القرار ألاستخباري للغرب في خلق تنظيم جديد, مع رؤية جديدة في طريقة الإرهاب.
فكانت داعش هي الهدية الغربية للعالم, والشرق الأوسط بالخصوص!
داعش ظهرت بشكل مختلف عن القاعدة, لم تأخذ بطريقتها بالإرهاب, حيث كانت التنظيمات الإرهابية تعتمد على التفجير والقتل والخطف باعتباره جهاداً! بحسب الأفكار الغبية التي تملا رؤوسهم العفنة, بل هي تسعى لمسك الأرض, مع الالتزام بتلك الأعمال القذرة, وهذا اختلاف جوهري عن تنظيم القاعدة.
داعش اليوم عبارة عن مؤسسة منظمة بشكل مخيف, ويدلل على وجود أيدي استخباري غربية خفية نسجت لها وضعها الحالي.
أن داعش جاءت بجيش من الشباب الأوربي والإفريقي, من طبقة المهندسين وحملة الشهادات العليا, ومن اختصاصات الالكترونيات والشبكات والاتصال, فعامل التكنولوجيا؛ تم تسخيره بقوة من قبل داعش, لرسم صورة عن خفايا هذا المجهول المرعب, هذا التغير يدلل على سعي الأيدي الخفية لترسيخ وجود داعش, وتبدل أمرها من مجرد عصابات إلى كيان يمسك الأرض, فلا يمكن نكران هذا الأمر من إن داعش مؤسسة منظمة جدا.
الأمر الأخر الاهتمام الكبير في الجانب الاقتصادي لداعش, عبر الاستيلاء على المصارف في الموصل, والسعي للسيطرة على اكبر عدد ممكن من أبار النفط, ومحاولات السيطرة المستمر على مصفى بيجي هي الدليل, مع اندفاعهم العجيب نحو السدود للسيطرة عليها, واتفاقهم على بيع النفط لتركيا مقابل أسعار رمزية, وقبول الأتراك بأي نشاط يقوي من وجود الدواعش ,فالجانب الاقتصادي كان محور مهم عملوا على تحقيقه.
أما تحركات داعش العسكرية تدلل على تخطيط منظم, وعقلية جمعية وليس فعل عصابات, فهو عندما يتم استهدافه, يضرب في أكثر من مكان ,كي يشتت جهد الجيش العراقي, ويفتح ثغرات هنا وهناك , مع تعزيز الماكنة الإعلامية التي تراقب الحدث, هذا الأمر التزم العمل به عند بدا ظهوره على شكل رتل متحرك بين المحافظات, تلك المحافظات المبتلية بتوفر حواضن للإرهاب, لنشر الرعب وفتح الثغرات وإشاعة وهم الانتشار الكيف لهم, ونجحوا في بغيتهم مع الأسف, بسبب جهل القيادات العسكرية وعمالة البعض الأخر, وتخبط الخطط الأمنية ,واهتمام البعض بالصراعات السياسية أكثر من اللازم.
إذن هم يملكون تكتيك عسكري متطور , فهم جاءوا متهيئين تماما , قناصين بالمئات, مهندسين بالعشرات, إعلاميين بالعشرات, خطباء منابر بالعشرات, علاقات اقتصادية متشعبة بالمنطقة مع الإطراف القذرة( تركيا والخليج وإسرائيل) , دعم أمريكي استخباري, تسهيلات تركية أردنية قطرية غير مسبوقة.
ما يقوم به الغرب هو حفر حفرة كبيرة للمنطقة,فتم خلق كيان سرطاني أخر بعد إسرائيل, ليكون عونا لها في إحراق المنطقة, مع سعيها الحثيث طيلة الفترة الماضية على إشعال الفتن داخل بلدان المنطقة,. لتكون ضعيفة إمام العدو الذي سيتم تفعليه لاحقا, ومهددة بالتقسيم ,وها هو اليوم الوليد (داعش) خارج نطاق السيطرة.وما التحالف الدولي إلا استعراض لإبعاد إي اتهام للغرب بخلق داعش.
على أهل السياسة الانتباه مما يراد بهم, فالخطر كبير وردة الفعل لازالت دون مستوى الحدث.
https://telegram.me/buratha